و الأخيرة

رئيس التحرير
محمود الضبع
موقع الصفحة الأولى

المقاومة الفلسطينية وطائر العنقاء.. تحكي الأساطير عن طائر العنقاء، أنه طائر ضخم، يمتاز بالجمال والقوة، يموت عندما يحترق، ويحيا بواسطة رماده، ومع اختلاف القصص والحكايات عنه بين الحضارات العربية والفرعونية والفينيقية، فإنها اتفقت على قدرته على العودة من الموت مجددا حياته بعد الفناء.

كذلك الحال مع المقاومة الفلسطينية الباسلة، ومع الشعب الفلسطيني جميعه، الذي أذهل العالم كله وأذهلنا بقدرته ليس على الصمود فحسب في وجه مجازر ومحارق جيش الاحتلال، وبقائه وتمسكه بأرضه ووطنه، إنما في تطويره للمواجهة مع العدو، إلى تنفيذ عمليات نوعية مذهلة، تمكن في بعضها من أسر جنود من جيش الاحتلال.

 

أماني الاحتلال

فبعدما كانت أقصى أماني جيش الاحتلال وقادته تتوقف عند تحرير أسراهم المحتجزين في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر، إذ بهم يفقدون جنودا آخرين، ليزيد عدد الأسرى من جديد، وتزداد عناصر اللعبة اختلاطا وتعقيدا، لصالح المقاومة بالطبع، باعتبارها الطرف الذي يحدد أهدافه في الحرب ويحقق بعضا منها، على عكس جيش الاحتلال وقادته الفشلة.

وجاءت عملية الأسر الجريئة، من خلال كمين نفذه جنود كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، استدرجوا من خلاله عناصر من قوات الاحتلال عند نفق في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، ثم اشتبكوا مع الجنود من المسافة صفر، وشنوا هجوما بالعبوات الناسفة على قوة الإسناد التي سارعت للكمين القسامي، وأصابوها بشكل مباشر، لينسحب مقاتلو القسام بعد تفجير النفق المستخدم في الكمين، بعد أسر وقتل وجرح جميع أفراد القوة الإسرائيلية، والاستيلاء على عتادهم وملابسهم العسكرية.

المقاومة الفلسطينية

ولم تكتف المقاومة الفلسطينية بذلك، بل قصفت في اليوم التالي ما تسمى بتل أبيب الكبرى بالصواريخ، ليعود المحتلون إلى الملاجئ، وغدا يعودون إلى بلادهم الأصيلة مع تحرير الأراضي المحتلة بقوة المقاومة وصمود الشعب الفلسطيني.

ومع ما يتعرض له قطاع غزة من عدوان همجي غير مسبوق، يعتمد على سياسة حرق الأرض بمن عليها، وحصار خانق يمنع جميع مقومات الحياة عن أهالي غزة، نفاجئ بالمقاومة الفلسطينية تطلق الصواريخ على الأراضي المحتلة من شمال القطاع وجنوبه، ويشتبك جنودها في معارك باسلة في جميع أرجاء غزة، وأصبحت أنباء إصابات وتدمير دبابات ميركافا، فخر صناعة الاحتلال الإسرائيلي، معتادة ومتكررة، وما خفي كان أعظم، مع كذب الاحتلال المعتاد واخفائه لأرقام القتلى والمصابين الحقيقية.

 

مجازر الاحتلال

ولذلك أصبح متوقعا أن يواصل الاحتلال مجازره ومحارقه في القطاع، فمن لا يقدر على المقاومة، يلجأ لقتل المدنيين العزل، ومن يقع فريسة لكمائن القسام، يحرق خيام النازحين بمن فيها.

ومع الحرق والتدمير وحرب الإبادة الجماعية، تخرج المقاومة الفلسطينية وشعب الجبارين من وسط النار، قويا، متجددا، متمسكا بأرضه، محبا للحياة مثل طائر العنقاء تماما، فربما نسجت هذه الأسطورة خصيصا لبلد تسمى فلسطين. 

تم نسخ الرابط