و الأخيرة

رئيس التحرير
محمود الضبع

مصر تراقب الموقف

الأقمار الصناعية تكشف استعدادات أثيوبيا للتخزين الخامس خلف سد النهضة نهاية يوليو

موقع الصفحة الأولى

كشفت صورة حديثة التقطتها الأقمار الصناعية  لسد النهضة عن ترتيبات أثيوبيا لبدء الملء الخامس لبحيرة السد نهاية يوليو القادم، دون إتفاق أو تنسيق مع دولتي المصب مصر والسودان.
وقالت تقارير فنية إن أثيوبيا ستبدأ التخزين الخامس نهاية يوليو المقبل، حيث مازال حجم مخزون بحيرة سد النهضة 35 مليار متر مكعب منذ فبراير الماضى.
وقال أن أثيوبيا أعلنت نهاية التخزين الرابع فى سبتمبر العام الماضي والذي توقف عند 41 مليار متر مكعب، ثم فتحت بوابتي التصريف فى 31 أكتوبر و 8 نوفمبر الماضيين لخفض منسوب البحيرة وتكملة خرسانة الممر الأوسط.
ومن جانبه أكد الخبير المائي الدكتور عباس شراقي أنه تم إغلاق بوابتي التصريف في 27 يناير الماضي بعد تصريف حوالى 6 مليار متر مكعب خلال ثلاثة أشهر وانخفاض منسوب البحيرة حوالى 10 أمتار، متوقعا أن تستعيد البحيرة مستوي العام الماضى في التخزين بدءا من 20 يوليو القادم حيث هطول الأمطار الغزيرة، وحينئذ تبدأ اثيوبيا التخزين الخامس والذي سيستمر حتى العاشر من سبتمبر المقبل ، بكمية تقدر بحوالى 23 مليار متر مكعب ويقف عند منسوب 640 متر فوق سطح البحر.
يأتي ذلك فيما أعلنت مصر وقف مشاركتها في مفاوضات سد النهضة بعد عدة جولات من المفاوضات أظهرت فيها أثيوبيا تعنتا واضحا.

التعنت في المفاوضات

وتعليقا علي توقف المفاوضات بين أثيوبيا ودولتي المصب مصر والسودان، كان وزير الخارجية سامح شكري، قد أكد أن أثيوبيا لا تلتفت إلا للمصالح الفردية ولا تراعي الحد الأدنى لمبادئ وحسن الجوار ، مضيفا أن هذا ما دفع مصر لاتخاذ القرار بإيقاف مشاركتها في تلك المفاوضات التي لا تفضي إلى نتائج ملموسة طالما استمرت إثيوبيا في نهجها الحالي.
وكانت العاصمة الأثيوبية أديس ابابا كانت قد شهدت في ديسمبر الماضي في جلسات الاجتماع الرابع والأخير من مسار مفاوضات سد النهضة بين مصر والسودان وإثيوبيا الذي سبق إطلاقه في إطار توافق الدول الثلاث على الإسراع بالانتهاء من الاتفاق على قواعد ملء وتشغيل السد في ظرف أربعة أشهر.
وحسبما أكدت مصر فلم يسفر الاجتماع عن أية نتيجة نظراً لاستمرار ذات المواقف الإثيوبية الرافضة عبر السنوات الماضية للأخذ بأي من الحلول الفنية والقانونية الوسط التي من شأنها تأمين مصالح الدول الثلاث، مؤكدة تمادي إثيوبيا في رفض ما تم التوصل له من تفاهمات ملبية لمصالحها المعلنة.
وقالت مصر إنه بات واضحاً عزم الجانب الإثيوبي على الاستمرار في استغلال الغطاء التفاوضي لتكريس الأمر الواقع على الأرض، والتفاوض بغرض استخلاص صك موافقة من دولتي المصب على التحكم الإثيوبي المطلق في النيل الأزرق بمعزل عن القانون الدولي، مشيرة إلى أنه وعلى ضوء هذه المواقف الإثيوبية تكون المسارات التفاوضية قد انتهت.
وشددت مصر أنه على ضوء هذه المواقف الإثيوبية تكون المسارات التفاوضية قد انتهت، مؤكدة أنها سوف تراقب عن كثب عملية ملء وتشغيل سد النهضة، وأن مصر تحتفظ بحقها المكفول بموجب المواثيق الدولية للدفاع عن أمنها المائي والقومي في حاله تعرضه للضرر .

أثيوبيا ستدفع الثمن

وعلي هامش اليوم العالمي للمياة أواخر مارس الماضي، أكد هاني سويلم وزير الري  أنه وفقاً لاتفاقية إعلان المبادئ الموقعة بين مصر والسودان وإثيوبيا، فإنه لو تسبب سد النهضة بأي أضرار لدول المصب فعلى المتسبب أن يدفع ثمن هذا الضرر، مشيراً إلى أنه من حق الدولة المصرية اتخاذ الإجراءات اللازمة في حالة التهديد المباشر لأمنها.
وقال إن أي سد يتم إنشاؤه على مجرى النيل يؤثر على مصر، وهناك تأثيرات يمكن مواجهتها وأخرى لا يمكن مواجهتها، مشيراً إلى أن أي تأثير سيحدث على مصر سيدفع الجانب الإثيوبي ثمنه في يوم من الأيام.
وعن مخاطر سد النهضة أكد سويلم أنها ستكون في حالة الجفاف الممتد وهي حالة قد تستمر لسنوات وخلالها يتم استنزاف مخزون السد العالي وفي نفس الوقت تكون هناك كميات من المياه مخزنة في بحيرة السد الإثيوبي لتوليد الكهرباء، مضيفاً أنه في هذه الحالة فإن حياة المواطنين في مصر والسودان لها أولوية ولا بد من خروج كميات المياه في بحيرة السد الإثيوبي للبلدين.
وأكد وزير الري أن المفاوضات السابقة ركزت على هذه النقطة ومعها نقطة ما بعد الجفاف المطول. وأكد أن هذا هو أخطر موقف يمكن أن تتعرض له مصر والسودان ولذلك فهما تبحثان عن اتفاق قانوني ملزم يوضح طريقة التعامل في حالة الجفاف ومرحلة إعادة الملء وكيفية التعامل مع المياه.

الملئ لسد السرج

وحول الملء الخامس لبحيرة السد الإثيوبي يقول الخبير الدكتور نادر نور الدين، أن الملء الرسمي للسد يبدأ مع البداية الحقيقية للفيضان في أول يوليه من كل عام ونادرا مايبدأ موسم الأمطار مبكرا في يونيه إلا في السنوات السمان فقط والتي نرجوها أن تتكرر هذا العام على عكس العام الماضي.
وشدد علي أن الحديث عن إنتهاء التعلية في السد استعدادا للملء الخامس جهل وخطأ علمي وقد قالها رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد في العام الماضي بأن الملء وعبور الماء من فوق الحاجز الأوسطى قد أنتهي زمنه، وفسر كلامه قليلوا العلم بالخطأ بأن إثيوبيا قد أكتفت بالملء الرابع ولكنهم كالعادة يلعقون جهلهم ويتحدثون عن الملء الخامس.
وأشار نادر نور الدين إلي أن الملء الخامس سيكون مسئولا عنه السد الجانبي المعروف بسد السرج وليس السد الرئيسي مهما بلغ ارتفاعه، والأمر أنه سيحدث توسعة في مساحة البحيرة وحجم الماء المخزن بها، وبالتالي فالأمر لا يتعلق بتعلية السد الرئيسي الأسمنتي على الإطلاق ولكن سيتم توسعة البحيرة بمياه التخزين الجديدة وتزيد مساحتها.
وأضاف أن إثيوبيا وحدها هي التي ستحدد ححم الملء القادم ومدى إكتفائها منه طبقا لحجم الفيضان الجديد وبالتالي متى ستوقف التخزين بإرادتها، وبعدها ستفتح المفيضات الملحقة بالسد الرئيسي “مثل مفيضات السد العالي عندنا لتصريف المياه” متى أكتفت لتعبر المياه إلى مصر وليس عبر الحاجز الأوسط للسد الذي أنتهي دوره.

تم نسخ الرابط