زهوي: تريدهم مراكز تجسس
نتنياهو يهدد الأمم المتحدة بقتل قوات اليونيفيل ويتهمها بالعمل لصالح حماس وحزب الله
أتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، الأمم المتحدة بتوفير الحماية لحزب الله وحماس باستخدام قوات اليونيفيل على الحدود اللبنانية والأونروا في قطاع غزة دروعاً بشرية لحماية مقاتلي الحزب وحماس.
ودعا رئيس الوزراء الإسرائيلي، الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إلى سحب قوات "اليونيفيل" من الجنوب اللبناني، مدعيا أن رفضه يجعلهم رهائن بيد حزب الله مما يعرض حياتهم للخطر.
وفي بيان مصور قال نتنياهو "أتوجه مباشرة إلى الأمين العام للأمم المتحدة لقد حان الوقت لإخراج قوات اليونيفيل من معاقل حزب الله ومناطق القتال.. لقد طلب الجيش الإسرائيلي ذلك مراراً وتكراراً، وتم رفضه مراراً وتكراراً، وهذا الرفض يهدف لتوفير الحماية لمقاتلي حزب الله باستخدامهم كدرع بشري".
وهدد نتنياهو الأمين العام للأمم المتحدة بأن رفضه سحب قوات اليونيفيل سيعرضهم للخطر.. معرباً عن أسفه لإصابة جنود اليونيفيل، مؤكدًا أن إسرائيل تبذل كل ما في وسعها لمنع حدوث مثل هذه الأحداث لكن الطريقة البسيطة والمطلوبة لضمان ذلك هي ببساطة إخراجهم من منطقة الخطر.
وقال نتنياهو إنه يشعر بالأسف، لقيام بعض قادة أوروبا بممارسة الضغط وتوجيه الانتقاد لإسرائيل وهو المكان الخطأ، وينبغي عليهم توجيه انتقاداتهم إلى حزب الله، الذي يستخدم اليونيفيل كدرع بشري، تماما كما تستخدم حماس في غزة الأونروا كدرع بشري لأن الأونروا أيضاً تتعاون مع حماس.
وقال نتنياهو إن إسرائيل تعمل من أجل القضاء على الإرهاب في غزة والضفة ولبنان ومناطق أخرى حفاظاً على أمن إسرائيل، مؤكداً استمرار العمل في عمق الأراضي بقطاع غزة للقضاء على حماس لاستعادة جميع الأسرى، وقال "إن قواتنا موجودة الآن في قلب جباليا لتفكيك معاقل حماس لإعادة 101 من أسرانا في غزة وهو في مقدمة أولوياتنا وسنفعل كل ما في وسعنا لإعادتهم، جميعا الأحياء والأموات".
استهداف الشرعية الدولية
ومن جانبه قال رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي إن نتنياهو يصر على كشف عدوانيته تجاه قوات يونيفيل العاملة في الجنوب اللبناني بمطالبته لجوتيريش بإجلائها مؤكداً أن ذلك الطلب يمثل فصلا جديدا من نهج الاحتلال بعدم الامتثال للشرعية الدولية وقراراتها.
وجدد ميقاتي على تمسك لبنان بالشرعية الدولية وبالقرار 1701 وبدور قوات يونيفيل في الجنوب وتعاونها الإيجابي مع الجيش اللبناني لحفظ الحدود.. وطالب المجتمع الدولي بموقف حازم يوقف العدوان الإسرائيلي على لبنان والشرعية الدولية.
وفي الأثناء دعا بابا الفاتيكان إلى احترام قوات يونيفيل على الحدود اللبنانية الإسرائيلية.. وقال البابا: “أنا قريب من كل الناس المعنيين، فلسطين، إسرائيل، لبنان، وأطلب احترام قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة".
فيما حثت الدول الأربعين المشاركة في اليونيفيل في بيان مشترك لها، على ضرورة توفير الحماية لقوات حفظ السلام والتي تضم 10 ألاف جندي أممي، كما أدانت الضربات الإسرائيلية التي استهدفتها خلال الثلاثة أيام الماضية وأدت لإصابة 5 من جنودها وتدمير برج مراقبة وبعض مبانيها.
ويذكر أن الجيش الإسرائيلي كان قد طلب من قوات اليونيفيل الانسحاب 5 كيلو مترات من مواقعها وهو ما رفضته قيادة القوات وأعلنت عدم ترك مواقعها الـ 29 الممتدة على طول الحدود اللبنانية الإسرائيلية.. وهو ذات الطلب الذي تقدم به مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة ومجلس الأمن وقوبل بالرفض أيضاً.
إسرائيل تهاجم اليونيفيل للمرة الرابعة
وعقب البيان المصور لرئيس الوزراء الإسرائيلي والإدانات قام الجيش الإسرائيلي باستهداف القوات للمرة الرابعة، ووفقا لبيان اليونيفيل "رصدنا يوم الأحد/ 13 أكتوبر 2024/ في بلدة رامية عبور 3 فصائل من الجيش الإسرائيلي الخط الأزرق في تمام الساعة الرابعة والنصف صباحاً، وقامت دبابتان ميركافا بتدمير بوابة الموقع الرئيسية ودخلتا عنوة إلى المقر، وطلبت من القوات المتواجدة بالموقع إطفاء الأنوار ، وغادرتا بعد 45 دقيقة.. ثم تم إطلاق رشقات نارية على مسافة 100 متر شمال موقعنا، أدت إلى انبعاث دخان كثيف تسبب بعوارض صحية لخمسة عشر جنديا من جنودنا، فقد عانى الجنود من تهيج الجلد ومشاكل في المعدة ".
بيان اليونيفيل أوضح أن جنود الجيش الإسرائيلي أوقفوا، يوم السبت/ 12 أكتوبر 2024/ حركة لوجستية شديدة الأهمية لقواتنا قرب بلدة ميس الجبل ومنعوها من إكمال مهمتها.. وقد طلبت اليونيفيل من الجيش الإسرائيلي تفسيرا لهذه الانتهاكات المروعة بحق قواتنا.
العميد الركن اللبناني نضال زهوي يقدم التفسير لاستهداف الجيش الإسرائيلي وإصراره على إبعادهم ليس لمسافة 5 كيلو مترات، ولكن نهائياً.. لرؤيته بأن الإسرائيليين لا يرغبون في وجود مؤسسة دولية توثق تجاوزاتهم، خاصة مع وجود احتمال كبير باستخدامهم أسلحة محرمة في هجومهم على الجنوب اللبناني تمكنهم من دخول الجنوب وكامل الأراضي اللبنانية، مؤكدا رؤيته بإلقاء قنابل عنقودية يوم الأحد 13 أكتوبر 2024، من منطقة حانين إلى منطقة رامية بعد تعرض قواته البرية في تلك المنطقة لدفاع قوي من جانب المقاومة اللبنانية الممثلة في حزب الله.
العميد الركن نضال زهوي المتخصص في التحليل العسكري والاستراتيجي، يكشف عن قيام قوات اليونيفيل بتوثيق استهداف الطيران الإسرائيلي للمستشفيات ومراكز الدفاع المدني ومعداتها ومراكز الإسعاف وسياراتها، وهو ما أدى لإخراج 5 مستشفيات بالجنوب من الخدمة، كما منع الدفاع المدني من إزالة حطام المباني لتتمكن الإسعاف من نقل الجرحى والشهداء، موضحا تواجد الكثير من المصابين والشهداء أسفل حطام المستشفيات ومراكز الإسعاف والدفاع المدني والمنازل والمباني الحكومية.
وفي ذلك السياق نوضح أن الاحتلال وجه نداءً لسكان مدن وبلدات الجنوب والبالغ عددها قرابة 260 بعد التحرك لأن طيرانه يستهدف كل ما هو متحرك على الأرض حتى ولو كانت دراجة هوائية.
وما ذكره العميد نضال أدته منظمة الصحة العالمية التي أعلنت أن العدوان الإسرائيلي على لبنان تسبب في إغلاق خمسة مشافي و100 مركز للرعاية الصحية في البلاد.. كما أدى استهداف القطاع الصحي إلى استشهاد أكثر من 100 من العاملين بالقطاع.
ويضيف العميد زهوي سبباً لمحاولة إبعاد قوات اليونيفيل ألا وهو أن الاحتلال يريد استخدام كافة مراكز قوات اليونيفيل على الحدود اللبنانية لمساعدته في العمل الاستخباراتي واستغلال مراكزهم للتسلل داخل الأراضي اللبنانية كما تفعل القوات الفرنسية والإسبانية، مشيراً في ذلك إلى تسلل قوات إسرائيلية منذ 8 أكتوبر 2023 حتى الآن من خلال مركز اليونيفيل في منطقة تلى العُباد ولكن المقاومة أفشلت محاولاتهم وقامت بالتصدي لهم ، وكذلك دخل العدو متسللا من خلف مركز اللبوني ودارت معارك مع المقاومة التي نجحت في تكبيد العدو خسائر وتراجعهم عن الدخول للأراضي اللبنانية، لذلك لا يستبعد العميد زهوي استخدام إسرائيل أسلحة محرمة دوليا ومواد نووية تمكنه من تحيق أهدافه.
هيكلة قوات اليونيفيل
وبالتالي فإن اليونيفيل لم يسجل خرقا لحزب الله باستخدام قواته دروعا بشرية وإنما من استخدمها هو الجيش الإسرائيلي، الذي يرغب في استخدام كافة مراكز اليونيفيل مراكز استخباراتية وتجسسية له أسوة بالفرنسية والإسبانية فيما لا تمنح باقي القوات أية معلومات لحزب الله أو إسرائيل.
الخلاصة أن إسرائيل تريد إعادة هيكلة قوات اليونيفيل لتكون صديقة، ثم إن قرار إخراج قوات اليونيفيل – والحديث للعميد نضال زهوي- ليس بيد الأمين العام للأمم المتحدة، لأن تواجدها يأتي وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 1071، ثم إن هذه القوات موجودة لحفظ الأمن ومساعدة الجيش اللبناني ولمنع أي تجاوز للخط الأزرق بين الجانبين الإسرائيلي واللبناني، وليس لمساعدة حزب الله وتقديم معلومات استخباراتية له.
وفي الأثناء أدعى الجيش الإسرائيلي أن حزب الله أطلق 25 صاروخاً من مواقع قريبة من قوات اليونيفيل باتجاه مواقعه وبلدات إسرائيلية.
ومن جانبه قال المتحدث باسم الأمم المتحدة إن غوتيريش يطالب جميع الأطراف بمن فيهم الجيش الإسرائيلي بالإحجام عن تعريض قوات اليونيفيل للخطر لأن قوات اليونيفيل ومقارها يجب ألا تستهدف ومثل هذه الهجمات تمثل جريمة حرب.