و الأخيرة

رئيس التحرير
محمود الضبع

تحالف الأديان لإقامة دولة فلسطين

خامنئي: المقاومة أعادت الكيان للوراء.. والطيب: لو امتلكت السلاح ما جرؤ على أفعاله

موقع الصفحة الأولى

دعا المرشد الأعلى للثورة الإيرانية على خامنئي المسلمين الاتحاد لكسب العزة الإلهية وتحقيق الانتصارات، لأن سياسة الأعداء هي زرع التفرقة والفتن بين المسلمين.

وخلال خطبة الجمعة قال خامنئي: اليوم الأمة الإسلامية أصبحت واعية وبإمكانها التغلب على مأرب وخطط الأعداء، مؤكدا أن أعداء الأمة الإسلامية هم أنفسهم أعداء فلسطين ولبنان، والعراق، ومصر، واليمن.  

ولفت خامنئي إلى أن غرفة عمليات الأعداء في مكان واحد ويتلقون الأوامر من مصدر واحد، وإذا فشلت سياستهم في بلد ما فإنهم سيتوجهون إلى بلد أخر، لذلك يجب أن نكون يقظين ومتحدين أمام خطط الأعداء.

خامنئي أكد خلال الخطبة التي شهدت تأبين الشهيد حسن نصر الله، أن ما قامت به القوات المسلحة الإيرانية منذ أيام (يقصد قصف الكيان الصهيوني بمئتي صاروخ أول أكتوبر 2024) هي قانونية ومشروعة وفقا لأحكام الدفاع الإسلامية والقانون الدولي، وبالتالي فإن كل شعب لديه الحق في الدفاع عن سيادته ووحدته وأرضه أمام المعتدين، وفي ذلك السياق يمتلك الشعب الفلسطيني كامل الحق للانتفاض أمام هذا العدو ، ولا يحق لأي محكمة أو منظمة دولية أن تحتج على الشعب الفلسطيني في الوقوف أمام المحتلين، لأن الفلسطينيون يدافعون عن أرضهم ودفاعهم مشروع ويحظى بالشرعية الدولية، وكذلك الدفاع المستميت للشعب اللبناني عن الشعب الفلسطيني وأرضه يحظى بتأييد قانوني وشرعي.

خامنئي قال إن العامل الأساسي للحروب والتخلف في المنطقة هو وجود الكيان الصهيوني وحضور الدول التي تدعي السعي لإحلال السلام والأمن في المنطقة، علماً بأن هدف الأمريكان تحويل الكيان لبوابة لتصدير الطاقة من المنطقة إلى بلاد الغرب واستيراد البضائع والتقنية من الغرب للمنطقة، لذلك فإن جهاد المقاومة في فلسطين ولبنان هو خدمة وخطوة مصيرية من أجل المنطقة.

وتابع المرشد الأعلى إن الكيان الصهيوني مني بهزيمة في مواجهة المقاومة، كما توصلت العصابة الصهيونية إلى نتيجة أنه لا يمكن تحقيق النصر على حماس وحزب الله أبداً.. مؤكداً أن جهاد رجال فلسطين ولبنان قد أعاد الكيان الصهيوني 70 سنة إلى الوراء.

وناشد خامنئي الشعبين الفلسطيني واللبناني بالصبر ومساندة المقاومة قائلاً " أيها المناضلون هذه الدماء المسفوكة لا تزعزع عزيمتكم، بل تزيدكم ثباتا"، مؤكداً أن المقاومة في المنطقة لن تتراجع بشهادة رجالها وقادتها، والنصر سيكون حليفها.

من الملاحظ في خطبة الجمعة أن المرشد شوهد ممسكًا ببندقية قنص روسية ومتحدثا باللغة العربية في خطبته، في خطوة نادرة الحدوث، وهو ما فسر على أنه محاولة من طهران لإرسال رسالة للدول العربية بأنها داعمة للقضايا العربية المركزية وأن الخطر الصهيوني لا يهدد العرب وحدهم وإنما إيران جزء من ذلك الخطر، واهتمام إيران بالتواصل المباشر مع الجمهور العربي.

نفاق وانفصام سياسي  

ومن جانبه أكد شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب أنه لو قُدِّر للشعب الفلسطيني واللبناني أن يمتلك 1٪ مما يملكه الكيان الصهيوني من سلاحٍ وعتادٍ، ما جرؤ هذا المحتل على التعامل بهذا الشكل غير الإنساني!

وقال شيخ الأزهر  إن العدوان على غزة ولبنان كشف للعالم ظاهرة الانفصام السياسي، حيث النفاق العالمي الذي تمارسه الدول الكبرى بالتباكي على شهداء غزة من الأطفال والنساء، وفي الوقت ذاته تصدير السلاح والمتفجرات للكيان الصهيوني الإرهابي لقتل المزيد من الأبرياء.

وخلال استقباله وفد كنائس جنوب أفريقيا والكنائس الأمريكية لفت شيخ الأزهر إلى أن صنَّاع القرار العالمي؛ يمارسون نفاقًا سياسيًّا بمطالبتهم بوقف العدوان مع إصرارهم على إمداد المحتل بالسلاح والعتاد، هم لا يريدون تحقيق سلامٍ عادلٍ، أو نصرة المستضعفين في غزة ولبنان.. إنهم فقدوا الإحساس بالضعفاء.

وأضاف شيخ الأزهر: "أنا مؤمن بأن الله هو العدل، وأن الصهاينة -ومَنْ خَلْفَهم ومَنْ يعاونهم- ظلمة معتدون، وأن الله -جل وعلا- يُمهل لهم؛ ليطبق فيهم قول رسوله ﷺ: "إِنَّ اللَّه لَيُمْلِي لِلظَّالِمِ، فَإِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ". ولست هنا في مقام التفلت من المسئولية وإلقاء اللوم كله على المجتمع الدولي، ولكني أرى أن عالَمنا العربي والإسلامي قَصَّرَ كثيرًا في إعداد نفسه لمواجهة هذه التحديات المعاصرة، وانشغل بما مرره أعداؤه له من تحديات مذهبية وفتن طائفية، ولو قُدِّر للشعب الفلسطيني واللبناني أن يمتلك واحدًا بالمائة مما يملكه الكيان الصهيوني من سلاح وعتاد- ما جرؤ هذا المحتل على التعامل بهذا الشكل غير الإنساني! 

وكان وفد كنائس جنوب أفريقيا والكنائس الأمريكية قد ناقش مع شيخ الأزهر إقامة تحالف الأديان لإقامة الدولة الفلسطينية..

من جانبه أكد وفد الكنائس على ضرورة العمل من أجل إنهاء الظلم الذي يعانيه الشعب الفلسطيني، واستمرار التواصل والتنسيق بين القيادات الدينية حول العالم فيما يتعلق بالقضايا التي تؤثر على الإنسانية جمعاء.  

وأعرب وفد كنائس عن تطلعه لدعم شيخ الأزهر في إقامة تحالف قادة الأديان لإقامة الدولة الفلسطينية، وتكوين جبهة دينية ممثلة لمختلف الأديان؛ للمطالبة بوقف العدوان على غزة ولبنان، والتصدي لانتهاكات الكيان المحتل في قتل الأطفال والنساء والرجال، وتدمير البنى التحتية والمنازل ودُور العبادة في غزة، وفرض الضرائب على المساجد والكنائس في الضفة الغربية؛ بغرض تشديد الرقابة عليها ضمن سياسات التهويد التي يمارسها في فلسطين.  

كما أكد الوفد أن الهدف الأساسي لإقامة التحالف هو التصدي للسياسات الجائرة على حقوق الفلسطينيين، التي تمثل تحديًا كبيرًا في مسيرة وقف العدوان على غزة ولبنان، وتقف حجر عثرة في تيسير دخول المساعدات الإنسانية، والوقوف في وجه السياسات المتحيزة للكيان المحتل، التي لولاها لما استطاع أن يرتكب هذا الكم الكبير من جرائم الإبادة الجماعية والمذابح اليومية.

عراقجي يؤكد دعم لبنان والمقاومة  

وفي سياق متصل، على المستوى السياسي قال مصدر إيراني مسؤول في تصريحات إعلامية إن دول المنطقة (يقصد منطقة الشرق الأوسط) بما فيها العربية وإيران متفقة على ضرورة خفض التصعيد لكن إسرائيل لا تريد وتصر على هدر الدماء، لأنها تسعى لتنصيب نفسها زعيمة للشرق الأوسط، واصفاً حديث نتنياهو عن تغيير الشرق الأوسط بعنجهية واهمة محكومة بالفشل.

فيما أكد وزير خارجية إيران عباس عراقجي حرص بلاده على لبنان ودعمه في وجه العدوان الإسرائيلي وقال "إن إيران ستقوم بحملة ديبلوماسية لدعم لبنان وطلب عقد اجتماع لمنظمة المؤتمر الإسلامي.

وكان عراقجي قد ألتقي يوم الجمعة /4 أكتوبر 2024/ رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، في أول زيارة لمسؤول إيراني إلى لبنان منذ اندلاع المواجهات بين حزب الله والاحتلال الإسرائيلي وبعد ثلاثة أيام من الهجوم الإيراني على 3 قواعد ومنشآت عسكرية إسرائيلية.  

وقال عراقجي في مؤتمر صحفي ببيروت، إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية كانت ولا تزال داعمة للبنان، وكانت ولا تزال داعمة للمقاومة ولحزب الله، وكان من الضروري أن أقول هذا شخصيا، موضحاً أنه لا خطط لدى طهران للاستمرار في الحرب إلا إذا قرر الكيان الاسرائيلي مواصلة اعتداءاته، واتخذ إجراء ضدنا، فسوف نردّ عليه، وردنا سيكون متناسباً ومدروساً بشكل كامل.

ولفت عراقجي إلى استمرار المشاورات مع دول المنطقة وباقي الدول من أجل وقف إطلاق النار، بشرط مراعاة حقوق الشعب اللبناني وأن تكون مقبولة من قبل المقاومة، وأن يكون متزامنا مع وقف لإطلاق النار في غزة.

وختم عراقجي حديث بأن إيران ستبقى إلى جانب لبنان والمقاومة، معربا عن ثقته بأن جرائم الكيان الإسرائيلي ستبوء بالفشل كما فشلت في الماضي وأن الشعب اللبناني سيخرج منتصرا. 

تم نسخ الرابط