و الأخيرة

رئيس التحرير
محمود الضبع
موقع الصفحة الأولى

كثير من المحللين ما يبدلون قمصانهم الفكرية وفقا للقناة التي يظهرون عليها، فإذا كانت من المعادين لإيران هاجمها وحملها تبعات وسيئات ما يحدث وأنها شيطان رجيم ولو امتلك لخلع حذائه ورجمها به.
علماً بأنه علينا أن نشكر إيران لمساندتها المقاومة التي تدافع عن عرض وشرف العرب، إن كنتم تدركون.. فالمقاومة لو وجدت حضنا عربيا لما لجأت لإيران.

أين كانت إيران في القرن الماضي من المقاومة العربية وهل ذهبت لها المقاومة؟
في الخمسينات والستينات كان هناك زعيم عربي اسمه جمال عبد الناصر، أحتضن المقاومة وساندها ودعمها عسكريا وسياسيا، ومن بعده كان في العراق صدام حسين وفي ليبيا معمر القذافي، ولا ننسى الجزائر وسوريا.. وكان لدينا حكاما ينتمون للقومية العربية. 
 

لكن بعد تطبيع مصر مع الكيان وخروجها من حلبة الصراع العربي الإسرائيلي مما فتح الباب للكيان يرتفع في المنطقة وأيضا تراجع الدور السياسي لمصر، وارتكابها خطأ في التعامل مع بعض فصائل المقاومة وفقا لسياستها الداخلية المناهضة والرافضة لتوجهات سياسية معينة.. ولا نحمل مصر كل الوزر، وإن كنا نقصو عليها فذلك لكونها كبيرة العرب. في حين انشغلت بعض أو معظم الدول العربية الأخرى بمصالحها مع أمريكا التي صورت إيران شيطان المنطقة، وهناك دولاً دخلت وأججت الصراع مع إيران كصراع مذهبي.
على كلٍ شاء من شاء ورفض من رفض، إيران وتركيا وقبرص جزء لا يتجزأ مما يسمى بالشرق الأوسط والذي يضم مصر، والسعودية، والكويت، والإمارات، والبحرين، وقطر، واليمن، وسلطنة عمان، والعراق وسوريا، والأردن، ولبنان، وفلسطين.. كما أن إيران دولة مسلمة وإذا كنا نرفضها لأنها تدين بالمذهب الشيعي، فعلينا رفض السعودية الوهابية، واليمن الزيدية.. وإذا كانت إيران دولة سبق لها احتلال العرب ولها مطامع استعمارية فإن الأمر ذاته ينطبق على تركيا. 
 

خلاصة القول.. منطقة الشرق الأوسط، ذلك المصطلح الجيوسياسي الذي أصبح معروفاً عندما أستخدمه الخبير الإستراتيجي في البحرية الأمريكية "ألفريد ثاير ماهان “عام 1902، لتمييزها بكونها مهد الحضارات الإنسانية وجميع الديانات السماوية وثرواتها الطبيعية التي يحتاجها الغرب وأمريكا لتقدمهم الصناعي وكذلك كموقع عسكري دفاعي متقدم، هي مطمع الدول الاستعمارية الكبرى التي زرعت الكيان الصهيوني لتفتيته ، ونحن الآن أمام خطر  جم وكبير ، فالذين دبروا ما يسمى بالربيع العربي لإعادة تقسيم الشرق الأوسط تحت مسمى الشرق الأوسط الجديد يحاولون إعادة الكرة ، لمصلحة الكيان الصهيوني الذي يحلم بتأسيس إسرائيل الكبرى التي وعد بها الله إبراهيم عليه السلام وفقا لمعتقداتهم الدينية ، وإزاء ذلك الخطر القادم من فلسطين المحتلة هرول الرئيس التركي لتحسين علاقاته بدول الخليج وبذل كل المساعي لإرضاء مصر ، التي تمنعت و تدللت عليه و ركعته لإعادة العلاقات معها ، ويسعى حالياً خلف بشار الأسد، ليس حباً فيه ولما ما كان أحتل الأراضي السورية وزرع جماعات إرهابية لهدم الدولة ، ولكنه يشعر بالخطر القادم فدولة إسرائيل الكبرى ستقضم جزءً من أراضيه. 
 

المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي خطب يوم الجمعة الرابع من أكتوبر 2024، باللغة العربية ليوصل رسالة واضحة للعرب لابد أن نكون معا فعدونا واحد.. وأكد الإمام على أن المقاومة تخوض حربا مع الكيان وأعوانه خدمة للشرق الأوسط لمنع تنفيذ المخطط.

دعم الشعبين اللبناني والفلسطيني

علينا أن نقف موقف أكثر حزماً مع الكيان والدول الداعمة له.. علينا مساندة المقاومة سياسيا وعسكريا، ودعم الشعبين اللبناني والفلسطيني لأنهم يدفعون عنا فاتورة مقاومة ربيع النتن ياهو.. ودعكم من شيطنة إيران والمقاومة وتحميلها وزر طوفان الأقصى، لأن الكيان كان سينفذ ما يحدث في فلسطين ولبنان وما فعلته المقاومة الفلسطينية عطل التنفيذ، ومساندة حزب الله سواءً بإرادته أو بطلب من إيران يعطل تنفيذ المشروع.


نتفق أو نختلف مع القيادة السياسية المصرية الحالية لكن يحسب لها أنها أفشلت مشروع الشرق الأوسط الجديد تحت مسمى الربيع العربي في 30 يونيو 2013، على الحكام العرب أن ينفضوا الوهم الأمريكي التي تدعم الكيان وتفتح له خزائن سلاحها وتدعمه سياسيا وتحميه بدعم من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا بشكل أساسي.. وعلى الإبراهيميين نزع ثوب الصهيونية والعودة لثوب الشرق الأوسط. 
إيران ليست عدو، هي جار ورفيقة دين، والمذهب الشيعي مثله كمثل السني والوهابي، أتركوا الدين لله والشرق الأوسط لشعوبه.. أيها الحكام والأمراء والملوك عليكم حماية شعوبكم وأرضكم وإلا أصبحتم ولاة لدويلات صغيرة في مملكة إسرائيل الكبرى و خليفتكم نتن ياهو، الذي ستسجدون له وتعبدونه كما فعل السابقون مع هبل والنار.


لازال الوقت معكم، ولكنه يداهمكم وإذا كانت الشعوب صامتة اليوم فغداً ستخرج عليكم ولن تجدوا عروشاً تجلسون عليها.. وانتصار المقاومة منفردة لن يكون لصالحكم أيضا.. فلا تهزمون المقاومة ولا تخذلون شعوبكم، وتماسكوا مع إيران فهي قوة عسكرية لابد أن تكون معنا لا علينا. 
الوقت يداهمنا ومن يعتقد أنه غير ذاهب للحرب مع الكيان فهو واهم، ومن صمت على اعتدائها هربا من شبح الحرب فهو حالم، ومن وقع الإبراهيمية وتراقص مع الصهاينة على دماء الفلسطينيين واللبنانيين بمنطق التاجر الباحث عن مكاسب فهو خاسر.
البندقية في يد خامنئي والحديث بالعربية يعني أن القوة والوحدة تمنع المصائب، تماما كما يغير الدعاء القدر.. شكراً إيران على مساندتك للمقاومة لسد شهوة نتن ياهو في التوسع حتى يستفيق العرب.

تم نسخ الرابط