الحرب الإقليمية تنتظر قليلا من الوقت
أمريكا تنشر "ثاد" لحماية إسرائيل من صواريخ إيران بعد فشل أسطورة القبة الحديدة
يبدو أن رقعة الحرب في منطقة الشرق الأوسط ستتسع وتشمل كامل المنطقة لا محالة في ذلك.. لإصرار حكومة الاحتلال المتطرفة عليها وخضوع الإدارة الأمريكية بقيادة بايدن لإرادتها، خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية وسعي الحزب الديمقراطي للبقاء في البيت الأبيض، والذي يتحقق بمساندة الاحتلال ودعمه لأن المتحكم في الطريق إلى البيت الأبيض ليس الناخب الأمريكي كما نعتقد، ولكن اللوبي الصهيوني والصهيونية العالمية.
ومايؤكد اقتراب الهجوم الإسرائيلي على إيران إعلان الجيش الأمريكي صباح الأحد / 13 أكتوبر 2024/ نشر نظام الدفاع الجوي "ثاد" في إسرائيل لاعتراض الصواريخ الباليستية وتعزيز المنظومة الدفاعية الإسرائيلية استعداداً للرد الإيراني المتوقع على إذا هاجمت إسرائيل إيران.
يأتي نشر أمريكا لنظام "ثاد" بعد ثبوت فشل القبة الحديدة في التصدي لصواريخ إيران الباليستية التي أطلقتها في أول أكتوبر الجاري وأصابت ثلاثة قواعد عسكرية ومحور نتساريم في قطاع غزة، فضلا عن تمكن صواريخ ومسيرات المقاومة العربية من اليمن والعراق ولبنان وغزة من الوصول لأهم المدن والموانئ والقواعد العسكرية الإسرائيلية مسقطة أسطورة القبة الحديدية التي لا تقهر ، تماماً كما أسقط الجندي المصري في السادس من أكتوبر 1973 أسطورة خط بارليف والجيش الذي لا يقهر.
فوفقا لما نقلته صحيفة الأخبار اللبنانية عن مصادر بالمقاومة العراقية أنها خلال عام من حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني بقطاع غزة نفذت 215 عملية ضد الاحتلال بالأراضي المحتلة في فلسطين وغور الأردن وسوريا.. فيما أعلن حزب الله عن تنفيذه 3194 عملية ضد مواقع وأهداف عسكرية واستخباراتية وصناعية واقتصادية إسرائيلية و100 مستوطنة خلال عام.
ذلك بخلاف الهجمات الصاروخية اليمنية التي تطال ميناء إيلات وحيفا وتل أبيب .. يأتي ذلك في الوقت الذي أكدت فيه القناة 14 الإسرائيلية أن 10 ألاف صاروخ وقذيفة أطلقت على شمال إسرائيل خلال عام من اليمن وغزة ولبنان والعراق.
غزة ولبنان خارج المكالمة
وكان الإعلام الأمريكي والإسرائيلي قد كشف يوم الجمعة / 11 أكتوبر 2024 / عن تفاصيل المكاملة الهاتفية التي دارت بين رئيس حكومة الاحتلال والرئيس الأمريكي ونائبته المرشحة الرئاسية كمالا هاريس، والتي استمرت 50 دقيقة يوم الأربعاء / 9 أكتوبر 2024/ لبحث خطة إسرائيل لتوجيه ضربة لإيران، رداً على إطلاق طهران 200 صاروخ أصابت 3 قواعد عسكرية إسرائيلية ومحور نتساريم بقطاع غزة وعددا من المواقع العسكرية والاستخباراتية بالأراضي المحتلة.
المكالمة دارت حول ملفين الإيراني واللبناني، ولم تطرق وفقا لما نقلته وسائل الإعلام الأمريكية والإسرائيلية عن مسؤولين بالإدارتين إلى قطاع غزة وصفقة التبادل الخاصة بوقف جريمة الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني وإطلاق سراح السجناء الفلسطينيين مقابل إطلاق سراح المحتجزين أو الرهائن الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية.
وفقاً لموقع أكسيوس الأمريكي وهيئة البث الإسرائيلية طالب الرئيس الأمريكي بإنهاء (وليس وقف) العملية العسكرية في لبنان بأسرع وقت ممكن، للتوصل إلى اتفاق سياسي، لكن نتنياهو رفض قبل تصفية حزب الله، لوجود فرصة وصفها بالنادرة والتاريخية تمكنه من تحقيق إنجاز عسكري وسياسي تمكنه من تحقيق اتفاق دائم يوافق رغباته وأهدافه.
ويصر على مهاجمة إيران
بالنسبة لإيران.. الرئيس الأمريكي يريد وضع سقف للطموح الإسرائيلي في العدوان على إيران بالابتعاد عن المنشآت النووية والنفطية حتى لا يؤدي ذلك لتصعيد حرب إقليمية كبرى.. لكن الطموح والخطط العدوانية الإسرائيلية دفعت نتنياهو للإصرار على تنفيذ المخطط.
المسؤولون الأمريكيون والإسرائيليون قالوا لأكسيوس وهيئة البث الإسرائيلية إن الإدارة الأمريكية باتت أقل توتراً، لتقلص الفجوة بين رغبات واشنطن ورغبات حكومة الاحتلال بشأن طبيعة الهجوم على إيران، رغم تخوف إدارة بايدن من استهداف أهداف بعينها تشعل حرباً إقليمية، وهي لا تستبعد أن يكون هجوما كبيراً يشمل ضربات جوية لأهداف عسكرية وعمليات استخباراتية تستهدف اغتيال قيادات في النظام الإيراني وقيادات من المقاومة المقيمين في طهران وعمليات تفجير لبعض المنشآت الحيوية الإيرانية.
وفي الأثناء نقلت وكالة بلومبرج الأمريكية عن مصادر بفريق بايدن خشية واشنطن من أن تؤدي الضربة على البنية التحتية للطاقة إلى زعزعة أسواق الطاقة العالمية، وضرب المنشآت النووية يعني قيام حرب إقليمية لا يدري أحد عواقبها لإمكانية دخول أطراف أخرى مثل روسيا والصين وكوريا الشمالية.
فريق بايدن أوضح لوكالة بلومبرج أن بايدن عرض على نتنياهو، بدائل أخرى بديلة للهجوم وتمكنه من التصدي للمتشددين في حكومته والمجتمع الإسرائيلي، بفرض عقوبات اقتصادية جديدة على إيران لكن نتنياهو رفض.. لذلك تتوقع إدارة بايدن أن الرد الإسرائيلي على إيران قد يكون في أي وقت، وهي لا تملك ضمانات ضد المزيد من التصعيد في المنطقة.
وفي الأثناء أيضاً، قالت المصادر لبلومبرج إن كاملا هاريس لا ترغب في الانخراط كثيراً في ذلك الملف واستنزاف الدعم لحملتها الانتخابية في الملف الشرق الأوسطي الملتهب خاصة وأن نتنياهو أعلن صراحةً عن علاقته الوثيقة لمرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب، الذي يقدم له كامل الدعم ولا يرغب إلا في تقديم القليل من الدعم لهاريس.
المكالمة انتهت.. بتقبل واشنطن شن هجوم إسرائيلي كبير على إيران، لكنها تخشى أن يؤدي ضرب أهداف معينة لتصعيد حرب إقليمية بحسب موقع أكسيوس. والفجوات ضاقت بشأن الأهداف الإيرانية التي سيتم ضربها وفقا لما نقلته هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي..
في النهاية واشنطن تتمنى رداً محدوداً قصير المدى تتجنب فيه إسرائيل أي أخطاء تدفع إيران للرد بقوة.
ليلة الخميس العاشر من أكتوبر 2024، عقد نتنياهو اجتماعا لمجلس الوزراء الأمني، ووفقا للإعلام الإسرائيلي لم يصوت أعضاء المجلس على قرار الرد على إيران، فيما أوضحت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن وجود توجه بتأجيل التصويت لحين اقتراب موعد التنفيذ.. علماً بأن نتنياهو لن يستطيع اتخاذ قرار الرد إلا بعد تصويت مجلس الوزراء فوفقا للقانون الإسرائيلي يحتاج رئيس الوزراء إلى تصويت مجلس الوزراء لمثل هذا العمل العسكري الكبير، والذي قد يؤدي إلى حرب شاملة مع إيران.
أما على الجانب الإيراني.. فلقد أعدت طهران عدتها منذ إطلاقها 200 صاروخ في الأول من أكتوبر الجاري، وتوعدت بالرد القاتل في حال ردت إسرائيل، ومنذ أيام نقلت وسائل إعلامية بأن المرشد الأعلى آية الله خامنئي قد أعطى تعليمات واضحة وصريحة للمؤسسة العسكرية بالرد على عدوان إسرائيلي دون الرجوع له، طالباً تسوية يافا “تل أبيب حالياً" وحيفا بالأرض.
وفي ذلك السياق أكد مستشار قائد حرس الثورة الإسلامية العميد إبراهيم جباري أن إيران ستسوي عشرات المصانع والمنشآت العسكرية والاقتصادية الإسرائيلية بالأرض إذا ضربت تل أبيب نقطة واحدة من أراضيها.. مؤكداً أن أمريكا هي سبب المشاكل في العالم ولولا الدعم الذي تقدمه لتل أبيب "يافا" لكانت المقاومة قضت على هذا الكيان في عملية طوفان الأقصى، خاصة وأن عملية "الوعد الصادق 2" حطمت أسطورة القبة الحديدية.
واستكمالاً لتصريحات جباري، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في مؤتمر دعم الأطفال والشباب الفلسطينيين في طهران، أن بلاده سترد بقوة على أي هجوم اسرائيلي، ولن تتردد أو تتأخر في تنفيذ هذا الرد.
ووفقا لتصريحات العسكريين الإيرانيين فإن طهران حددت أهدافها وهي: 13 محطة لتوليد الكهرباء منهم ثلاثة تولد أكثر من نصف الكهرباء المستخدمة في الأراضي المحتلة، وتقع على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط وهي (أوروت رابين وروتنبرغ وأشكول).
من مستهدفات الضربة الإيرانية أيضاً القواعد الجوية الإسرائيلية التي تنطلق منها الطائرات المقاتلة المزودة بالقنابل أو الصواريخ الباليستية جو-أرض أو التي تطلق من الجو، ومن أهمها "نيفا تيم وهاتسريم وهاتسوور ورامات دافيد وتل نوف " وقاعدة بلماحيم الجوية وهي قاعدة مهمة لبرامج الطيران والصواريخ والفضاء الإسرائيلية، بما في ذلك ترسانة باليستية قادرة على مهاجمة إيران.
وهناك أهداف ساحلية ذات أهمية كبرى وهي موانئ موجودة في حيفا وأشدود وإيلات وعسقلان، والتي تستخدمها البحرية الإسرائيلية وهي أيضاً حيوية للتجارة الدولية للكيان. ومن الممكن أيضاً مركز ديمونا النووي.. وفي مجال الصناعة العسكرية تم تحديد "شركة رافائيل للصناعات العسكرية" والتي يستهدفها حزب الله كثيراً، و"إيلابون للصناعات النووية التكتيكية" و"تيروش للصناعات النووية الاستراتيجية" ومنطقة يودفت النووية، وميدان كاريش النفطي، ومصفى سيدوت ميخا، ومدينتي تل أبيب "يافا سابقا" وحيفا. (أعتقد بذلك خلصت حاجة اسمها إسرائيل).
أما إسرائيل فتضع حقول النفط بين أهدافها الرئيسية وهي "حقل الأهواز، وحقل كجساران، وحقل مارون، وحقل آزادكان وحقل آغا جاري".. وبالنسبة للغاز حقلي فارس الجنوبي والشمالي وحقل كيش، إلى جانب المصافي البترولية الاستراتيجية وهي عبادان وأصفهان وبندر عباس وطهران.. إلى جانب منشآت الصواريخ الباليستية، والمفاعلات النووية خاصة منشأتي فوردو، ونطنز، ومواقع إنتاج الطائرات المسيّرة والأسلحة المتطورة، ومراكز القيادة والسيطرة التابعة للحرس الثوري، والتي تُشرف على العمليات الخارجية لإيران في سوريا والعراق.