و الأخيرة

رئيس التحرير
محمود الضبع

نتنياهو تراجع عن اغتياله

إسرائيل تعرض خروج السنوار للسودان.. والخرطوم تقول إنها لا تعلم ومحاولة للإساءة

موقع الصفحة الأولى

نفت وزارة الخارجية السودانية صلتها أو علمها بما رددته وسائل إعلام إسرائيلية وما نقلته وسائل أجنبية على لسان متحدثين إسرائيليين بشأن نفي رئيس مكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار وقادة الحركة في قطاع غزة برفقة عائلاتهم ومقاتلي الحركة إلى السودان مع رد الحكومة السودانية لكافة أصول الحركة التي جمدتها الخرطوم عقب الإطاحة بنظام الرئيس حسن البشير.

وأكدت الخارجية السودانية أنه لا صلة لحكومة السودان بما نقلته صحيفة “هآرتس” عن نية إسرائيل نفي قادة حماس إلى السودان.. واعتبرت الخارجية في بيان لها أن الزج باسم السودان في أمر نفي قادة حماس إليه محاولة للإساءة للبلاد وصرف للانتباه عما تتعرض له من عدوان خارجي تدعمه دوائر إقليمية.

وكان الصحفي الإسرائيلي جوناثان ليز قد كشف في تقرير صحفي بصحيفة "هآرتس الإسرائيلية" عن قيام مسؤولون إسرائيليون بدراسة إمكانية نفي زعيم حماس يحيى السنوار ومسؤولين كبار آخرين في المنظمة الذين ما زالوا في غزة، إلى السودان، بموافقتهم، كجزء من خطوة ستجعل من إمكانية إنهاء حكم حماس في غزة وتحرير الرهائن.

وقال ليز، ويأمل المسؤولون الإسرائيليون أن يفضل زعيم حماس الذهاب إلى دولة أخرى بدلاً من مواجهة الموت في الأنفاق، كجزء من صفقة واسعة النطاق من شأنها إنهاء حكم المنظمة في غزة ووقف الحرب.

 تفاصيل الصفقة

فيما أفادت وكالة بلومبرج الأمريكية نقلا عن منسق إسرائيل للرهائن والمفقودين "جال هيرش لجيسيكا" وجود طرح إسرائيلي لوقف الحرب في غزة مقابل إعادة المختطفين الـ 101 المتبقيين لدى الفصائل الفلسطينية بالقطاع ونزع السلاح والتطرف وتوفير ممر آمن لزعيم حماس يحيى السنوار للخروج من غزة، بمجرد إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين في الأراضي الفلسطينية.

وفي مقابلة مع شبكة "CNN" قال منسق إسرائيل للرهائن والمفقودين، إنه إذا أعيد جميع الرهائن الـ 101 المتبقين، أعتقد أننا سنوافق على بناء ممر آمن للسنوار، ولمن يريد الانضمام إليه للخروج من غزة، كما أن إسرائيل ستكون منفتحة على إطلاق سراح السجناء الذين تحتجزهم كجزء من أي صفقة. موضحا وجود نظام جديد لإدارة غزة.

وأوضحت صحيفة "هآرتس" أن الصفقة تشمل إلغاء تجميد أصول حماس التي جمدتها الحكومة السودانية منذ نحو ثلاث سنوات. رغم التخوفات الإسرائيلية من الوضع المعقد في السودان، نتيجة الحرب الداخلية، الذي قد يصعب التزام قادة حماس بأي اتفاق يتم التوصل إليه لذلك لا يستبعد تحديد دولة ثالثة يتم الاتفاق عليها.. مع السماح للسنوار وعائلته وآلاف المقاتلين الذين يختارهم بمغادرة غزة.. وأن هذه الخطة، إذا نُفذت، لن تحمل اسم نفي، أو استسلام، مما سيمكن إسرائيل من إنهاء الحرب دون القضاء المباشر على قادة الحركة.

وقد أكدت هآرتس موافقة رئيس الوزراء نتنياهو على ذلك الطرح، مشيرة إلى أنه في مقابلة مع الصحفي الأمريكي "دان سينور" في مايو من العام الجاري قال "إن الحرب يمكن أن تنتهي غدًا إذا ألقت حماس سلاحها، واستسلمت، وأعادت الرهائن، مضيفاً أن النفي خيار يمكن دائما مناقشته".  

نتنياهو يتراجع عن اغتيال السنوار  

ويتزامن العرض الإسرائيلي مع تأكيدات من جانب هآرتس بتراجع نتنياهو عن فكرة اغتيال يحيى السنوار وقادة أخرين بالحركة، وذلك ما كشفت عنه القناة 12 الإسرائيلية نهاية سبتمبر الماضي بتراجع الجيش عن تنفيذ عملية الاغتيال بعد اتخاذ قرار بإلغائها، نتيجة مخاوف من تعريض حياة المختطفين المتواجدين في المنطقة للخطر، لأن السنوار يختبئ في أنفاق بقطاع غزة، محاطاً بعدد من المختطفين، لدرايته بأن إسرائيل لن تغامر بقتلهم.. لذلك تعرب إسرائيل عن أملها بموافقة السنوار على مغادرة غزة بدلاً من الموت في الأنفاق، خاصة وأن خروجه يمنحه فرصة لاستعادة تنظيم الحركة وربما العودة إلى غزة في وقت لاحق، وذلك وفقا لوجهة النظر الإسرائيلية التي تختلف مع الرؤية الأمريكية وفقا لما نقلته صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤولين أمريكيين أن السنوار لن يقبل بأي صفقة مع إسرائيل مهما كانت شروطها.

ووفقا لموقع "أكسيوس" الأمريكي فإن الإدارة الأمريكية متشككة في إمكانية الوصول لاتفاق بشأن قطاع غزة نتيجة التعنت الإسرائيلي والاعتقاد بأن السنوار لا يريد التوصل إلى اتفاق في الوقت الحالي.. وهو ما جعل كبار مساعدي بايدن يناقشون ما إذا كانت هناك جدوى للتقدم بمقترح جديد، وسط اعتقاد سائد بأن الاقتراح الأخير بشأن غزة لن يؤدي إلى شيء.. ووفقا لـ "أكسيوس" فإن البيت الأبيض بات يعيد تقييم استراتيجيته بشأن صفقة غزة.

ذلك في الوقت الذي تري فيه "هآرتس"، أن السنوار لا يتوقع النجاة من المواجهة الحالية، ويعلق آماله على احتمال تورط إسرائيل في حرب إقليمية أوسع، ما قد يدفعها إلى سحب جزء كبير من قواتها من غزة.

حماس ترفض العرض وتصف بالسخيف  

وكانت حركة حماس قد كشفت في وقت سابق عن طرح إسرائيل مقترحا على الإدارة الأمريكية يتضمن خروج رئيس حركة حماس يحيى السنوار من القطاع بشكل آمن.. وهو ما وصفه قادة حماس في تصريحات صحفية بانه مقترح سخيف ويعكس إفلاس الاحتلال التفاوضي.. وأن خروج قيادات حماس هو محض خيال، ولا مكان له في أجندة الحركة أو في مشروع المقاومة الذي يخوضه شعبنا الباسل.  

وعاودت حماس تأكيدها على التزام الحركة بالاتفاق الذي تم التوصل إليه في 2 يوليو، والمطالبة بوضع آليات تنفيذية وإجراءات عملية تفضي إلى وقف إطلاق النار وإنهاء العدوان الإسرائيلي..  مشددة على أن حماس ليست بحاجة إلى مقترحات أو صفقات جديدة تخدم أجندة الاحتلال وتطيل أمد عدوانه.

وأكد قادة حماس في تصريحاتهم الصحفية أن العرض يعبر عن تنكر إسرائيل لما تم تحقيقه خلال المفاوضات، ويؤكد أن تعثر المفاوضات يعود للتعنت الإسرائيلي، وعدم التزامه بالتفاهمات السابقة.

 السنوار حي يرزق  

وفي وقت سابق كانت شائعات وتقارير إعلامية تداولت أن الجيش الإسرائيلي تمكن من اغتيال السنوار في إحدى الغارات الجوية، إلا أن صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" نقلت عن مصادر عسكرية نفي الخبر الخاص باغتيال أو إصابة أو هروب السنوار من غزة.. ووفقا للصحيفة أن الإشاعة كانت جزءً من "حرب نفسية" إسرائيلية تهدف إلى إضعاف معنويات مقاتلي حماس ودفعهم للاستسلام.

وفي سياق متصل، ووفقاً لأكثر من موقع وصحيفة أمريكية وإسرائيلية فإن الإدارة الأمريكية تعتقد أن السنوار لا يزال طليقا في شبكة الأنفاق الواسعة التي تم حفرها تحت غزة، ويتحرك بكل حرية، وربما يكون محاطا بالمحتجزين كدروع بشرية، رغم أنه لم يُشاهد في الأماكن العامة منذ السابع من أكتوبر 2023. 

تم نسخ الرابط