الأولى و الأخيرة

تحت غطاء أمريكا ومجلس الأمن

250 مجزرة لـ جيش الاحتلال ضد العرب وإسرائيل «تتبول» علي القانون الدولي

موقع الصفحة الأولى

250 مجزرة لـ جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد العرب والعالم «يتبول» علي القانون الدولي

تحت غطاء من الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية التى تتحكم في قرارات الأمم المتحدة ومجلس الامن، يمارس جيش الاحتلال الإسرائيلي أبشع جرائمة منذ عشرات السنين.
لم تكن محرقة الخيام في رفح هي المحرقة الاسرائيلية الأولي في حق العرب، وإنما سبقتها عشرات المحارق والمذابح التى ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي والعصابات الصهيونية منذ مايقرب من قرن من الزمان.
فقد ارتكبت العصابات الصهيونية المسلحة ومن بعدها جيش الاحتلال 250 مجزرة راح ضحيتها مئات آلاف من المدنيين العزل في مختلف القري والمدن الفلسطينية.
ورغم المحاولات الإسرائيلية المستمرة لإخفاء وطمس حقيقية تلك المحارق والمجازر، إلا أن الشواهد التاريخية وشهادات لجنود إسرائيليين شاركوا في ارتكاب هذه الجرائم، ظلت دليلا دامغا على وقوعها.
وبحسب تقرير لصحيفة "هآرتس" العبرية نفسها في عام 2019، فإن فرق من جيش الاحتلال الإسرائيلي أزال منذ أوائل العقد الماضي مجموعات من الوثائق التاريخية لإخفاء دليل النكبة والفظائع التي رافقتها، كما حاولت إخفاء شهادة من جنرالات حول قتل المدنيين وحرق القرى، أو طرد البدو خلال العقد الأول من قيام الدولة.

البداية من سوق حيفا

لم تكن مذبحة دير ياسين عام 1948، التي صارت عنواناً لنهر الدماء المستمرة منذ عشرات السنين، هى نقطة بداية المحارق والمجازر الاسرائيلية، وإنما سبقها محارق عديدة..
كان الفلسطينيون علي موعد مع أول مذبحة يوم 6 مارس 1937 في سوق حيفا حيث استشهد 18 مدنياً وأصيب 38 على يد عصابة "الإتسل"، بينما كانت اول مذبحة في لبنان عام 1948 وهي مجزرة مسجد صلحا بالجنوب، وذلك قبل مجزرة دير ياسين بعدة شهور.
وشهدت لبنان وحدها من عام 1948 حتى عام 1996 عشرين مجزرة، بدأت بمجزرة مسجد صلحا، وكان آخرها مجازر قانا الثانية وقرية  مروحين وصور وبنت جبيل ومارون الراس وصريفا عام 2006.
بينما شهدت مصر عدة مذابح للأسري المصريين في حرب 1967، إلي جانب مذبحة مدرسة بحر البقر، ومذبحة مصنع ابوزعبل.
ولم تشر البيانات والوقائع التاريخية المسجلة إلى أن مجزرة واحدة وقعت عن طريق الخطأ، إنما تم التدبير لكل منها علي يد جيش الاحتلال الإسرائيلي مع سبق الإصرار والترصد.
وليست هناك مجزرة واحدة وقعت بحق مقاتلين، إنما كلها بحق مدنيين أبرياء وعلى حين غرة منهم، في الأسواق، أو في البيوت وهم نائمون.

مجرد حيوانات بشرية

ولأن جيش الاحتلال لا يهتم بما يعرف بالقانون الدولي، فإن وزير الدفاع الإسرائيلي خرج قبل عدة أشهر، ليؤكد أمام العالم كله أن جيشه فرض حصارا شاملا على غزة تضمن قطع الماء والكهرباء ومنع الإمداد بالوقود والطعام، معلنا العزم على إبادة سكان القطاع لأنهم "حيوانات على شكل بشر".
هذا الوصف ليس جديدا في أدبيات القادة الصهاينة عندما يتعلق الأمر بالفلسطينيين، فقد تكرر إطلاق وصف "الحيوانات" على العرب وباتت جزءا أساسيا من الخطاب السياسي للصهاينة، فقد دعا رئيس حزب شاس المتطرف إيلي يشاي إلى حرب شاملة على قطاع غزة، قائلا: يمكن تدمير غزة كي يفهموا أنه لا يجب إغاظتنا، يجب تسويتهم بالأرض، ولتهدم آلاف المنازل.
كما دعت النائبة عن الليكود ريفيتال تالي جوتليف قوات الجيش لتستخدم كل ما في جعبتها فقالت: حان الوقت لصاروخ يوم القيامة، إطلاق صواريخ قوية بلا حدود، لا تسوي حيا واحدا بالأرض، بل تسحق غزة كلها وتسويها بالأرض بلا رحمة.
كما أن مجلس الحاخامات في الضفة الغربية، دعا الحكومة الإسرائيلية إلى إصدار أوامرها بقتل المدنيين اللبنانيين والفلسطينيين بصفتهم موالين للعدو، مؤكداً أن التوراة تجيز قتل الأطفال والنساء في زمن الحرب.
وقال بيان الحاخامات: إن الذي يترحم على أطفال غزة ولبنان فإنه يقسو بشكل مباشر على أطفال إسرائيل.

مذبحة بلدة الشيخ 


في 31 ديسمبر من عام 1947 اقتحمت عصابات الهاجاناه قرية بلدة الشيخ التى يطلق عليها اليوم اسم "تل غنان" وقامت بحرق المنازل ولاحقت المواطنين العزل، وقد أدت المذبحة إلى مصرع العديد من النساء والأطفال حيث بلغت حصيلة المذبحة نحو 600 شهيد وجدت جثث غالبيتهم داخل منازل القرية.


مذبحة دير ياسين


وفي 10 أبريل عام 1948 داهمت عصابات شتيرن والأرجون والهاجاناه قرية دير ياسين الواقعة غربي مدينة القدس، التى تقوم على انقاضها اليوم مستعمرة إسرائيلية تسمى جفعات شؤول، في الساعة الثانية فجرا، وقد شرع أفراد العصابات الإسرائيلية بقتل كل من وقع في مرمى أسلحتهم. وبعد ذلك أخذوا بإلقاء القنابل داخل منازل القرية لتدميرها على من فيها، حيث كانت الأوامر الصادرة لهم تقضي بحرق كل بيوت القرية العربية، وقتل كل من بقي حيا داخل المنازل المدمرة.
وقد استمرت المجزرة حتى ساعات الظهر، وقبل الانسحاب من القرية جمع كل من بقي حيا من أهالي القرية، حيث أطلقت عليهم النيران لإعدامهم أمام الجدران، وقد استشهد 360 فلسطينيا معظمهم من الشيوخ والنساء والأطفال.

مذبحة قرية أبو شوشة 


في 14 مايو 1948، بدأت المذبحة في قرية أبو شوشة القريبة من قرية دير ياسين فجرا، راح ضحيتها 50 شهيدا من النساء، والرجال، والشيوخ، والأطفال، ضربت رؤوس العديد منهم بآلات حادة، وقد أطلق جنود لواء جعفاتي الذي نفذ المذبحة النار على كل شيء يتحرك دون تمييز.

مذبحة قرية الطنطورة 


خلال  يومي 22 و23 أغسطس 1948 هاجمت كتيبة 33 التابعة للواء الكسندروني قرية طنطورة، واحتلت القرية بعد عدة ساعات من مقاومة أهالي البلدة لقوات الاحتلال الإسرائيلي، وفي ساعات الصباح الباكر كانت القرية كلها قد سقطت في يد جيش الاحتلال، وانهمك الجنود الإسرائيليون لعدة ساعات في مطاردة دموية شرسة للرجال البالغين بهدف قتلهم. 
في البداية أطلقوا النار عليهم في كل مكان صادفوهم فيه في البيوت في الساحات وحتى في الشوارع، وبعد ذلك أخذوا يطلقون النار بصورة مركزة في مقبرة القرية.
وقد خلفت المذبحة أكثر من 90 قتيلا دفنوا في حفرة كبيرة، وفي المقبرة التي دفنت فيها جثث القتلى من أهالي القرية في قبر جماعي، أقيمت لاحقا ساحة لوقوف السيارات كمرفق لشاطئ دور على البحر المتوسط جنوبي حيفا.

مذبحة قرية قبية 


وفي 14 أكتوبر 1953، قامت وحدات من جيش الاحتلال الإسرائيلي بقيادة شارون بتطويق قرية قبية بقوة قوامها حوالي 600 جندي، بعد قصف مدفعي مكثف استهدف مساكنها، وبعد ذلك اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي القرية وهي تطلق النار بشكل عشوائي. 
وبينما طاردت وحدة من المشاة السكان الفلسطينيين البالغ عددهم 200 نسمة، وأطلقت عليهم النار، وعمدت وحدات أخرى إلى وضع شحنات متفجرة حول بعض المنازل فنسفتها فوق سكانها، وقد رابط جنود الاحتلال خارج المنازل أثناء الإعداد لنسفها وأطلقوا النار على كل من حاول الفرار من هذه البيوت المعدة للتفجير، وقد كانت حصيلة المجزرة تدمير 56 منزلا ومسجد القرية ومدرستها وخزان المياه الذي يغذيها، كما استشهد فيها 67 شهيدا من الرجال والنساء والأطفال وجرح عشرات آخرون.

مذبحة قرية قلقيلية 


في 10 أكتوبر من عام 1956، هاجم جيش الاحتلال الإسرائيلي ومجموعة من المستوطنين قرية قلقيلية الواقعة على الخط الأخضر الفاصل بين الأراضي العربية المحتلة عام 1948 والضفة الغربية، حيث شارك في الهجوم مفرزة من الجيش وكتيبة مدفعية وعشر طائرات مقاتلة، وراح ضحية المجزرة أكثر من 70 شهيدا.

مذبحة كفر قاسم


أما مذبحة كفر قاسم فكانت يوم 29 اكتوبر عام 1959، وقد قتل في تلك المذبحة 57 عربيا منهم 17 امرأة، خلال هجوم لجيش الاحتلال الإسرائيلي الذي فرض حظر التجول في القرية، وقد انطلق أطفال وشيوخ لإبلاغ الشبان الذين يعملون في الأراضي الزراعية خارج القرية بحظر التجول، غير أن قوات الجيش المرابطة خارج القرية عمدت إلى قتلهم بدم بارد كما قتلت من عاد من الشبان قبل وصولهم إلى داخل القرية.

مذبحتان في خان يونس


في 13 نوفمبر عام 1956 نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي مذبحة بحق اللاجئين الفلسطينيين في مخيم خان يونس جنوبي قطاع غزة راح ضحيتها أكثر من 250 فلسطينيا. 
وبعد تسعة أيام من المجزرة الأولى، نفذت وحدة من جيش الاحتلال الإسرائيلي مجزرة وحشية أخرى راح ضحيتها نحو 275 شهيدا من المدنيين في نفس المخيم، كما قتل أكثر من مائة فلسطيني آخر من سكان مخيم رفح للاجئين في نفس اليوم.

مذبحة المسجد الأقصى 


في يوم الاثنين الموافق 8 أكتوبر عام 1999 وقبيل صلاة الظهر حاول متطرفون يهود مما يسمى بجماعة "أمناء جبل الهيكل" وضع حجر الأساس للهيكل الثالث المزعوم في ساحة الحرم القدسي الشريف وقد هب أهالي القدس لمنع المتطرفين اليهود من تدنيس المسجد الأقصى، مما أدى إلى وقوع اشتباكات بين المتطرفين اليهود الذين يقودهم غرشون سلمون زعيم "أمناء جبل الهيكل" مع نحو خمسة آلاف فلسطيني قصدوا المسجد لأداء الصلاة فيه، وتدخل جنود حرس الحدود الإسرائيليون الموجودون بكثافة في ساحات المسجد الأقصى، وأخذوا يطلقون النار على المصلين دون تمييز بين طفل وامرأة وشيخ، مما أدى إلى استشهاد أكثر من 21 شهيدا وجرح أكثر من 150 منهم، كما اعتقل 270 شخصا.

مذبحة المسجد الإبراهيمي

في 25 فبراير عام 1994 بدأت مذبحة المسجد الإبراهيمي حين دخل باروخ جولدشتاين ومجموعة من مستوطني كريات أربع، المسجد الإبراهيمي وقت صلاة الفجر، وقد وقف جولدشتاين خلف أحد أعمدة المسجد، وانتظر حتى سجد المصلون وفتح نيران سلاحه الرشاش على المصلين وهم سجود، فيما قام آخرون بمساعدته في تعبئة الذخيرة التي احتوت رصاص دمدم المتفجر، واخترقت شظايا القنابل والرصاص رؤوس المصلين ورقابهم وظهورهم لتصيب أكثر من ثلاثمائة وخمسين منهم.
وعند تنفيذ المذبحة قام جنود الاحتلال الإسرائيلي الموجودون هناك بإغلاق أبواب المسجد لمنع المصلين من الهرب، كما منعوا القادمين من خارج المسجد من الوصول إلى ساحته لإنقاذ الجرحى، وفي وقت لاحق استشهد آخرون برصاص جنود الاحتلال خارج المسجد أثناء تشييع جثث شهداء المسجد، وقد راح ضحية المجزرة نحو 50 شهيدا.

مذبحة مخيم جنين 


شرع جيش الاحتلال الإسرائيلي في 29 مارس 2002 بحملة عسكرية احتل فيها العديد من المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، وبعد أسبوعين من حصار مخيم جنين واندلاع قتال عنيف بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي التي قادها رئيس الأركان شاؤول موفاز، قام جيش الاحتلال الإسرائيلي بهدم المخيم على رؤوس ساكنيه، وظل الشباب الفلسطيني يقاوم حتى نفدت ذخيرة المقاومين الفلسطينيين، عندها باشرت قوات الاحتلال حملة إعدامات مكثفة في صفوف هؤلاء الفلسطينيين، وقد ترافقت حملة الإعدامات تلك مع جهد دؤوب من قبل الجرافات الإسرائيلية بإزالة المخيم من الوجود، وأسفرت المعركة عن استشهاد 60 فلسطينيا وجرح أكثر من 243.


مجزرة قانا الأولى 


في 18 أبريل 1996، وقعت مجزرة قانا الأولي في مركز قيادة فيجي التابع لقوات اليونيفل في قرية قانا جنوب لبنان، حيث قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بقصف المقر بعد لجوء المدنيين إليه؛ هربا من عملية عناقيد الغضب التي شنتها إسرائيل على لبنان، أدى قصف المقر إلى استشهاد 106 من المدنيين، وإصابة الكثير بجروح. وقد اجتمع أعضاء مجلس الأمن للتصويت على قرار يدين إسرائيل، لكن الولايات المتحدة أجهضت القرار باستخدام حق النقض الفيتو.

مجزرة قانا الثانية 


وفي 30 يوليو عام 2006 كانت مجزرة قانا الثانية، التى حدثت أثناء العدوان الإسرائيلي على لبنان 2006، سقط جراءها حوالي 55 شخصا، عدد كبير منهم من الأطفال الصغار الذين كانوا في مبنى مكون من ثلاثة طوبق في بلدة قانا حيث انتشلت جثث 27 طفلا من بين الضحايا الذين لجأوا إلى البلدة بعد أن نزحوا من قرى مجاورة تتعرض للقصف، بالإضافة إلى سكان المبنى، وقد قصفت إسرائيل المدينة للمرة الثانية بحجة أنها كانت منصة لاستخدام الصواريخ التي كانت تطلق على إسرائيل من حزب الله خلال عملية الصيف الساخن في لبنان، وأكد حزب الله أن المبنى لم يكن فيه مقاتلون من حزب الله، وأن معظم من قُتلوا هم من النساء والأطفال والشيوخ.
وتطول قائمة المذابح الاسرائيلية التى تضم أكثر 250 مجزرة ومحرقة منذ عام 1937 وحتى اليوم، حيث يرتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي أبشع الجرائم في قطاع غزة منذ أكتوبر الماضي، ومازال نهر الدماء يجري تحت سمع وبصر القانون الدولي .

تم نسخ الرابط