و الأخيرة

رئيس التحرير
محمود الضبع

بعد تقديم شكوى ضد وزير الداخلية الفرنسي

من روجيه جارودي إلى كريم بنزيمة.. انتقد إسرائيل تكن إرهابيا

من روجيه جارودي وكريم
من روجيه جارودي وكريم بنزيمة

قرر لاعب كرة القدم الفرنسي كريم بنزيمة، تقديم شكوى ضد وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان، يتهمه فيها بالتشهير، على خلفية ادعاء دارمانان أن نجم اتحاد جدة السعودي الحالي وريال مدريد الإسباني السابق له علاقات سيئة السمعة مع تنظيم الإخوان الإرهابي.

ولكن الابتزاز الفرنسي، والذي صدر من وزير الداخلية، له خلفية أعمق من مجرد تلميحات تتعلق بعلاقة كريم بنزيمة مع الإخوان أو غيرهم، فاللاعب الفرنسي الشهير، كان قد ندد بالعدوان الإسرائيلي على غزة، ونشر تدوينة على موقع إكس "تويتر سابقا"، للتضامن مع أهالي القطاع.

وقال كريم بنزيمة في تدوينته: "كل صلاتنا لسكان غزة، الذين أصبحوا مرة أخرى ضحايا القصف الظالم، الذي لا يترك طفلا أو امرأة"، والتي لاقت انتشارا وتفاعلا كبيرا من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، ليخرج بعدها وزير الداخلية الفرنسي، ويقول إن هذا الموقف يمكن تفسيره بارتباط بنزيمة وصلاته سيئة السمعة مع جماعة الإخوان، وهو ما أثار عاصفة من النقد على شبكات التواصل الاجتماعي وقتها.

 

كريم بنزيمة متهم في شرفه

ورفع بنزيمة الشكوى التي وصفت بأنها تقوض شرف اللاعب وسمعتهن أمام محكمة عدل الجمهورية، باعتبارها الوحيدة المخولة بمحاكمة أعضاء الحكومة عن الجرائم المرتكبة أثناء ممارسة وظائفهم.  

وقال بنزيمة في شكواه: إنه لم يكن لديه أدنى صلة مع تنظيم الإخوان، ولا مع أي شخص قد يدعي ذلك"، وأكد: "أدرك إلى أي مدى يتم استخدامي، بسبب شهرتي، في ألعاب سياسية ما يعد فضيحة، لأن الأحداث الدرامية منذ 7 أكتوبر تستحق أي شيء آخر غير هذا النوع من التصريحات".  

وهذه الأزمة بين اللاعب كريم بنزيمة ووزير الداخلية الفرنسية، ليست الأولى التي يتم فيها ابتزاز أحد مواطني الدولة بتهم تتعلق بالإرهاب أو التطرف، ردا على مواقفهم المناهضة للاحتلال الصهيوني وجرائمه.

 

روجيه جارودي

وروجيه جارودي فيلسوف فرنسي، عرف بمناصرته المستمرة للقضايا للعربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، كما تصدى وانتقد الصهيونية بشراسة، خاصة بعد مجزرة صابرا وشاتيلا في لبنان عام 1982، ليتعرض إلى حملة ممنهجة من الاعلام التابع لإسرائيل، تم تصويره فيها على أنه عنصري ومعاد للسامية، وقررت العديد من الصحف مقاطعته.

ولكن جارودي لم يتراجع عن مواقفه، واستمر في مواقفه المناوئة للصهيونية، حتى أصدر كتابه الشهير "الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية" عام 1995، والذي فتح عليه أبواب جهنم وقتها.

كما شكك جارودي في الرواية الصهيونية عن الهولوكوست، فتعرض للمحاكمة عام 1998 وحكم عليه بالسجن سنة مع إيقاف التنفيذ، وغرامة 120 ألف فرنك بتهمة العنصرية وإنكار جرائم ضد الإنسانية، ورد جارودي وقتها قائلا: "اليهودية ديانة أحترمها، أما الصهيونية فهي سياسة أحاربها".

 

ديودونيه مبالا مبالا

وهو ممثل كوميدي وفنان ساخر وناشط سياسي فرنسي اشتهر باسم ديودونيه، والده كاميروني وأمه فرنسية، واعتاد انتقاد الصهاينة والسياسة الإسرائيلية، واشتهر بإدانة الهجوم الصهيوني على أسطول الحرية الذي استهدف كسر الحصار على غزة عام 2010، واتهم بسبب ذلك وتمت إدانته بنشر خطاب كراهية والإشادة بالإرهاب في بلجيكا وفرنسا.

كما أغلقت معظم مسارح فرنسا أبوابها في وجه ديودونيه، بعد اتهامه بإهانة ذكرى ضحايا المحرقة النازية، وتعريض الأمن العام للخطر عن طريق نشر إشارات معادية للسامية في مسرحيته "الجدار".

كما ظهر ديودونيه على شاشة التلفزيون وهو يلبس ملابس حاخام يؤدي التحية النازية، وقال: "إسراهيل"، كما ندد في الجزائر بما أسماه "الذكرى الإباحية" للمحرقة.

 وتمت إدانة ديودونيه، ثماني مرات بتهم معاداة السامية لدى محاكمته أمام المحاكم الفرنسية.

تم نسخ الرابط