بعد مرور50 عاماً على قضية الفنية العسكرية
هل استاجرت إسرائيل الإخوان لقتل السادات بعد إنتصار أكتوبر بستة أشهر؟
ستظل الاحداث التاريخية تحت ميكروسكوب التحليل والمناقشة والاستنتاج مهما مرت السنين.. خاصة وان كانت هذه الاحداث على قدر كبير من الاهمية فهى مرجعية لفهم حقيقة الاطراف والملابسات .. فالنتيجة الجديدة فى هذا الموضوع تكشف عن سر كارثى تراه بالعين المجردة فمن خلال الاطلاع على ملف قضية "الفنية العسكرية" التى لا يفصلها علن انتصار أكتوبر العظيم سوى 6 أشهر و12 يوماً فقط .. تتوالى الاسئلة التى على رأسها كم تستغرق خطة إغتيال رئيس منتصر من وقت وجهد وتدريب و تمويل .. ولماذا فى هذا التوقيت تحديداً وهل كانت العملية بالكامل مخططة من قبل الكيان الصهيونى المنهزم على يد الجيش المصرى فوجدوا ضالتهم فى جماعة الاخوان الارهابية لتنفيذ عملية اغتيال السادات لايقاف مفاوضات الكيلو 101 .. وفى يوم 23 ابريل 1974 كان هناك اجتماع فى مجلس الامن حول هذا الموضوع
وتخيل ماذا كان يحدث لو نجح الارهابيون بالفعل فى إغتيال السادات فى هذا التوقيت الحرج .. هل ستنصب زينب الغزالى على حكم مصر بتعاليمات امريكية واسرائيلية وتضيع سيناء من جديد.
ومتى بدأ الاخوان التخطيط لهذه العملية هل قبلها بسنة فى الوقت الذى كان الجيش المصرى وقيادته يخططون ويجهزون للحرب ضد اسرائيل .. ام من 6 أشهر بعد نصر أكتوبر مباشرة فتفرح بهم اسرائيل والامريكان بعد ان لقنهم السادات والجيش المصرى درساً للتارخ.
فالبرغم من صفحات الوجه القبيح لهذه الجماعة على مادار تاريخيها ومنذ نشأتها الان ان دورهم فى هذه القضية و فى هذا التوقيت تحديداً لم يكن سهلاً ان تمر الامور وقتها بهذه الطريقة.
كم إستغرق الاخوان لوضع خطة إغتيال السادات
فما تستطيع أن تستنجه بما حدث بين 6 اكتوبر 73 و 18 ابريل 74 أن جماعة الاخوان ليس هى الا ذراع للكيان الصهيونى فكلاهما ابن شريعى لبريطانيا العظمى التى زرعت اليهود فى فلسطين والاخوان فى مصر.
فمنذ 50 عاماً كانت مصر على موعد مع تحرك تنظيم "البدريين" بقيادة الاردنى ذا الجنسية العراقية الدكتور صالح سرية لإغتيال رئيس مصر الراحل محمد أنور السادات فيما عرف وقتها بالفنية العسكرية . والاستيلاء على الحكم واعلان جمهورية مصر الاسلامية.
الواقعة جرت صباح يوم الخميس الموافق 18 ابريل 1974 ..عندما تحرك تنظيم "البدريين" بقيادة صالح سرية وكارم الاناضولى وطلال عبدالمنعم الانصارى و 100 عنصر غالبيتهم من طلاب الجامعات التابعين لتنظيم الاخوان المسلمين .. وقد جاء سرية الى مصر وقابل زينب الغزالى وسلمته التنظيم جاهزاً لتنفيذ العملية.
إنقسم التنظيم فى تنفيذ العملية الى مجموعة الإسكندرية ويقودها كامل عبد القادر طالب بكلية الطب وطلال الانصارى طالب بكلية الهندسة ومجموعة بور سعيد بقيادة أحمد صالح ومجموعة القاهرة والجيزة بقيادة حسن الهلاوي ومصطفى يسري ومجموعة قنا بقيادة محمد شاكر الشريف و مجموعة الفنية العسكرية بقيادة كارم الأناضولي وباقي الكليات العسكرية تحت قيادته المباشر
بدات نقطة الانطلاق باقتحام الكلية الفنية العسكرية فى مصر الجديدة للاستيلاء عليها وعلى الاسلحة الموجودة بها مع اعتقال وقتل ما بها الا ان العملية فشلت بعد مقتل 17 شخص من بينهم 7 مجندين وإصابة 65 شخصاً .. وتم القبض على قيادات التنظيم الثلاثة و97 متهماً.
وإنعقدت جلسة المحاكمة الاولى فى 10 مايو 1975 وردد المتهمون فى قفص الاتهام نفس الشعارات التى رددها المتهمون فى قضية سيد قطب.. وأثناء التحقيقات من قبل نيابة أمن الدولة العليا تم إستدعاء زينب الغزالى للادلاء بشهاداتها بعد ان ذكر إسمها فى تفاصيل تأسيس التنظيم .. وأثناء خروجها من غرفة التحقيق هرول اليها كارم الاناضولى محاولاص مصفحتها الا انها كشرت فى جهه وبصقت عليه حللها البعض انها نادمه على اختياره فى هذه العملية الفاشلة.
الاعدام والاشغال الشاقة
وانتهت المحاكمة بإحالة اوراق القيادات الثلاثة صالح عبدالله سرية وكارم الاناضولى و طلال عبدالمنعم الانصارى الى فضيلة المفتى و الاشغال الشاقة 10 سنوات ل8 متهمين و 5 سنوات ل 5 متهمين و البراءة ل60 متهماً.
الا ان السادات تلقى خطاباً موقعاً الاديب نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم ومجموعة من الادباء والثقفين لتخفيف الحكم عن طلال الانصارى نجل الشاعر الاسكندرانى عبدالمنعم الانصارى و استجاب الرئيس السادات لهذا الالتماس وخفف العقوبه نحوه الى المؤبد 25 سنة وفى عام 1967 نفذ حكم الاعدام بحق صالح سرية و كارم الاناضولى.. الا ان جماعة الاخوان ظلت فى الجسد المصرى تنخر حتى تم إجتثاثهم فى 30 يونيو بعد عودة وجههم القبيح والموى للظهور مجدداً.