و الأخيرة

رئيس التحرير
محمود الضبع

السعودية لديها فرصة تاريخية

«إدريس»: إلغاء زيارة السيسي لأمريكا رفض صريح لمقترح ترامب والموقف الأردني يثير التساؤل

موقع الصفحة الأولى

قال الدكتور محمد السعيد إدريس، إنه تمنى منذ البداية ألا يذهب الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الولايات المتحدة في هذه الظروف الملتبسة، لإن إعلان تأجيل أو إلغاء الزيارة، يمثل رفضا صريحا لمقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة.

ولفت مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، رئيس لجنة الشؤون العربية بمجلس الشعب السابق، في تصريحاته لـ الصفحة الأولى، إلى أنه في حال تأكد أنباء إلغاء زيارة الرئيس السيسي إلى واشنطن، فذلك معناه تأكيد للموقف المصري برفض التهجير، مشيرا إلى أن ذلك يعني أنه لا توجد أي مساحة للتفاهم مع ترامب فيما يخص المقترح، وبالتالي فلا يوجد مبرر للزيارة.

وأضاف أن الموقف الأردني حاليا هو ما يثير التساؤل، خاصة بعد تصريحات الملك عبد الله الثاني من البيت الأبيض لدى لقائه ترامب، بأنه ينتظر الخطة المصرية حول غزة.

وأوضح "إدريس" إن قبول الأردن لتهجير الفلسطينيين يمثل تهديد خطير، ليس فقط للقضية الفلسطينية، ولكن أيضا للاستقرار في الأردن، لأن ذلك سيغير الأمور بشكل كلي هناك، فالملك عبد الله الثاني لن يغامر بتغيير موقفه برفض التهجير، والموقف المصري والأردني ملتزم بعدم السماح بتصفية القضية الفلسطينية، فلا وطن للشعب الفلسطيني إلا على أرضه.

تهديد ترامب

وعن تهديد ترامب بقطع المعونة الأمريكية ووقف المساعدات عن مصر والأردن، أكد الدكتور محمد السعيد إدريس، إن الرئيس السيسي يستند في موقفه الرافض للتهجير إلى الشعب المصري وهو سند قوي له، مشيرا إلى موقف مشابه للزعيم الراحل جمال عبد الناصر، عندما قال عن رفضه للضغوط الأمريكية: "مش عاجبهم يشربوا من البحر المتوسط وإذا لم يكفيهم فلديهم البحر الأحمر"، فمصر لن تقبل التهاون في حقوقها وسيادتها الوطنية، مقابل المعونة أو غيرها، وهو ما يؤيد فيه الشعب رئيسه ويسانده، لأن البديل شديد الخطورة.

وأكد "إدريس" أن القمة العربية العاجلة المقررة بالقاهرة في 27 فبراير المقبل، تمثل فرصة لوضع موقف عربي موحد، خاصة بعد التصعيد الأمريكي والإسرائيلي ضد السعودية وتجاوز الخطوط الحمراء معها، مشيرا غلى أن الرياض تراجع مواقفها الآن، خاصة بعد المطالب الأمريكية بالحصول على تريليون دولار منهم، فالقيادة السعودية لن تقبل الانسياق وراء المطالب الأمريكية والإسرائيلية حول ما يسمى بالوطن البديل للفلسطينيين على أراضيها.

وقال إن السعودية لديها فرصة تاريخية للتحرك بشكل قيادي وأن تثبت أنها جديرة بقيادة موقف عربي متماسك في مواجهة الضغوط الأمريكية، خاصة بعد ادعاءات ترامب بأن موقف الرياض لا يشترط إقامة دولة فلسطينية.

تأجيل زيارة السيسي

وكانت قناة العربية قد أكدت تأجيل زيارة الرئيس السيسي إلى واشنطن حتى إشعار آخر، كما نقلت عن مصادر مصرية أن القاهرة غاضبة من التصريحات الأمريكية والإسرائيلية الأخيرة وأرسلت رسالة واضحة لواشنطن بهذا الشأن، مع وجود رفض مصري لثلاث مقترحات حول غزة تتضمن كلها التهجير وعدم عودة الفلسطينيين.

كما أكدت المصادر لقناة العربية أن القاهرة أرسلت أكثر من رد على خطة ترامب حول غزة، ولديها رد جاهز بشأن ملف غزة ولا تغيير فيه، كما أن مصر لديها خطتان لإعادة القطاع دون إخراج سكانه، وأن مصر متمسكة بعدم إخراج أهل غزة وتوطينهم في مكان آخر.

كما طلبت القاهرة توضيحات من واشنطن حول تصريحات ترامب بشأن فرض عقوبات حال رفض مقترحه بالتهجير.

من جانبه، قال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، لدى لقائه مع ترامب في البيت الأبيض، إن مصر تجهز خطة حول كيفية العمل مع الولايات المتحدة بشأن خطة ترامب للسيطرة على قطاع غزة، وقال إن ترامب يتطلع إلى تقديم القاهرة هذه الخطة، وأوضح: "كما قلت، سنكون في السعودية لمناقشة كيفية عملنا مع الرئيس ومع الولايات المتحدة"، مضيفا "فلننتظر حتى يأتي المصريون ويقدموا الخطة للرئيس".

وبعد حديث ترامب عن تخصيص قطعة أرض في الأردن ليعيش عليها الفلسطينيون، رد الملك عبد الله الثاني قائلا: "علي أن أعمل ما فيه مصلحة بلدي"، مبديا استعداد الأردن لاستقبال 2000 طفل مريض من غزة.

تم نسخ الرابط