و الأخيرة

رئيس التحرير
محمود الضبع

الأغلى فى العالم

رفع سعر تذكره دخول معبد الأوزريون بسوهاج لـ40 ألف جنيه يثير الجدل

موقع الصفحة الأولى

أعلنت منطقة آثار أبيدوس، عن رفع سعر تذكرة دخول معبد الأوزريون بسوهاج إلى 40 ألف جنيه بدلا من 30 ألف للزيارة، وهو ما أثار عاصفة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعى. 
وعبر عشرات المصريين عن دهشتهم من ارتفاع سعر التذكرة، بوصفه المكان الأثرى الأغلى فى العالم من حيث تكلفة الزيارة.
من جانبه، أكد الدكتور أسعد حكيم مفتش بمنطقة آثار سوهاج أن مواقع التواصل الاجتماعي تناولت سعر التذكرة بشكل خاطئ، لافتا إلى أن معبد الأوزريون هو بناء مغلق في الأساس أمام الزائرين الراغبين في النزول إلى الأسفل، وفي هذه الحالة يتم فتحه برسوم تقدر بهذا المبلغ سواء للفرد الواحد أو مجموعة حتى 49 زائرا، وبحد أقصي ساعتين للزيارة الواحدة، وذلك بعد موافقة وزارة الآثار.
وأشار إلى أن هذه الأسعار والضوابط لا تطبق على مبني الأوزريون فقط، ولكن تطبق أيضًا على أي معبد أو منطقة أثرية مغلقة .
وحول أهمية المكان كموقع أثري، أضاف حكيم أن المعبد يضم الكتابات الكاملة التى تخص الموتى والحساب بعد الموت والجنة والنار في العقيدة المصرية القديمة، وهذه الكتابات لا توجد بشكل كامل إلا في الممر الخاص بمعبد الأوزريون، وهو ما يبرر سبب إغلاقه وفتحه بشكل خاص وفقا لتصاريح وإجراءات خاصة، ولعدد قليل من الناس حفاظا على المكان من أي تكدسات أو لمس للجدران.

الأوزريون بناء فريد من نوعه

وبحسب المراجع الأثرية، يعتبر معبد الأوزريون بناء فريد من نوعه في مصر القديمة، وهو عبارة عن قبر رمزي للمعبود أوزوريس ومعبد لعبادته لأنه كان معبود المنطقة، ويتكون من 10 دعامات من حجر الجيرانيت الوردي وكان له سقف مقبي لم يتبق منه سوى جزء صغير في الجهة الشمالية الشرقية.
ويعتقد أنه جرى بناؤه من عهد سيتي الأول وتم الانتهاء منه في عهد حفيده مرنبتاح، حيث توجد نقوش غائرة في حائطه الشرقي تظهر الملك مرنبتاح في حضرة بعض المعبودات. وهناك حجرات صغيرة في الجهة الشمالية والجنوبية أما غرفة الدفن الرمزية فتوجد بالجزء الشرقي منه.

وتعتبر بركة المياه التي توجد بداخل معبد الأوزريون جزء لا يتجزأ من الألغاز المحيطة بالمبني، ويرجع مصدرها إلى قناة فرعية كانت تصل من نهر النيل إلى الأوزريون وهي تمر أسفل معبدسيتى الأول.
وتم اكتشاف معبد الأوزريون فى عام 1903، ومنذ ذلك الحين أصبح محط اهتمام الباحثين والآثاريين حول العالم بسبب تصميمه المعماري الفريد وأهمية الكتابات والنقوش التي تحتويها جدرانه.

دراسة العقيدة المصرية القديمة

ويمتاز معبد الأوزوريون بتصميمه المعماري الفريد، الذي يتكون من ممر طويل منحدر يبلغ طوله حوالى 60 مترًا وعرضه نحو 2.5 مترًا السقف مغطى بشكل نصف قبة، وهو مزخرف بنقوش جنائزية تمثل «كتاب البوابات».
وفي نهاية الممر يوجد حجرة عرضية تؤدى إلى صالة رئيسية تحتوى على أعمدة مربعة، وتنتهي بحجرة دفن، يعتقد العلماء أن بناء المعبد يعود إلى فترة قديمة جدًا، وربما كان جزءًا من معبد الملك سيتي الأول، رغم أن هناك آراء تشير إلى أنه قد تم بناؤه في زمن أسبق لذلك.
والأمر الذى يجعل المعبد فريدًا هو احتواؤه على مجموعة من النقوش والكتابات التي لم تُكتشف في أي مكان آخر، وتعد مرجعًا هامًا لدراسة العقيدة المصرية القديمة حول الحياة بعد الموت هذه الكتابات تروي جزءًا من فلسفة المصريين القدماء حول مصير الروح بعد الوفاة، وتعتبر من أهم الأدلة على المعتقدات الدينية التي كانت سائدة في تلك الحقبة، ويثير المعبد العديد من التساؤلات حول تاريخ بنائه، وتاريخ استخدامه كملاذ ديني يرتبط ارتباطًا وثيقًا بمعتقدات المصريين في الحياة الآخرة.

رغم اكتشاف معبد الأوزريون منذ أكثر من مائة عام، إلا أن الدراسات لم تكتمل بعد، ولا تزال هناك العديد من الألغاز التي لم تجد لها تفسيرًا حتى اليوم. من بين هذه الألغاز، هو ما إذا كان المعبد قد تم بناؤه في زمن سيتي الأول أم أنه يعود إلى فترة أقدم، وتظل الكتابات والنقوش التي يحتوي عليها المعبد مصدرًا رئيسيًا لفهم أكثر عمقًا لعقائد قدماء المصريين.

تم نسخ الرابط