المتحدث باسم الأزهر: القرار النهائى لتعريب علوم الطب للمشيخة ورئاسة الجمهورية

فى خطوة جادة، بدأت جامعة الأزهر  تعريب العلوم فى مجالات الطب والهندسة والصيدلة وغيرها، حيث وقع رئيس الجامعة الدكتور سلامة داود قرار بتشكيل لجنة من قسم الطب النفسي بكلية الطب لتعريب الطب النفسي برئاسة الدكتور محمود عبد الرحمن حمودة استاذ الطب النفسي بالقسم ورئيس قسم الطب النفسي الأسبق بطب الأزهر  كبداية لتعريب باقى أقسام كلية الطب. 
قرار جامعة الأزهر اثار جدلا واسعا حول فكرة تعريب علوم الطب، رغم التوافق داخل مجلس الجامعة، بحسب تصريحات للدكتور أحمد زارع المستشار الإعلامي لجامعة الأزهر، الذى لفت إلى أن هناك حوارا داخل جامعة الأزهر حول تعريب علوم الطب، لافتا إلى توافق الجميع على القرار وأن جامعة الأزهر ستكون رائدة في هذا الأمر.
وبخصوص الآراء الرافضة لقرار تعريب العلوم الطبية، أكد إن جميع الخبراء أجمعوا على أن جميع الدول التي تقدمت في المجال الطبي كاليابان وفرنسا، تدرس جميع العلوم الطبية بلغتها الأصلية، لافتا في الوقت نفسه إلى أن التوجه هو اتاحة مناهج العلوم الطبية بجامعة الأزهر باللغتين العربية والانجليزية.

وأشار الدكتور أحمد زارع إلى أن قرار تعريب علوم الطب النفسي، تم اتخاذه خلال مجلس الجامعة السابق ويتم تحت إشراف نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث، من خلال لجان تعريب المقررات الدراسية في كليات الطب البشري والصيدلة، وتشكيل لجان فرعية لكل تخصص دقيق في هذه الكليات، ويعهد إلى أفراد ذوي خبرة في مجال تعريب العلوم بالعمل ضمن هذه اللجان.
وأضاف المستشار الإعلامي لجامعة الأزهر، أن قرار تعريب علوم الطب لازال تحت التجربة والدراسة ولم يبت فيه بشكل نهائي، لافتا إلى أن القرار لكي يصدر لابد وأن ترفعه الجامعة إلى مشيخة الأزهر التي ترفعه بدورها وبعد البت فيه إلى رئيس الجمهورية للبت فيه واتخاذ قرار نهائي بخصوصه سواء بالإقرار أم الرفض.

تجربة التعريب فى سوريا

الدكتور عادل عوض الله أستاذ الكيمياء العضوية بالجامعة، يرى أن اللغة  تمثل أحد آليات استنهاض للشعوب للقيام بدورها الحضار ي، ولقد أثبتت مختلف الدراسات التربوية ودراسات التنمية التي عالجت تأثير بنية المجتمع على تقدم الأمم التى منحت اللغة القومية أحقية في أن تكون هي الوعاء الوحيد لمختلف أنشطة المجتمع.
وأشار إلى أن استخدام اللغة الأجنبية في تعليمنا، لم يضيف لأمتنا أية إضافة تنموية على مدار أكثر من قرن من الزمان، فلا يوجد لأمة تستخدم لغة غير لغتها أية صدارة، لافتا إلى أن دساتير الدول العربية تنص على أن اللغة العربية هي اللغة الرسمية، ومعنى ذلك أن لغة التدريس – في جميع مراحل التعليم – يجب أن تكون العربية.
كما دأبت كافة المؤتمرات التي تعقدها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، على إصدار توصيات بهذا الشأن، ولم نجد صدى يذكر لهذه ويشارك فيها وز ارء التربية والتعليم في كافة الدول العربية أو من ينوب عنهم، كما يشارك فيها رؤساء مجامع اللغة العربية وممثلون عن الجامعات والمؤسسات العربية المتخصصة، المعنية والمهتمة، وأ وصت هذه المؤتمرات بضرورة التعريب وأقرت ما يزيد على أربعين معجما، ودعت إلى الاستفادة من تجارب التعريب، والتعاون بين الدول العربية وجامعاتها في هذا المجال.
وأشار الدكتور عادل عوض الله إلى أن نجاح تجربة التعريب فى سوريا، رغم المعوقات النفسية والفكرية إلى جانب حملات التغريب من الداخل والخارج.

مواجهة التغريب للغة العربية

الأزهر يؤهل مستشفياته لاستقبال الجرحى الفلسطينين ويدعو لاستنفار جهود الإغاثة

الأزهر يكشف حقيقة انتحار طالبة بكلية الدراسات الإسلامية في الزقازيق

في ديسمبر 2024، وخلال الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية بكلية الدراسات الإسلامية بفرع جامعة الأزهر بسوهاج، تحدث الدكتور سلامة داود رئيس جامعة الأزهر، ولأول مرة، حول تعريب علوم الطب، قائلا: إن هذه العلوم وضعت في الأصل بالعربية وترجمها الغربيون نقلًا عن علماء المسلمين، وآن الأوان أن نستعيد مكانتنا بالعودة إلى هويتنا في تلقي العلوم التي وضعنا نحن المسلمين أسسها، فابن سينا كَتب الطب بالعربية وجمعه في أرجوزة طويلة تبلغ ألف بيت كألفية بن مالك في علم النحو.
ودعا رئيس الجامعة في نهاية كلمته إلى تقويم اللسان العربي والاهتمام بذلك منذ الصغر، وهو ما يتأتى بحفظ القرآن الكريم والأحاديث النبوية والمقطوعات الشعرية والنثرية التي تصقل اللسان وتعوده على التحدث بالعربية، لا سيما في الوقت الحالي الذي بدأت فيه العربية تُهجر، وأصبحت الكلمات الأجنبية تجرى على لسان الأطفال؛ لانتشار المدارس الأجنبية التي تفرض لغتها علينا، وتجعلها لغة للتعلم والتعامل.
وأوصى رئيس جامعة الأزهر، مؤسسات التعليم في وطننا العربي بفرض حفظ النصوص الأدبية على طلاب المدارس في مقرراتها التعليمية؛ حتى نواجه موجة التغريب التي تتعرض لها اللغة العربية والحرب الخفية ضدها.