صاحب الكأس المقدسة
ثورة جديدة فى عالم الطب يقودها مجدى يعقوب بتطوير صمامات قلب حية
الإسم: مجدى حبيب يعقوب .. السير مجدى يعقوب
تاريخ الميلاد: 16 نوفمبر 1935
المؤهل: بكالوريوس الطب من جامعة القاهرة
المهنة: جراح وأستاذ جامعى
أعلن السير مجدى يعقوب جراح القلب العالمي، عن تطوير صمامات قلب جديدة تنمو داخل الجسم، مما يلغي الحاجة إلى عمليات جراحية متكررة، وهي العملية التى وصفتها الأوساط العلمية بـ «الثورية»، واحتفت بها كبريات الصحف والمجلات العالمية.
ويعتمد ابتكار مجدى يعقوب وفريقه العلمى، على استخدام ألياف "سقالة" تُزرع في الجسم وتتحول تدريجيًا إلى صمام حي يتكون بالكامل من خلايا المريض نفسه.
وقال يعقوب أن صمامات القلب التقليدية، سواء المأخوذة من أنسجة حيوانية أو بشرية أو الصمامات الميكانيكية، تواجه تحديات كبيرة، منها قصر عمرها الافتراضي أو الحاجة لتناول أدوية مدى الحياة، وهى مشكلة تواجه المرضى لاسيما الأطفال الذين يولدون بعيوب في القلب، حيث تتطلب الصمامات الحالية عمليات استبدال متكررة مع نمو أجسامهم.
وتتميز الصمامات الجديدة بأنها تنمو مع نمو جسم الطفل، وتتكامل مع خلايا المريض بشكل طبيعي. وتبدأ هذه الصمامات كسقالات مؤقتة تذوب تدريجيًا لتترك وراءها صمامًا حيًا يعمل بكفاءة ويواكب نمو الجسم، مما يحد من احتمالية رفض الجسم لها.
وقال مجدى يعقوب أن الطبيعة هي أعظم تكنولوجيا، فهي تتفوق على أي شيء يمكننا صنعه، فبمجرد أن يصبح النسيج حيًا، فإنه يتكيف تلقائيًا، مما يجعل علم الأحياء أشبه بالسحر.
صمامات القلب الطبيعية
وأظهرت الدراسات المنشورة في مجلة Nature Communications Biology نتائج مشجعة في التجارب التي أُجريت على الأغنام، حيث لوحظ خلال 4 أسابيع فقط من الزراعة تكوّن أكثر من 20 نوعًا من الخلايا في المواقع الصحيحة، مع تشكل أنسجة عصبية ودهنية تُحاكي صمامات القلب الطبيعية.
ومن المتوقع أن يبدأ الدكتور مجدى يعقوب وفريقه، التجارب السريرية البشرية على 50 إلى 100 مريض، بما في ذلك الأطفال، خلال الأشهر الـ18 المقبلة، بمشاركة الأطباء وخبراء من مؤسسات عالمية مرموقة.
ومن جانبها، أشادت سونيا بابو نارايان، المديرة الطبية المساعدة لمؤسسة القلب البريطانية، بهذا الإنجاز ووصفته بأنه «الكأس المقدسة» لجراحة صمام القلب، لافتة إلى أن هذا النهج الواعد قد يطيل عمر المرضى ويحسن جودة حياتهم دون الحاجة إلى عمليات جراحية متكررة.
كذلك يمكن تقليل خطر الرفض المناعي، إذ تتكون الصمامات الحية من أنسجة المريض نفسه، وبالتالي يقلل ذلك من احتمال رفض الجسم لهذه الصمامات، وهو ما قد يحدث مع الصمامات الصناعية التي تتكون من مواد غريبة على الجسم. ستكون هذه التقنية مفيدة بشكل خاص للأطفال المصابين بعيوب قلبية، حيث سيتكيف الصمام مع نمو الطفل مع مرور الوقت، مما يلغي الحاجة لاستبداله بعد فترة قصيرة.
من بلبيس إلي لندن
ولد الدكتور مجدى يعقوب في 16 نوفمبر 1935 بمدينة بلبيس، محافظة الشرقية، لعائلة تنحدر أصولها من محافظة المنيا بصعيد مصر.
درس الطب في جامعة القاهرة، وتعلم في شيكاغو، ثم انتقل إلى بريطانيا في عام 1962 ليعمل في مستشفى الصدر بلندن، ثم أصبح أخصائي جراحات القلب والرئتين في مستشفى هارفيلد من عام 1969 إلى 2001، ومدير قسم الأبحاث العلمية والتعليم منذ عام 1992.
عُين مجدى يعقوب أستاذًا في المعهد القومي للقلب والرئة في عام 1986، واهتم بتطوير تقنيات جراحات نقل القلب منذ عام 1967، وفي في عام 1980 قام بعملية نقل قلب للمريض دريك موريس، والذي أصبح أطول مريض نقل قلب أوروبي على قيد الحياة حتى وفاته في يوليو 2005.
ومن بين المشاهير الذين أجرى لهم عمليات كان الكوميدي البريطاني إريك موركامب، ومنحته الملكة إليزابيث الثانية لقب فارس في عام 1992، ويُطلق عليه في الإعلام البريطاني لقب «ملك القلوب».
وفي عام 2001 ، اعتزل الدكتور مجدى يعقوب إجراء العمليات الجراحية واستمر كاستشاري ومُنظر لعمليات نقل الأعضاء.
و في عام 2006 قطع يعقوب اعتزاله العمليات ليقود عملية معقدة تتطلب إزالة قلب مزروع في مريضة بعد شفاء قلبها الطبيعي، حيث لم يزل القلب الطبيعي للطفلة المريضة خلال عملية الزرع السابقة.
وقام الدكتور مجدى يعقوب بإنشاء مركز لعمليات القلب في مدينة أسوان بصعيد مصر عام 2009، وتم إنشاء تمثال له في أسوان وآخر في بلبيس في ميدان يحمل اسمه تقديرًا لمكانته فى قلوب المصريين ودوره الكبير في مجال الطب