بعد تقديم تظلم من الضحية
النائب العام يعيد فتح التحقيق مع جمال شعبان في قضية «الدعامة المكسورة»
قرر النائب العام إعادة فتح التحقيقات مع طبيب القلب المشهور جمال شعبان في القضية المعروفة إعلاميا بـ «قضية الدعامة المكسورة»، بعد قبول التظلم المقدم من الدكتور عادل الليثي، الذي تعرض لخطأ طبي جسيم أثناء إجراء عملية تركيب دعامة للقلب بمستشفى الرسالة في المهندسين.
العملية، التي أجريت تحت إشراف طبيب القلب الشهير جمال شعبان وابنه الدكتور أحمد جمال شعبان ، انتهت بمضاعفات خطيرة، بعدما أدى خطأ في تركيب الدعامة إلى نزيف داخلي حاد استدعى تدخلًا جراحيًا طارئًا، ومن ثم عملية قلب مفتوح في لندن لإنقاذ حياة الضحية.
وبحسب مصادر قضائية، جاء قرار النائب العام بإعادة التحقيقات، على خلفية اتهامات متعددة بتجاوزات شابت التحقيقات السابقة، أبرزها مخالفات منسوبة إلى الطب الشرعي واللجنة الاستشارية بالقصر العيني التابعة لمستشفيات جامعة القاهرة.
وأظهر الفريق القانوني للدكتور عادل الليثي أدلة جديدة، من بينها تقارير طبية صادرة من بريطانيا، تؤكد حجم الخطأ الطبي الذي تعرض له، فضلًا عن شهادات موثقة تبرز تقصير الفريق الطبي المسؤول عن العملية، وهو ما استدعي قبول التظلم المقدم من الليثى إلي النائب العام.
مراجعة إجراءات القضية
قبول التظلم يعكس رغبة جدية في مراجعة إجراءات القضية التي كانت قد أُغلقت في ديسمبر 2024 دون محاسبة واضحة للأطباء أو المستشفى، في خطوة أثارت جدلًا واسعًا.
وتأتي إعادة التحقيق لتعيد الأمل للضحايا الآخرين الذين يعانون من تبعات أخطاء طبية مشابهة، وتفتح المجال أمام مراجعة أوسع للإجراءات الرقابية المعمول بها في المستشفيات الخاصة.
القضية ألقت بظلالها أيضًا على دور الجهات الرسمية مثل هيئة العلاج الحر ووزارة الصحة، وكذلك مصلحة الطب الشرعي، التي واجهت انتقادات شديدة بسبب اعتمادها على لجان استشارية خارجية مثار جدل بدلًا من أداء دورها الأساسي في التحقيق بموضوعية وحيادية.
ومن جهته، دعا الدكتور عادل الليثي إلى إصلاح جذري في القطاع الطبي، مطالبًا بوضع آليات أكثر شفافية لمحاسبة المخطئين، وتعزيز دور نقابة الأطباء في ضمان التزام الأطباء والمستشفيات بالمعايير المهنية الدولية.
إقالة شعبان من معهد القلب
فى مارس 2019، أعلنت وزارة الصحة والسكان، عن انهاء تكليف الدكتور جمال شعبان كمديرًا لمعهد القلب القومى، واحالته للتحقيق العاجل، نظرا لتقصيره فى مهام عمله.
قرار الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة السابقة، جاء بعد مذكرة عرضت عليها تؤكد ارتكاب الدكتور جمال شعبان عددًا من التجاوزات رصدتها لجنة مشكلة من الغرفة المركزية لمتابعة انهاء قوائم الانتظار بمعهد القلب القومى.
وكشفت اللجنة عن إجراء عدد من العمليات الجراحية داخل المعهد بناءا على توصيات من أعضاء البرلمان وإعلاميين، فى ظل تأجيل عدد من العمليات بدون سبب أو مبرر لمرضى فى أمس الحاجة الى إجراء التداخلات العاجلة.
وكشفت لجنة وزارة الصحة، أن عدد العمليات التى أجريت فى الفترة من 1 يناير 2019 وحتى 5 مارس الحالى 79 عملية جراحية فقط من أصل 660 حالة مسجلة على منظومة قوائم الانتظار، رغم أن الطاقة الاستيعابية لعمليات القلب المفتوح بالمعهد تبلغ 240 حالة شهريًا.
ورغم كل هذه الحقائق، إلا أن اعتماد الدكتور جمال شعبان على اللجان الإعلامية على مواقع التواصل الاجتماعي، مكنته من التشويش على الحقيقة وإظهاره بمظهر المجنى عليه.
وهي نفس الطريقة التى لجأ إليها الدكتور جمال شعبان للتنصل من المسئولية فى قضية الدكتور عادل الليثى، اعتمادا علي شهرته ولجانه الإعلامية.
تركيب دعامة فى لندن
وبحس تصريحات سابقة للدكتور عادل الليثى، أكد أنه أجرى عملية لتركيب دعامة في لندن حيث يقيم منذ 20 عامًا، وبينما كان في إجازة بالقاهرة فى أبريل 2023، تواصل مع طبيب القلب الشهير والذي وقّع عليه الكشف الطبي بعيادته داخل أحد المستشفيات الخاصة بالمهندسين، وقرر ضرورة عمل قسطرة قلبية عاجلة له، رغم أن حالتي الصحية كانت جيدة ولم أشعر بأي أعراض، فقط ذهبت للاطمئنان على حالتي وتقييم ما جرى في لندن.
وأوضح الليثي، أن الدكتور جمال شعبان رفض تأجيل العملية لبعد عيد الفطر، وحدد موعد العملية في 20 أبريل 2023، وبالفعل دخل غرفة العمليات في ذات الوقت، وبدأت إجراءات تحضيره لإجراء العملية.
وأضاف الليثى: في هذا الوقت شاهدت بعض الإجراءات الغريبة داخل غرفة العمليات، فطبيب القلب ترك مسئولية إجراء القسطرة لابنه ولم ينفذها هو شخصيا كما كان متفقًا عليه، في حين أن ابنه لم يكن مؤهلاً وقت العملية لإجرائها لأنه حصل على شهادة الماجستير في مايو 2024، مما تسبب في إحداث خطأ طبي جسيم، تمثل في عدم قدرته على تركيب دعامة قلبية داخل أحد شرايين القلب بشكل صحيح، مما تطلب محاولة نزعها والتي فشلت أيضًا، وأدى ذلك إلى كسر الدعامة داخل شريان القلب، مما نتج عنه نزيف حاد في الغشاء البلوري للقلب وتجمع كمية من السوائل قدرت بـ 320 مللي ليتر تم سحبها بعد إعادتي لغرفة العمليات مرة أخرى، ثم حدوث اضطراب في ضربات القلب استمر 7 ساعات كاملة، وصل إلى 240 ضربة في الدقيقة.
موبايلات داخل غرفة العمليات
وأضاف: فوجئت إن الأطباء والتمريض معاهم الموبايلات، وكل واحد موبايله يرن يطلع يتكلم ويدخل تاني، وكل شوية الباب يخبط وحد يطلع يفتح ويدخل تاني، ثم دخول عاملة نظافة لغرفة العمليات وتنظيف أرضية الغرفة أثناء عملية القسطرة.
وتابع: بعد العملية الأولى تُركت على السرير داخل غرفة العمليات لمدة 25 دقيقة، وقالولي إن العملية تمت على خير، لكن بعد فترة عادوا جميعًا "2 أطباء، و2 تمريض، وفني أشعة" لارتداء ملابسهم، سألتهم: أنتوا مش قولتوا خلصنا.. ردت واحدة من التمريض: لأ، فيه حاجة هنقفلها سريعاً، ما أثار استغرابي، لكنني في مثل هذا الظرف ليس لي إلا الاستجابة لتعليمات الأطباء، خاصة أنني لم اكتشف بعد ما حدث.
وأشار الليثي إلى أنه بعد هذه العملية، دخل في مضاعفات خطيرة نتيجة الخطأ في تركيب الدعامة القلبية بشكل صحيح.
وأضاف: طبيب القلب قام بتضليلي أن ما يحدث لي ما هو إلا أحد مضاعفات العملية، ولم يشر من قريب أو بعيد إلى أن هناك خطأ طبياً قد حدث من ابنه فضلا عن الإهمال الذي صاحبه.. وبدأت رحلة العذاب".
وأوضح الليثي، أنه قرر العودة إلى بريطانيا مرة أخرى، واستشارة الأطباء البريطانيون في الإجراءات الطبية التي أجراها في مصر على يد طبيب القلب الشهير، مضيفًا: "ذهبت إلى طبيبين؛ الأول الذي أجرى لي عملية الدعامة الأولى، ثم طبيب آخر للحصول على تقييم آخر، وبعد عرض تفاصيل حالته على مجموعة من الأطباء قرروا ضرورة إجراء جراحة قلب مفتوح لمحاولة تقليل الأضرار المحتملة من وجود دعامة مكسورة داخل أحد شرايين القلب.