العملية تمت بالخطأ
إزالة السلم الأثري لقصر ثقافة المحلة وشكاوي من المثقفين لرئيس الهيئة

سادت حالة من الاستياء بين الأهالي والمثقفين من أبناء مدينة المحلة الكبري، بعد إزالة رخام السلم الأثري لقصر الثقافة، خلال عملية ترميم القصر.
وكشف الأديب جابر سركيس مدير فرع ثقافة الغربية السابق، أنه تم نزع رخام السلم الرئيسى لقصر ثقافة المحلة الأثري، مؤكدا أنه كان بحالة جيدة بنسبة تزيد عن الـ ٪95 رغم تجاوز عمره الـ 100 عام، وهو ما دعا عدد من المثقفين إلى تقديم شكوي إلى الهيئة العامة لقصور الثقافة، ضد الشركة المنفذة.
ومن جانبه شدد الكاتب المسرحى محمد ناصف نائب رئيس الهيئه العامة لقصور الثقافة على الشركة المنفذة لإعمال الترميم بمراعاة القيمة الأثرية والمعمارية لقصر ثقافة المحلة أثناء عملية الترميم الجارية، والاستعانة بالصور القديمة للقصر والالتزام بإعادة القصر كما كان عليه.
يذكر إنه خلال تفقد نائب رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة للقصر بالمحلة الكبري، الجمعة الماضي، تحدث معه عدد من المواطنين حول قيمة الرخام الذى تم انتزاعه وعن مكانة القصر فى قلوب أهالى المحلة، فيما أكد نائب رئيس الهيئة أن ما تم خطأ من الشركة المنفذة سيتم تداركه.
ويغتبر قصر ثقافة المحلة الكبرى واحدا من أهم المعالم الأثرية بالمدينة العمالية، وأحد أهم المزارات والمراكز الثقافية بمحافظة الغربية.
وفى نهاية العام الماضي خضع قصر ثقافة المحلة الكبري الذي يتكون من 3 طوابق، لعملية وتجديد تشمل البنية التحتية وتنفيذ شبكة إطفاء وترميم الأجزاء المتهالكة، وترميم الشبابيك والأبواب الأثرية، إلى جانب إنشاء مسرح على أعلى مستوى مع إنشاء غرف ملحقة به، بتكلفة 75 مليون جنيه بحسب خطة وزارة الثقافة.
تم تشيد القصر قبل 130 عاما، كمنزل لـ عبد الحى باشا خليل أحد رموز مدينة المحلة ، قبل عقود قام ورثته بتأجير القصر للهيئة العامة لقصور الثقافة، وبعد ذلك قامت الهيئة بشراء القصر من الورثة.
رائد صناعة الغزل والنسيج
يذكر أنه تم إدراج عبد الحي باشا خليل في قائمة مبدعي «عاش هنا» بوصفه رائد من رواد الأقتصاد المصري و أحد رموز الرأسمالية الوطنية التي ساهمت في أرساء دعائم الاقتصاد المصري و لاسيما في مجال صناعة الغزل و النسيج، حيث كان له دور في تمصير الاقتصاد المصري وتخليصه من سيطرة الأجانب والمرابين.
ولد عبد الحي باشا خليل، فى عام 1884 بمدينة المحلة الكبري، وكان والده الحاج محمد خليل تاجراً يمتلك وكالة لتجارة الأقطان والمنسوجات والحرير، وشارك فى ثورة 1919 ونال رتبة البكوية عام 1920وتم انتخابه بمجلس حسبى مديرية الغربية عام 1920 ، كما انتخب عضوا بالمجلس البلدى بالمحلة عام 1920، واعيد انتخابه مرة ثانية عام 1924.
كان عبد الحى باشا خليل من المقربين من طلعت باشا حرب فأقنعه بإنشاء أكبر شركة للغزل والنسيج فى المحلة الكبري بدلاً من أى مكان اخر ومنع الشركات الأجنبية من احتكار القطن والصناعات القائمه عليه.
وتبرع عبد الحى خليل واسرته بمساحة كبيرة من أملاكهم من الاراضى لشركة مصر الغزل والنسيج، كما وهب جزء كبير من ثروته للاعمال الخيرية ومساعدة المحتاجين فله مساهماته الكبيرة فى بناء مستشفى المبرة والحميات ومستشفى فاروق بالمحلة الكبرى وهيئة الاسعاف . كما ساهم بتدعيم الجيش بعد ثورة 1952، وقام باستقطاع قطعة أرض مجاورة من القصر من أملاكه الخاصة ليبنيها مسجدا هو مسجد الباشا حاليا.
وكان قصره ملتقى ثقافى لوجهاء وأهل المحله فى المناسبات وطوال شهر رمضان فى حياته تم تحويله قصره إلى قصر الثقافة المحلة الكبرى والذى له أثر كبير فى إخراج العديد من الفنانين والأدباء والشعراء.