الانفتاح ضروري ولكن
مفتى الجمهورية :"السنجل مزر" أزمة أخلاقية كبيرة فى المجتمع العربى والطلاق خطر
انتشر مصطلح «السنجل مازر» في المجتمعات العربية، خلال الفترة الأخيرة، على الرغم من أنه مخالف لعادات وتقاليد الشرق، إلا أنه انتشر بشكل كبير، وبدأ يغزو العديد من المجتمعات، معنى هذا المصطلح أنه من حق أى فتاة عزباء أن تكون أم بدون زواج، أي أن تحمل بدون أن تتزوج من رجل زواجاً شرعياً.
ويتم ذلك من خلال قيام الفتاة العزباء بالاستعانة بأحد المعامل الطبية أن تقوم بعمل ما يعرف بتجميد للبويضة، ثم تبدأ بالبحث عن رجل ليتبرع بسائل منوى يساعد على تلقيح هذه البويضة ويجعلها بويضة مخصبة، بعدها يتم حقن البويضة المخصبة إلى رحم الأم لتبدأ تعيش حملها، دون وجود زوج أو علاقة زوجية من الأساس.
البحث عن الحرية
ظهرت هذه العمليات فى الغرب أولاً، ولكن بعد بحث المرأة عن الحرية ورفع شعارات الكراهية للرجال، بدأت العديد من السيدات فى المجتمعات العربية أن تقوم بإجراءها.
ومن المؤكد أن هذه العمليات محرمة، وذلك لأن الله تعالى حدد علاقة الرجل بالمرأة بالزواج، كما حثنا رسولنا الكريم على أن الزواج لا يتم بدون ولى وشهود وإشهار فهذه هى الشروط الأساسية للنكاح.ويرى العديد من علماء الدين أن هذا المصطلح هو حالة من حالات الزنا التى تغضب الله عز وجل ولا يرضى عنها، فمن الضرورى عدم القيام بها لأنها محرمة.
من جانبه، أكد الدكتور نظير عياد مفتي الجمهورية، في تصريحات له، أن الانفتاح على الثقافات الأخرى وتبادل الأفكار أمر ضروري في عصرنا الحالي، ولكن يجب الاختيار بعناية بين ما يمكن اعتماده من هذه الثقافات وما يجب الامتناع عنه، خاصة عندما يتعلق الأمر بالقيم الأخلاقية والدينية التي تشكل جزءًا أساسيًا من الهوية المجتمعية.
الثقافات الغربية
وأضاف أن بعض الأفراد يعتقدون أن هناك تناقضًا بين الدين والتقدم أو الحداثة، وهو اعتقاد لا أساس له من الصحة، مشيرًا إلى أن بعض المجتمعات، بسبب ثقافاتها الخاصة وتقاليدها العريقة، لا يمكنها تقليد كل شيء من الثقافات الغربية دون مراعاة للخصوصية الدينية والاجتماعية، موضحًا أن المجتمعات العربية تعتبر مهد الرسالات السماوية، وهي محاطة بمجموعة من القيم الأخلاقية التي حافظت عليها لقرون طويلة، ولا يجوز التنازل عنها تحت أي مبرر.
وحذر مفتي الجمهورية من تفشي بعض العادات السلبية التي تهدد النسيج الاجتماعي، أبرزها ظاهرة "السنجل مزر"، مؤكدًا أنها تمثل أزمة أخلاقية كبيرة في المجتمع المصري والعربي، مشددًا على أن الأسرة تمثل الكتلة الصلبة التي تمنع تفكك المجتمع، حيث تعمل كحاجز ضد الرذيلة والتفكك الاجتماعي.
وأكد مفتي الديار المصرية، أن النظرة المجتمعية للطلاق أصبحت محط حزن، وذلك بسبب تزايد حالات الطلاق بشكل ملحوظ، وتحديدًا في الحالات التي تحدث لأسباب تافهة أو في بعض الأحيان بدون أي أسباب واضحة. واعتبر أن الحفاظ على الأسرة هو السبيل الوحيد للحفاظ على الهوية المجتمعية ومنع انزلاق المجتمعات إلى انقسامات أخلاقية قد تهدد استقرارها.
تدهور العلاقات الزوجية
وأضاف "عياد" أن أسباب الطلاق تتنوع بين مشاكل شخصية بين الزوجين، وأخرى مرتبطة بـ البيئة المحيطة والتغيرات الاجتماعية في العصر الحالي، مشيرًا إلى أن غياب مفهوم التماس الأعذار بين الزوجين أصبح من أهم الأسباب التي تساهم في تدهور العلاقات الزوجية، حيث يغيب التواصل الإيجابي والتفاهم بين الزوجين في مواجهة الصعاب.
وأشار مفتي الديار المصرية إلى أن قضية جبر الخواطر هي من القيم المتوارثة بين الأجيال، حيث كانت هذه القيمة تُنقل من الأجداد إلى الآباء ومنهم إلى الأبناء، لكننا الآن نفتقدها، مما يؤثر سلبًا على العلاقات الأسرية.
وأوضح أن المقصد الأساسي من بناء الأسرة هو الرحمة والسكن، وهما أساس الاستقرار الأسري، وجبر الخواطر يعد جزءًا مهمًا من هذا المقصد.