و الأخيرة

رئيس التحرير
محمود الضبع
موقع الصفحة الأولى

اصعب القرارات علي الإطلاق هو قرار المرأة ان تخرج من منطقة الامان لديها وتطلب الطلاق، وان تحصل علي لقب مطلقة.
رأيتها تبكي بحرقة فمشروعها الذي بذلت من أجله الغالي والنفيس اوشك علي الانهيار هكذا قالت وقلبها يعتصر ألما ، قالوا لها الطلاق هو الحل لمن هو في مثل وضعها، رجلا قرر ان يتحول الي " شوجر دادي "، وينزل من اعلي سلالم الوقار ليتعرف علي فتيات صغيرات السن ، تعلم شرب الخمور، وبعض انواع المخدرات لكي لا يكون امامهن رجل دقة قديمة، افهموه ان التحضر والشباب لا يحدث الا وفي يديه سيجارة وكأس .

إقامة جبرية 

قديما كان الرجل اذا خان زوجته او نظر نظرة شهوانية لأنثي أخري عاد الي بيته، والندم يعتصره مهاديا زوجته بهدية عليها القيمة حتي يميت ضميره ويستريح من وخزاته، ولكننا في عصر البجاحة التي لا مثيل لها ، الخائن اليوم اصبح لا يستحي بل يتباهي بقدراته علي اخفاء تعدد علاقاته ، وقدرته علي قلب المنضدة فوق من يواجه بكذبه وخداعه وخيانته .
اما هي فكل من حولها نصحوها ان تنهي المهزلة، وان تبتعد عن الصورة وتذهب الي غير رجعة وطلب الطلاق  لكي يتعلم ويأخذ عقابه بحرمانه من استقراره وأبناءه، علي أساس ان الرجل سيموت قهرا اذا غادر بيت الزوجية، والحقيقة التي لم يفكر فيها هؤلاء الناصحين ،انها ستعطيه إفراجا غير مشروط من مسؤولياته ، فـ الطلاق بالنسبة للمرأة سجن ،وللرجل حرية، هو ينطلق وهي يتم وضعها تحت الاقامة الجبرية.


لا تعلم لماذا تغيرت الطبيعة البشرية، اهلنا كانوا لا يغيرون زوجاتهم الا بعد نفاذ قضاء الله ، وموت احداهما اما الان فأصبح الجميع يغيرون شركاء حياتهم كما يغيرون بدلهم وفساتينهم، وأصبح الطلاق كأنه مثل الماء يتدرع له من شاء وعطش ..
هل تغيره ام تصبر وتحتمل وتكمل معه المأساة ،هل سيرحمها المجتمع، ويشفق عليها، ويحترم رغبتها ام انها ستصبح في نظر الجميع امرأة ناكرة للجميل وكافرة بالعشير ، اخذت تحكي، وتبكي ودموعها تنسكب سمعت شكوتها ،وانا اعلم فداحة ماتعاني منه ، ولكنني لا استطيع ان أنصحها حتي لا يؤنبني ضميري حين تترك كل شيء ،وتعود الي نقطة الصفر ،نقطة اللاعودة ، الفراغ والوحدة وذكرياتها التي عاشتها ،لا لن انصحها ،وسأترك لها حرية القرار ،فهي وحدها الأقدر علي الفعل، وتقبل تبعاته ،وسأكتفي بان ادعي لها الله ان يرأف بحالتها ويرضي قلبها ويحفظ سرها...

تم نسخ الرابط