إلغاء الأحكام العرفية بعد فرضها بـ6 ساعات
بعد اتجاه المعارضة لعزل رئيس كوريا الجنوبية.. خبير: أمريكا ستتدخل للحفاظ على مصالحها
اشتعلت الأوضاع السياسية فجأة في كوريا الجنوبية مع الصدام العنيف الذي حدث بين رئيس البلاد وأحزاب المعارضة، في أكبر أزمة تشهدها البلاد منذ عقود، خاصة مع قرار المعارضة بتقديم مشروع قانون لعزل رئيس البلاد، واتهام الرئيس لها بالوقوع تحت تأثير الشيوعية وموالاة كوريا الشمالية.
ودعت المعارضة إلى عزل الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول، بعد تراجعه عن إعلان الأحكام العرفية بعد ساعات من قراره، وهو ما تسبب في مواجهة مع البرلمان الذي رفض قرار الرئيس بحظر النشاط السياسي وفرض رقابة على وسائل الإعلام، وبعدها اقتحمت قوات الجيش مبنى الجمعية الوطنية في العاصمة سول.
وردا على قرارات الرئيس، قررت أحزاب المعارضة تقديم مشروع قانون لعزل رئيس كوريا الجنوبية، على أن يتم التصويت عليه خلال ثلاثة ايام على الأكثر، في الوقت الذي هدد فيه كبير موظفي الرئاسة وكبار معاوني الرئيس بتقديم استقالتهم بشكل جماعي.
وكان رئيس كوريا الجنوبية أعلن في خطاب مفاجئ فرض الأحكام العرفية في البلاد، وقال إنه اتخذ قراره لحماية البلاد مما سماها بالقوات الشيوعية، وضرورة التصدي للعناصر "المناهضة للدولة".
كما تحدث الرئيس عن قرارات حزب المعارضة الديمقراطي الذي يهيمن على البرلمان، لعزل كبار المدعين العامين ورفض مقترح الميزانية الحكومية، متهما الحزب بتهديد استقرار البلاد.
حصار برلمان كوريا الجنوبية
وبعدها، قرر وزير الدفاع كيم يونغ هيون عقد اجتماع طارئ لكبار القادة العسكريين، والذين قرروا تعزيز الإجراءات الأمنية حول البرلمان، مما أأدى غلى حصاره بشكل فعلي، ومنع دخول النواب إلى المبنى، وتم اغلاقه بشكل كامل كما هبطت الطائرات المروحية على سطحه بعد إعلان الأحكام العرفية، ولكن البرلمان قرر بإجماع الأعضاء الحاضرين إلغاء الأحكام العرفية، وتزامن ذلك مع هتافات المتظاهرون خارج مبنى الجمعية الوطنية.
وأكد الدكتور حسين إسماعيل، خبير الشؤون الآسيوية والسياسية، إن الأزمة التي تشهدها كوريا الجنوبية مثلت صدمة للعالم، خاصة وأنها تأتي في ظل التوترات التي تشهدها المنطقة والصراع مع جارتها كوريا الشمالية.
ولفت "إسماعيل" إلى أن رئيس كوريا الجنوبية يواجه مأزقا سياسيا كبيرا، بسبب عدم وجو أغلبية تؤيده في البرلمان، وهو ما منعه من تنفيذ الكثير من قراراته السياسية.
تحالفات متصارعة
وأكد خبير الشؤون السياسية أن الأوضاع التي تشهدها منطقة جنوب شرق أسيا، والتي تشهد تحالفا بين كوريا الجنوبية واليابان والولايات المتحدة من ناحية، في مواجهة تحالف كوريا الشمالية و روسيا والصين من ناحية أخرى، يلقي بظلاله على الأوضاع الداخلية في البلاد، لتأتي الأزمة الحالية بين الرئيس والمعارضة، لتثير التساؤل حول مستقبل العملية السياسية واتجاهات الحكم هناك.
وأشار إلى أن الحزب الديمقراطي المعارض لديه شعبية في الشارع الكوري الجنوبي، لكن الرئيس يتهمه بالانحياز لكوريا الشمالية، وهو ما يجعل أمريكا في حالة ترقب لما سيؤول إليه الصراع الحالي، وقد تضطر إلى التدخل إذا سارت الأمور على عكس ما ترغب، كما أن بيونج يانج قد تسعى لاستغلال الوضع في جارتها الجنوبية، خاصة في ظل حالة التأهب التي أطلقها الزعيم الكوري الشمالي بين قواته استعدادا لأي مواجهة.