الاستمرار في لعبة التوازنات
بعد تهديد ترامب بفرض جمارك 100%.. خبير: على مصر الاختيار بين البريكس وأمريكا
أثار تهديد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على دول مجموعة البريكس، والتي تضم مصر في عضويتها، إذا نفذت مشروعها لإطلاق عملة موحدة بديلة للدولار، العديد من التساؤلات حول موقف مصر في حالة اتخاذ قرار لذلك القرار، وتأثيره على القاهرة، وهل سيكون عليها الاختيار في هذه الحالة بين البريكس أو العلاقات مع واشنطن؟
وقال ترامب في منشور على شبكته الاجتماعية تروث سوشيال: "انتهت فكرة أن دول البريكس تحاول الابتعاد عن الدولار بينما نقف مكتوفي الأيدي ونراقب، وأطالب بالتزام هذه الدول بعدم إصدار عملة جديدة للبريكس، وألا تدعم أي عملة أخرى محل الدولار الأمريكي العظيم، وإلا فإنها ستواجه رسوم جمركية بنسبة 100٪، ويجب عليها أن تقول وداعًا لـ(التعاملات التجارية) في الاقتصاد الأمريكي الرائع".
المقارنة بين الخسارة والمكسب
وقال الخبير الاقتصادي أحمد خطاب، عضو مجلس الأعمال المصري الكندي، إنه في حالة اتخاذ ترامب قراره بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على دول البريكس، فسيكون على مصر الاختيار بين علاقتها مع الولايات المتحدة وبين البريكس، وسيكون عليها المقارنة بين حجم الخسارة والمكسب من استمرارها في عضوية البريكس أو الحفاظ على علاقاتها مع واشنطن، ووقتها يمكنها أن تميل إلى لعب التوازنات الاقتصادية بين البريكس والجانب الأمريكي، لأنها لن تستطيع قطع علاقتها مع دول المجموعة، كما ستحاول الحفاظ على علاقتها مع واشنطن، وأشار إلى أن مصر يمكنها أن تضطر لتجميد علاقتها بالبريكس طوال فترة رئاسة ترامب.
وأضاف "خطاب" في تصريحاته لـ الصفحة الأولى أنه بالنسبة للعلاقات الاقتصادية والتجارية مع مصر، فواشنطن أيضا لا تستطيع الاستغناء عن القاهرة كضمانة للأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، كما أن أكبر مناورات عسكرية في المنطقة تتم بين الجانبين المصري والأمريكي، ولذلك فمن المستبعد بشكل كبير أن ينفذ ترامب تهديده ويضحي بالعلاقات الوثيقة مع مصر، كما أن اتفاقية الكويز تمنع تنفيذ تهديد ترامب بفرض جمارك بنسبة 100% على المنتجات المصرية المصدرة إلى الولايات المتحدة.
العلاقات بين مصر وأمريكا
وأكد أن العلاقات بين مصر وأمريكا ليست اقتصادية فقط، ولكنها تصل إلى المستوى الاستراتيجي، كما أن وجود إسرائيل وما تمثله من تهديد وتوترات، يجعل القاهرة تحافظ على علاقتها مع واشنطن، وهو نفس اختيار الرئيس الراحل محمد أنور السادات، كما أن التسليح المصري معظمه أمريكي، وقطع الغيار معظمها من هناك، إضافة إلى استمرار السيطرة والهيمنة الأمريكية على أوروبا وإسرائيل، ولذلك فمن الأفضل ان تحاول مصر الحفاظ على التوازن في علاقاتها الخارجية مع جميع الأطراف.
واستبعد أن يتخذ الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب هذا القرار بسبب خطورته الشديدة، كما أنه لا يستطيع الانفراد بالسلطة وسيجد معارضة شديدة من الكونجرس بمجلسيه الشيوخ والنواب، ولفت إلى أن التصريحات التي يطلقها في الوقت الحالي وهو خارج السلطة، تختلف عمل سيقرره عند دخوله البيت الأبيض.
قطع العلاقات التجارية
وقال عضو مجلس الأعمال المصري الكندي إن أمريكا لا تستطيع الاستغناء عن الشركاء التجاريين من دول البريكس وخاصة الصين والهند، فـ 50% من مكون أي منتج أمريكي يأتي من الصين، وعلى سبيل المثال، فإن هاتف آيفون رمز الصناعة الأمريكية، يتم تجميعه في الصين، وأكد أنه لا يمكن عمليا قطع العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين أو الهند أو البرازيل، ولذلك فلا يستطيع ترامب تنفيذ جميع قراراته الاقتصادية أو تهديداته التي يلوح بها بسهولة، لأنها علاقات مزدوجة وذات تشعبات وتعقيدات متعددة.
وتتألف مجموعة البريكس من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا منذ عام 2011. وفي العام الجاري 2024، انضمت إليها مصر والإمارات وإيران وإثيوبيا بشكل رسمي.
وكان الرئيس البرازيلي، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، اقترح في عام 2023. إنشاء عملة مشتركة بين دول البريكس، لتستخدم في معاملات كبديل للدولار الأمريكي.