اتهامات لتركيا بدعم الإرهابيين
عودة الحرب الأهلية السورية.. جبهة النصرة تدخل حلب وروسيا تتدخل وإيران تتهم إسرائيل
عادت الأوضاع للاشتعال في سوريا بشكل مفاجئ، مع دخول ميلشيا هيئة تحرير الشام الإرهابية "جبهة النصرة سابقا"، والعديد من الفصائل المدعومة من تركيا إلى مدينة حلب في الشمال وسيطرتها عليها، بعد يوم واحد من بدء وقف إطلاق النار في لبنان بين الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله، وهو ما يثير الكثير من التساؤلات حول دلالات التوقيت، ومن يقف ورائه والهدف منه.
وجاء دخول التنظيمات الإرهابية والفصائل المسلحة إلى حلب، لأول مرة منذ استعادة الجيش السوري السيطرة الكاملة على المدينة عام 2016، وبعدها، أعلن الجيش السوري عن انسحابه المؤقت من المدينة، قائلا إن ذلك يأتي تحضيرا لهجوم مضاد على الميلشيات المتحالفة ضده، خاصة بعد تدفق الجماعات المسلحة بكثافة عبر الحدود الشمالية مع تركيا، وهو ما يثير إلى تورط انقرة بشكل مباشر في الهجوم، رغم النفي الرسمي من وزارة الخارجية التركية.
وسيطرت هيئة تحرير الشام "جبهة النصرة" والميلشيا المتحالفة معها، على معظم مدينة حلب، وشمل ذلك المراكز الحكومية والسجون، كما انتشرت العناصر المسلحة في قلعة حلب ومحيطها، مع أنباء عن سيطرتهم على مطار حلب الدولي، إضافة إلى السيطرة على العديد من القرى في إدلب، كما أعلنت الفصائل المسلحة عن فرض حظر شامل للتجوال في مدينة حلب.
انسحاب الجيش السوري
كما نفت وزارة الدفاع السورية الأنباء التي انتشرت عن انسحاب الجيش السوري من محافظة حماة، وأكدت أن الوحدات العسكرية مازالت تتمركز في مواقعها بالريف الشمالي والشرقي لحماة، وعلى استعداد كامل لصد أي هجوم إرهابي محتمل، وتزامن ذلك مع إعلان الميلشيا المسلحة سيطرتها على مدينة كفر زيتا وقرية اللطمانة شمالي حماة، ليشمل ذلك 14 قرية جرت السيطرة عليها في ريف حماة، إضافة إلى السيطرة على محافظة إدلب بالكامل، بعد دخول مدينة معرة النعمان الاستراتيجية جنوبي المحافظة.
روسيا تتدخل
وقررت روسيا التدخل لدعم الدولة السورية، حيث أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن سلاحها الجوي شن غارات على المسلحين وتجمعات الإرهابيين وتحركاتهم وخطوط إمدادهم دعما للجيش السوري.
كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن مقتل ما لا يقل عن 300 من عناصر الجماعات الإرهابية في سوريا خلال يوم واحد، في الوقت الذي يقصف فيه الجيش السوري أيضا أماكن تجمعات المسلحين بدعم من سلاح الطيران الروسي.
وأعلنت مصادر عسكرية سورية، أن دمشق تلقت وعدا من موسكو بتكثيف المساعدات العسكرية الروسية، لدعم الجيش السوري في حربه ضد الميلشيا المسلحة، وسط توقعات بوصول الدعم العسكري الإضافي إلى قاعدة حميميم الجوية الروسية بجوار مدينة اللاذقية الساحلية خلال 48 ساعة.
إسرائيل تراقب
على الجانب الإسرائيلي، أكد معلقون عسكريون صهاينة، وجود علاقة وثيقة بين الهجوم المفاجئ الذي شنّه المسلحون في سوريا على حلب، وبين وقف إطلاق النار في لبنان، وقالوا إن هجمات الطيران الإسرائيلي على الجيش السوري وعناصر الحرس الثوري الإيراني، ساهمت في استعدادات الميلشيات للهجوم على القوات السورية، واوجدت الخلفية المساعدة لدعمها.
وأشار المحللون الصهاينة إلى وجود مشاورات بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والمسلحون في سوريا قبل بدء الهجوم المفاجئ.
كما عقد رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، مشاورات أمنية غير عادية لبحث تأثيرات التطورات المفاجئة في شمال سوريا، مع تأكيد المحللون العسكريون الصهاينة أن تداعيات هجوم الفصائل المسلحة ستكون إيجابية على أمن إسرائيل، خاصة بعدما أشار قادة في جيش الاحتلال إلى عملية المسلحين تضعف الدولة السورية، وهو ما يصب في مصلحة إسرائيل.
إيران تدين
أما طهران، فأدانت استهداف القنصلية الإيرانية في مدينة حلب من جانب الفصائل المسلحة، وقالت إنه عدوان من قبل عناصر إرهابية، ولكن القنصل العام وجميع أفراد القنصلية الإيرانية بخير، حسب تصريحات المتحدث باسم وزارة الخارجية إسماعيل بقائي.
كما أعلنت طهران أن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، سيزور سوريا، الأحد، قبل ان يتوجه إلى تركيا لعقد مباحثات حول القضايا الإقليمية، وخصوصا التطورات الأخيرة في حلب
كما أكد وزير الخارجية الإيراني، لنظيره الروسي سيرجي لافروف، أن هجمات الميلشيا المسلحة جزء من خطة إسرائيلية أميركية لزعزعة استقرار سوريا والمنطقة.
أما قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، فقال إن من وصفهم بالخاسرين من حربي غزة ولبنان، يقفون وراء الهجمات المناهضة للحكومة السورية، في إشارة إلى الكيان الإسرائيلي.