و الأخيرة

رئيس التحرير
محمود الضبع

امتداد ظاهرة وأد البنات

شيخ الأزهر يقود الثورة علي الموروثات المجتمعية والتعصب القبلي ضد الفتيات

موقع الصفحة الأولى

الاسم: أحمد محمد أحمد الطيب .. شيخ الأزهر
تاريخ الميلاد: 6 يناير 1946 في القرنة بمحافظة قنا
المؤهل الدراسي: دكتوراه العقيدة والفلسفة عام 1977 
الوظيفة : شيخ الأزهر الشريف ورئيس مجلس حكماء المسلمين
بعقليته الموسوعية وفكره الثاقب، بدأ فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، حربا علي الموروثات المجتمعية والتعصب القبلي ضد الفتيات.
الإمام الأكبر، أكد علي ضرورة أن يمس التعليم مشكلات المجتمع، وأن تُسخر المناهج التعليمية لمعالجة المشكلات المجتمعية، وأن تعكس هذه المناهج رؤية منطقية وحلولًا قابلة للتطبيق لمواجهة الموروث من العادات والتقاليد التي ابتُليتْ بها مجتمعاتنا وظلت تتوارثها جيلا بعد جيل. 
وشدد الطيب خلال لقائه الدكتور حسان النعماني، رئيس جامعة سوهاج، ووفدا من الأساتذة والطلاب، على ضرورة تصدي جامعات الصعيد للظواهر المجتمعية التي تنال من حقوق المرأة والفتيات وكرامتهن، وأبرزها موروثات ظاهرة التعصب القبلي ضد الفتيات، تلك الظاهرة المرهقة والظالمة والجائرة على حقوق الفتيات، وتعتبر هذه الحقوق خروجًا على العادات المتعارف عليها مجتمعيا، إلى غير ذلك من الظواهر المجتمعية الجائرة كحرمان الفتيات من الميراث.

ظاهرة وأد البنات


شيخ الأزهر لم يكتف بالتنبيه لهذه الموروثات، وإنما طالب بضرورة تنسيق الجهود بين مختلف المؤسسات والجهات المعنية لدراسة الحلول المناسبة لهذه الظواهر، مؤكدًا دور التعليم والإعلام والمساجد والكنائس في وضع حلول مناسبة تستهدف التأثير على الأسرة، وتغيير نمط التفكير الذي قضى على مستقبل الكثير من بناتنا وفتياتنا، وتغيير ثقافة الأسر وتشجيعهم على ترك هذا الموروث من العادات والتقاليد الظالمة، وضرورة اضطلاع كل جهة بدورها ومسؤولياتها في التوعية، واستعداد الأزهر لتسخير وعاظه وواعظاته للقضاء على هذه الظواهر، التي تعد امتدادًا لظاهرة "وأد البنات" التي انتشرت في المجتمعات الجاهلية. 
لم تكن هذه التصريحات بشأن الانتصار لقضايا المرأة من قبل الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، وإبراز كل المناحى التى أكدتها الشريعة الإسلامية فى الحفاظ على حقوق المرأة ورعايتها وصيانتها من كل سوء، هي الأولي لشيخ الأزهر، وإنما هي استكمال لحملة بدأها منذ سنوات..
ملخص أراء فضيلة الإمام الأكبر حول قضايا المرأة كان عنوانا لملف لصيحفة صوت الأزهر التابعة للمشيخة، مثل وقتها ثورة علي الموروثات البالية التى فرضتها جماعات متطرفة علي المجتمع لعقود طويلة.

مفاهيم شيخ الأزهر

عبرت مفاهيم شيخ الأزهر عن حقيقة أن المرأة شريك أساسي في بناء الوطن، وان وضعها فى هذا العصر هم من هموم الإنسانية جمعاء، لتؤكد أن المعركة الحقيقية هي إنتاج امرأة قادرة على النهوض بالمجتمع وتحمل مسئولياته الكبرى.
وشدد شيخ الأزهر علي أن الإسلام هو أول من منح المرأة حقوقها كاملة وحررها من الأغلال والقيود التي فرضت عليها، وأن الشريعة الإسلامية كرمت المرأة أماً وابنة وأختاً وزوجة وجعلتها شريكة للرجل في الحقوق والواجبات.
كما حرم الإسلام إيذاءها أو ممارسة أي صورة من صور العنف ضدها أو سلب حقوقها، مشيرا إلي ان العنف ضد المرأة أو إهانتها بأى حال دليل فهم ناقص أو جهل فاضح أو قلة مروءة وهو حرام شرعاً.
المفاجاة كانت عندما أكد الإمام الاكبر شيخ الأزهر أن بيت الطاعة لا وجود له في الشريعة الإسلامية التى كرمت النساء وجعلت منهن شقائق الرجال.
وان الطلاق التعسفي بغیر سبب معتبر شرعا حرام وجريمة أخلاقية يُؤَاخَذ عليها مُرتكبها يوم القيامة، حيث يقول بعض الفقهاء إن الأصل فى الطلاق الحرمة، وإنه لا يصير مباحاً إلا للضرورة.
وعن تعدد الزوجات أكد الطيب أن التعدد لم يأتِ فى حكم مطلق دون تقييد وإنما جاء في سياق آية قرآنية تدافع عن اليتيمات من ظلم قد يتعرضن له من الولى عليهن، كما  لم تنزل آية لتوجيه المجتمع إلى تعدد الزوجات والأصل في الإسلام الزوجة الواحدة.
وذكر أن الإسلام جاء ليضع حداً لفوضى التعدد التي كانت موجودة في المجتمع قبل مجيئه، وعلي الرجل الذي يريد التعدد ألا يظلم زوجته الأولى ويجوز لها طلب الطلاق للضرر في حالة أنها لم تقبل.

الختان عادة ضارة

وحول قضية الختان التى شغلت المجتمع المصري لعقود طويلة، يقول فضيلة الإمام الاكبر أن الختان لم ترد فيه أوامر شرعية صحيحة وثابتة لا بالقرآن ولا في السنة، مجرد عادة انتشرت فى إطار فهم غير صحيح للدين وثبت ضررها وخطرها على صحة الفتيات، وان الراى الشرعي والطبي استقر على أن ختان الأنثى من العادات الضارة التي لا يدل على مشروعيتها سند صحيح أو دليل.
ولفت إلي ان  سن قوانين في عصرنا الراهن للقضاء أو الحد من ظاهرة زواج القاصرات عن طريق تحديد سن معينة للزواج أمر لا يخالف الشريعة الإسلامية، وانه يميل إلى تحديد سن الزواج بثماني عشرة سنة.
وعن قضية ضرب الزوجات، يري الشيخ الطيب أن "واضربوهن" ليست أمراً مفتوحاً بضرب الزوجة يفعله الزوج متى شاء ويتركه متى يريد، لأن النبي صلي الله عليه وسلم- لم يأمر به ولم يُشجعه ولم يمارسه مرة واحدة في حياته، مؤكدا أن الضرب بالرغم من أنه مباح بشروطه في بعض الحالات لكن لولى الأمر أن يقيد هذا المباح إذا رأى ضرراً يتحقق من تطبيقه، مشيرا إلي انه مع وجود تشريعات في عالمنا العربي والإسلامي تجرم الضرب.
اما عن التحرش بالمرأة إشارة أو لفظاً أو فعلاً، فيتعتبره شيخ الازهر انه تصرف محرم وسلوك منحرف، يأثم فاعله شرعاً، وان تجريم التحرش والمتحرش يجب أن يكون مطلقاً ومجرداً من أى شرط أو سياق فتبرير التحرش بسلوك أو ملابس الفتاة يعبر عن فهم مغلوط.

تم نسخ الرابط