الناجح يرفع إيده
إعلان نتيجة الثانوية العامة بدأت بالإذاعة الأهلية وانتهت بالروابط الإلكترونية
كانت ولا زالت نتيجة الثانوية العامة محل اهتمام الأسر المصرية علي مر التاريخ، بوصفها مرحلة فاصلة يحدد من خلالها الطالب مستقبله التعليمي والمهني.
بدأ نظام الثانوية العامة في مصر عام 1825 تحت مسمي شهادة التعليم التجهيزي، وهي المرحلة الدراسية التى كان يتم إعداد التلاميذ فيها للالتحاق بالمدارس العليا مثل الطب، والهندسة أو المهندسخانة آنذاك، والحقوق، والمعلمين.
كان يطلق عليها المدارس التجهيزية، حيث كانت تستقبل طلاب الكتاتيب والأزهر، وحددت مدة الدراسة بها بأربع سنوات دراسية ينتقلون بعدها إلى المدارس الخصوصية أو المدارس العليا، ويتلقى طلابها مواد دراسية موحدة تجمع بين الفنون الحربية والعلوم الأدبية دون تشعيب، وبذلك كانت المدارس التجهيزية تمثل المرحلة الثانوية أو التى يطلق عليها حاليا الثانوية العامة.
وكانت امتحانات الثانوية العامة او امتحانات التجهيزي، آنذاك منفصلة في كل محافظة، حيث كانت كل مديرية تعقد امتحانا خاصا بها، قبل أن يُعقد أول امتحان موحد للمدارس في مصر عام 1887، والذي أُطلق عليه الشهادة العمومية، بسبب تعميم الامتحان على جميع الطلاب، ويتم إعلان نتيجة الثانوية العامة أو التجهيزي علي مستوي المملكة في ذلك الوقت.
نتيجة الثانوية العامة
قبل عدة عقود كان لـ نتيجة الثانوية العامة طابع آخر، كان الطلبة في مصر ينتظرون النتيجة في الصحف السيارة التى كانت تنشر أرقام جلوس الناجحين، كصحف المقطم واللواء وغيرها من الصحف التى كانت تحصل علي النتيجة من وزارة المعارف "وزارة التربية والتعليم حاليا"، لطباعتها وهو ما كان يرفع توزيعها في ذلك الوقت من أوائل القرن العشرين.
بينما كانت الإذاعات الخاصة، هي الأخري والتى كانت منتشرة في تلك الحقبة، تذيع أسماء الناجحين لا سيما في القاهرة حيث كانت تتركز تلك الإذاعات.
لم تكن الأعداد تتجاوز بضعة آلاف من الطلبة في طول مصر وعرضها بمرحلة التوجيهي أو البكالوريا كما كان يطلق عليها، ينتظرون النتيجة التى كانوا يحصلون عليها عبر أثير الإذاعات الخاصة التى تذيع أسماء الناجحين أو من خلال الصحف.
في النصف الثاني من القرن العشرين، ومع تزايد أعداد طلبة الثانوية العامة في مصر لعشرات الألآف كان نشر نتيجة الثانوية العامة بأرقام الجلوس أو بأسماء الناجحين في الصحف أمرا بالغ الصعوبة في ذلك الوقت.
موجات الإذاعات الإقليمية
أصبحت الإذاعة المصرية هي البطل الرئيسي في ذلك الوقت، فكانت الوسيلة الوحيدة لمعرفة النتيجة، قبل وصولها إلي المديريات والإدارات التعليمية والمدارس في اليوم التالي علي اعتمادها، حيث يلتف الطلاب وأولياء الأمور حول جهاز الراديو ينتظرون إذاعة النتيجة عبر الموجات الرئيسية للإذاعة المصرية .
كان مذيعو الإذاعة المصرية يقرأون النتيجة بأرقام الجلوس وهي العملية التى كانت تبدأ منذ الصباح وحتي المساء لاسيما وان النتيجة كانت تشمل كل مدارس الجمهورية في ذلك الوقت.
كانت وزارة التربية والتعليم تحرص على ألا تتسرب نتيجة الثانوية العامة ، فكانت تصل لمقر الإذاعة في مظروف مغلق يتسلمها مدير الإذاعة ويوزعها على المذيعين، في ظل وجود أمني مكثف على أبواب الإذاعة والاستوديو منعا لأحداث توترات.
ومع تضاعف أعداد الطلبة وإنطلاق الإذاعات المحلية كانت كل إذاعة تتسلم نتيجة المحافظات التي تغطيها، وكانت من أشهر مقولات تلك المرحلة هي "مدرسة كذا ... لم ينجح أحد" في حالة رسوب كل طلبة المدرسة.
فيما كانت الفواصل عبارة عن أغاني النجاح الشهيرة "الناجح يرفع إيده لعبدالحليم حافظ" و"من الثانوية للكلية" لليلي نظمي.
رابط النتيجة علي الإنترنت
في عصر الإنترنت وثورة المعلومات الحديثة تراجعت الإذاعة، وأصبح الخط الساخن عبر التيلفون الأرضي هو البطل الاول لمعرفة نتيجة الثانوية العامة ، وهي الخدمة مدفوعة الأجر.
كان علي الطالب الاتصال، علي رقم الخط الساخن ويقوم بتسجيل رقم الجلوس عبر الضغط على أزرار الهاتف، الانتظار حتى يحصل على النتيجة.
ومع انتشار خدمات الإنترنت وتوسعها في مصر، بدأت العديد من المواقع الإخبارية التنافس فيما بينها في رفع وتحميل نتيجة الثانوية العامة حتي نتائج الشهادات الابتدائية والإعدادية وصفوف النقل أيضا، مقابل أموال مدفوعة لوزارة التربية والتعليم .
انفراد موقع ما بإعلان النتيجة من شأنه ان يحقق له مكاسب وأرباحا هائلة من خلال تزايد عدد الزيارات وبالتالي الحصول علي إعلانات تحقق عائدا ماديا في النهاية.
ورغم تعدد وسائل إعلان نتيجة الثانوية العامة عبر العصور، ألا أن روابط الإنترنت أصبحت الوسيلة الأدق والأسرع في معرفة النتيجة.