الأولى و الأخيرة

موقع الصفحة الأولى

في مدينة صغيرة بإحدي الولايات الأمريكية، قرر رجل أعمال أن يفتتح حانة إلي جوار كنيسة معمدانية.
‏بدأ المؤمنون من رواد الكنيسة حملة ضد مشروع بناء الحانة وصاحبها، وقدموا الشكاوي إلي البلدية والسلطات المحلية التي رأت أن المشروع لا يخالف قانون البناء من حيث التراخيص المدنية والهندسية.
وبعد أن استنفذوا كل الطرق القانونية، راحوا يصلون ويدعون علي الحانة وصاحبها كل ليلة داخل الكنيسة.
‏استمر العمل لشهور في بناء الحانة، وعندما أوشكت أعمال البناء والتأثيث على الانتهاء، واستعد رجل الأعمال لافتتاح مشروعه واستقبال الزبائن وجني الأرباح، إندلعت عاصفة قوية وبرق البرق، وزمجر الرعد، وضربت الصاعقة مبنى الحانة، فدكته دكا وانهار المبني بالكامل.
‏احتفل المؤمنون داخل الكنيسة بانتصار الرب لهم، واستجابته لصلواتهم ودعائهم بأن دمر الحانة وخذل الخَمَّار.
‏أما رجل الأعمال صاحب مشروع الحانة، الذي خسر رأس ماله فقد قام برفع دعوى قضائية ضد الكنيسة وأعضائها، وطالب بمليون دولار تعويض عن خسارته، على أساس أن الكنيسة بدعائها كانت مسؤولة عن تدمير حانته وزوال مشروعه الاستثماري بطريقة غير مباشرة.
‏في المحكمة وأمام القاضى، أنكرت الكنيسة أي مسئولية لها عن حادث تدمير الحانة.
ونفت بإصرار وجود أي علاقة بين صلوات المؤمنين وانهيار الحانة الذي حدث بفعل العاصفة الرعدية، التى هي ظاهرة طبيعية تحدث باستمرار.
واستدل راعي الكنيسة، الذي حضر لقاعة المحكمة وسط عشرات المؤمنين، بدراسة لبروفيسور في جامعة هارفارد، أكدت أنه لا تأثير للصلاة والدعاء على مجربات أمور الحياة .
‏نظر القاضي في الأمر باستغراب شديد، وقبل صدور الحكم قال:
‏لا أعرف كيف سأحكم في هذه القضية، ولكن يبدو من الأوراق أن لدينا خَمَّارًا يؤمن بقوة الصلاة والدعاء، ولدينا كنيسة بأكملها لا تؤمن بذلك.

تكوين الفكر العربي


أسوق هذه القصة لأصدقائي الذين يهابون تأسيس مركز يقول مؤسسوه أنهم يريدون إعادة البحث في التاريخ والتراث الإسلامي تحت مسمي "تكوين الفكر العربي"  .
‏فكيف تخشى أمة عظيمة قوامها 2 مليار مسلم، من وجود مركز بحوث يطرح أفكارا للنقاش حتي وإن كان مشبوها وممولا علي حد وصف البعض وتديره شخصيات مريبة؟
ألا نؤمن بأن الله سبحانه وتعالى تكفل بحفظ هذا الدين؟، ألا نؤمن بأن التفكر فريضة إسلامية؟
ألا نملك عقولا يمكننا من خلالها تفنيد كل فكرة ودحض أي أطروحة تتعارض مع إيماننا؟
أليس الرد علي أفكار مؤسسى المركز بالحجة والبرهان والتفنيد أفضل لديننا وإيماننا، من هذه الحملة التي تصادر علي التفكير، حتي لو كان تفكيرا مخالفا لمعتقاداتنا؟
المركز - وألف مركز آخر- لا يمكنه إملاء أفكار بعينها على الشباب، لأنه لن ياتى بجديد، فكل ما طرحه ويطرحه المؤسسون مردود عليه منذ مئات السنين.
كما أنه لا يصح فى دولة يوجد بها الأزهر الشريف أكبر مؤسسة إسلامية علمية في العالم، تضم عشرات الآلاف من العلماء والمشايخ والدعاة وبها العديد من الرموز الدينية المشهود لهم بالثقة؛ الذين يجوبون مشارق الأرض ومغاربها لتعريف البشرية بعظمة الدين الاسلامي، ولا يجوز لمجتمع مثل المجتمع المصري أن يخشي علي دينه.

تم نسخ الرابط