قبل موسم الفيضان
تفريغ سد النهضة وغرق أراضي طرح النهر بالمنوفية بسبب ارتفاع منسوب المياه

شهدت أراضي طرح النهر بمحافظة المنوفية، ارتفاعا لمنسوب مياه نهر النيل مما تسبب في غرق مساحات واسعة من الاراضي فى مراكز أشمون ومنوف والسادات، كما غمرت المياه طرقًا مثل طريق جزيرة أبو نشابة.
وكشفت تقارير لوزارة الزراعة، عن غرق نحو 648 فدانًا من أراضي طرح النهر ، والتي غمرتها المياه بسبب ارتفاع منسوب مياه النيل ما يقرب من 70 سنتيمتر، وأن أكثر المناطق تضررا في مركز أشمون بنسبة 603 أفدنة، يليه مركزا السادات ثم مركز منوف.
وقبل أيام، حذرت وزارة الموارد المائية والري، من زيادة تصرفات المياه نتيجة ارتفاع منسوب النيل، مطالبةً المزارعين على أراضي طرح النهر ، ولا سيما المخالفين منهم، بالاستعداد لكن سرعة تدفق المياه فاقت التوقعات وغمرت الأراضي المنخفضة، وتسببت فى خسائر مادية كبيرة فضلا عن تلف المحاصيل الزراعية قرب موسم الحصاد.
وجددت وزارة الري، التحذير للمزارعين المخالفين على أراضي طرح النهر ، من احتمالية تعرض تلك المناطق للغمر باعتبارها امتدادًا طبيعياً لمجرى النيل.
ومن جانبه، أعلن اللواء إبراهيم أبو ليمون محافظ المنوفية عن تشكيل لجان لحصر الأضرار ودراسة تعويض المزارعين، مشيرًا إلى أن الأراضي المنكوبة تقع ضمن طرح النهر وهي مخصصة قانونًا كمنطقة آمنة يحظر استغلالها.
فتح بوابات سد النهضة
وبالتزامن مع غرق أراضي طرح النهر بالمنوفية، كشف الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا وخبير الموارد المائية بجامعة القاهرة، عن توقعات بتدفق كميات هائلة من مياه نهر النيل نحو مصر والسودان، وذلك عقب قيام أثيوبيا بفتح بوابات سد النهضة استعدادًا لموسم الأمطار المقبل.
وأوضح شراقي أن إثيوبيا لم تبدأ تشغيل التوربينات بعد كما كان مخططًا، مما سيجبرها على تصريف قرابة 20 مليار متر مكعب من المياه لتفريغ السد قبل بدء موسم الأمطار.
وأضاف شراقي أن عملية التخزين الخامسة والأخيرة في سد النهضة انتهت في 5 سبتمبر الماضي عند منسوب 638 مترًا، حيث بلغت كمية المياه المخزنة نحو 60 مليار متر مكعب. وقد حافظت إثيوبيا على هذا المخزون، مع تصريف أي زيادات عبر البوابات العلوية أو أنفاق التوربينات.
وأشار إلى أن ثبات منسوب المياه داخل بحيرة السد يؤكد توقف التوربينات عن العمل، رغم أن 6 إلى 7 توربينات كان من المفترض تشغيلها لإنتاج الكهرباء، إلا أن أياً منها لم يعمل بشكل فعّال حتى الآن.
وقال أنه، مع اقتراب موسم الأمطار في يونيو، ستلجأ إثيوبيا لتفريغ ما يقارب 20 مليار متر مكعب من المياه بين الآن ويوليو القادم، لافتا إلى ضرورة تنفيذ هذا التصريف بشكل تدريجي لتفادي أي أضرار محتملة على مصر والسودان، حيث أن أي تصريف مفاجئ وغير منسق قد يتسبب في كوارث.
وأشار إلى أن المعدل اليومي لوارد مياه النيل الأزرق عند السد خلال شهر أبريل لا يتجاوز 12 مليون متر مكعب، وهو ما لا يكفي حتى لتشغيل توربين واحد لبضع ساعات فقط، مما يبرز توقف السد عن العمل بشكل شبه كلي.