بعد 3 سنوات من الصراع
"الخلافات المالية" مع الكهنة تطيح بالأنبا أرشليدس من "تورنتو"

مرت الثلاثة سنوات الماضية ببطء شديد على شعب إيبارشية تورنتو الكندية جراء ما تخللها من صراعات إدارية وعقائدية بين الأنبا أرشليدس " أسقف تورنتو" و كهنة الإيبارشية الموزعين على مختلف الكنائس وإتخذ البابا تواضروس "بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية" قراره الأول بعودة الأنبا أرشليدس لمصر لمدة ثلاثة شهور حتى تهدأ الأمور بين الطرفين الإ ان الصراع سرعان ما عاد للإشتعال مرة آخرى بعد أن دبت خلافات جديدة بين الأسقف والكهنه ولكن هذه المرة حول دخول الكنائس من التبرعات ونسب الإيبارشية فيها والتى يعتبرها القساوسة خط أحمر و حصيلة مجهوداتهم فى الحصاد وأحقية كنائسهم بها .
لم تقف الأزمة التى بلغت أصدائها كل أركان كندا عند الخلاف المالى والإدارى بل إمتدت إلى " التلكيك" من كل طرف للآخر بالأخطاء العقائدية والتى تتصيد خلال طقوس القداسات و العظات ويتم إجتزائها لتحقيق الهدف المنشود فى إظهار كل طرف للآخر بمظهر المخالف لتعاليم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية حتى تدخل البابا للمرة الثانية التى رأى فيها حكمة بنزع لغم الخلاف عن طريق إنهاء خدمة الأسقف فى الإيبارشية وإيكال المهام الإدارية والرعوية للأنبا بولس " أسقف إيبارشية مونتريال" بصوره مؤقته لحين إختيار أسقف آخر .
إتهامات للملحدين بتلفيق إتهامات كيدية للأسقف
ورجح بعض المنتمين للتيار المحافظ داخل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أن إقالة الأنبا أرشليدس تمت تحت ضغط من أنصار التيار العلمانى المناهض للثوابت العقائدية وإتهم جرجس بشرى " الباحث والمتخصص فى الشأن القبطى" القائمين على قناة الفكر الحر ذات الميول الإلحادية بالمساهمه فى إجبار الأسقف على الإستقالة لإتهامات كيدية ضده " بالتحرش" بينما تم حفظ المحاضر المقدمه ضده فى إطار سعيهم للتخلص منه من أجل تقليص صلاحياته و تمرير نظرية كهنوت المرآة وتقليص فترات الصيامات.
خلافات الأسقف مع الكهنة وإستقبالة لرئيس وزراء كندا الأسبق
وعلى نحو آخر رأى إبرام مقار " الكاتب ورئيس تحرير صحيفة جود نيوز- كندا" أن شخصية الأنبا أرشليدس فى ضوء المهمه والخدمة التى اسندت اليه كأسقف عام على مقاطعة تورنتو لم تكن مناسبه له ولا للإيبارشية لأن كندا عامة تحتاج إلى نموذج إدارى مختلف لاسيما فى مجتمعها الذى يغلب عليه الطابع العلمى والتحليلى بعيدا عن الغيبيات الغير مستندة على ادلة وسبق وارسل البابا لجنة من ٣ أساقفة التقوا بشعب وقساوسة الإيبارشية فى ٢٠٢٣ ولكن لم يتم الوصول لنتائج ملموسه بينما المدة التى بلغت ثلاثة سنوات من إدارة الأسقف تدل على منحه فرصة من قبل البابا وعدم تعرضه للظلم .
وأضاف مقار خلال تصريحاته" للصفحة الأولى" أن خلافات الأنبا ارشليدس مع الكهنة فى الإيبارشية المستمره وإستقباله لرئيس وزراء كندا الأسبق جاستن ترودو الغير مستحب لدى قطاع من الجالية القبطية كلها عوامل ساهمت فى رحيلة .
وأكد القس صموئيل الخياط" مدرس مادة الليتروجيا بالكلية الإكليركية" أن الكهنوت القبطى لا يعرف تعبير الإستقالة ولا يمكن خلع الأسقف المجلس على إيبارشية الإ بناء على قرار تجريد من المجمع المقدس فى حين إذا كان أسقف عام فهو مفوض إدارى يجوز نقله من قبل البطريرك مع الإحتفاظ بكرامته " كأسقف عام" وطالما أرتضى الراهب أن يكون أسقف عام ليس من حقه الإعتراض على إلغاء التفويض على إعتبار أن الإيبارشية تكون تحت رئاسة البطريرك.
