على رأس العشرية السوداء
هاني أبوريدة عراب العشرية السوداء في الدوري المصري ..لا تحكيم ولا تنظيم

الدوري المصري من البطولة الأكبر إلى العشرية السوداء .. مصير لم يتخيله أحدا لبطولة تملك من التاريخ والعراقة والشعبية من المحيط إلى الخليج ما لم يملكه منافس آخر .. ولكنه الحال الآن عشرية سوداء لبطولة الدوري المصري أكبر بطولات الدوريات في الوطن العربي على الإطلاق.
ومنذ ظهور الدوري المصري إلى النور في عام 1948 لأول مرة ظلت لعقود طويلة البطولة الأكثر شعبية التي يتابعها الملايين من المحيط إلى الخليج ارتبط بها وجدان المشجع المصري سواء كان أهلاويا أو زملكاويا أو إسماعيلاويا أو إسكندرانيا أو بورسعيديا أو محلاويا أو واترك " القوس مفتوحا " .
ولكن الدوري المصري يعاني الآن من فيروس خطير " فيروس العشرية السوداء " الذي تحول إلى مرض لعين أصاب شرايين الكرة المصرية في مقتل وباتت معه بطولة الدوري المصري " المنتج الكروي الأكبر في الوطن العربي " بطولة يهجر الملايين متابعتها تحكمها الفوضى الخلاقة.
وتحول الدوري المصري من بطولة جماهيرية كبرى إلى بطولة " هجرها الجمهور " وبطولة " لا تعرف موعد بدايتها من نهايتها " وبطولة " الفوضى سيد الموقف " وبطولة " أين الجمهور " وبطولة " حين ميسرة " يسود الغموض هل يكتمل موسمها من عدمه ..
ولم يكن ليحدث هذا إلا نتيجة طبيعية لعصر أسود تمر به الكرة المصرية وهو عصر العشرية السوداء في الدوري المصري
واليوم يفتح الصفحة الأولى التحقيق الأخطر في الكرة المصرية " العشرية السوداء في الدوري المصري " وماذا صنع كل مسؤول على مدار 10 سنوات " 2015 – 2025 " ليتحول معه المنتج الأكثر شعبية في الوطن العربي " الدوري المصري " إلى عشرية سوداء ..
هاني أبوريدة .. عراب العشرية السوداء
عملا بمقولة " بيدي لا بيد عمرو " لم يحتاج المهندس هاني أبوريدة رئيس اتحاد الكرة المنتخب في ديسمبر 2024 سوى أسابيع قليلة ليفشل في مهمة " إنقاذ مسيرته وتجميل صورته الإدارية " بعد عودته مجددا للمشهد عقب 5 سنوات غياب.
وصنع هاني أبوريدة أكبر أزمة في بطولة الدوري المصري وحلقة لن تنسى من حلقات العشرية السوداء في الكرة المصرية بسبب إدارته السيئة لملف تعيين طاقم تحكيم مباراة القمة 130 بين الأهلي والزمالك.
وساهم هاني أبوريدة في صناعة أزمة غياب الأهلي من لقاء القمة 130 عندما أعلن اتحاده عن تعيين حكم موقوف هو محمود بسيوني " هذا الموسم " لإدارة القمة ورفض تعيين طاقم تحكيم أجنبي لإدارة مباراة القمة بين الأهلي والزمالك رغم طلب الناديين في فترات سابقة الحكم الأجنبي خاصة الأهلي.
وجاء تعامل هاني أبوريدة السىء مع أزمة التحكيم بمثابة أخر مسمار في نعش علاقته مع الأهلي الذي أصطدم به كثيرا ليعلن بدوره عدم الحضور ويعلق مشاركته في بطولة الدوري المصري في حال عدم إقامة القمة 130 بالتحكيم الأجنبي.
وجاء لجوء هاني أبوريدة إلى مبرر ضيق الوقت ليمثل نكسة كبرى له وتعبر عن عدم وجود خطط حقيقية للتعامل مع الأزمات في اتحاد الكرة بحكم إشرافه على لجنة الحكام .
والمثير في الأمر أن ذهاب اتحاد الكرة لسيناريو دعم الحكم المصري ورفض الحكم الأجنبي يتعارض مع قراره نفسه باستقدام خبير أجنبي لإدارة التحكيم المصري.
أبوريدة وأزمات التحكيم عرض مستمر
ومنذ انتخاب هاني أبوريدة رئيسا لاتحاد الكرة وهو يمنح الوعود بتصحيح منظومة التحكيم المصري واستقدام خبير عالمي لإدارة اللجنة ولكن هاني أبوريدة لم يقدم على هذه الخطوة سوى بعد 3 أشهر كاملة واستقدم الكولومبي رويز المغمور لرئاسة لجنة الحكام وهو بدون خبرات حقيقية.
وفي 3 أشهر فقط صدرت عشرات البيانات الرسمية من الأندية الكبرى الأهلي والزمالك والإسماعيلي وغيرها من الأندية التي أبدت احتجاجات كبرى ولوحت بورقة الانسحاب أو تجميد المشاركة أو اللجوء إلى الفيفا بسبب الأخطاء التحكيمية.
ولا تتوقف أزمات هاني أبوريدة في العشرية السوداء للدوري المصري عند حد أزمة التحكيم فقط بل تمتد لفوضى عدم انتظام الموسم وغياب الجماهير عن الحضور .
أبوريدة مؤسس مدرسة تلاحم المواسم
ولهاني أبوريدة في ولايته السابقة رئيسا لاتحاد الكرة 2016-2019 تجربة لا تنسى حينما امتدت موسم 2018-2019 لأكثر من 10 أشهر كاملة بسبب كثرة التأجيلات غير المبررة.
ولم تنجح بطولة الدوري المصري في عصر هاني أبوريدة المسؤول الدولي الكبير بحكم عمله عضوا لتنفيذية الفيفا في الحصول على صك الانتظام وشهد موسم 2018-2019 امتداد الموسم لما بعد أغسطس وتلاحمه مع الموسم التالي 2019-2020 الذي رحل عنه هاني أبوريدة بسبب تنظيم مصر المفاجىء لبطولة كأس الأمم الإفريقية 2019 وكان مفترضا أن ينهي هاني أبوريدة الدوري في مايو 2019 ولكن الموسم ظل مستمرا لما بعد نهاية البطولة القارية.
من هو هاني أبوريدة ؟
يملك هاني أبوريدة رئيس اتحاد الكرة الحالي مسيرة إدارية طويلة في اتحاد الكرة بدأت عضوا لمجلس الإدارة في التسعينيات ثم أمينا للصندوق ونائبا للرئيس في الألفية الثالثة قبل أن يصبح رئيسا للجبلاية بين عامي 2016-2019.
ورغم الخبرات الإدارية الطويلة إلا أن هاني أبوريدة لم يترك بصمة حقيقية في عالم الإدارة الكروية، ففي عام 2016 عند انتخابه وعد بإعداد لائحة نظام أساسي احترافية لا تقل عن لائحة الفيفا وتنظيم دولاب إدارة الكرة المصرية ولكن مرت 3 سنوات دون ظهور اللائحة التي يمكن الاعتماد عليها لعقود بل أعلن في بداية ولايته الجديدة 2024 بتشكيل لجنة جديدة لإعداد لائحة للنظام الأساسي .. وينضم لهذا فضيحة لا تنسى آنهت مسيرته في الجبلاية وكانت عام 2019 عندما فشل منتخب مصر في كأس الأمم الإفريقية المقامة في مصر وودع وقتها الدور ثمن النهائي أمام جنوب إفريقيا بخلاف السقوط الأخلاقي في أزمة عمرو وردة لاعب المنتخب الذي تم استبعاده من المعسكر ثم عودته بعد إجبار اللاعبين لاتحاد الكرة بالتراجع عن قرار أخلاقي هام .