فى نور الدين والدنيا
الشيخ علي جمعة يكشف سبب تأخر استجابة دعاء المسلمين على إسرائيل

كشف الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ومفتي الجمهورية الأسبق، سبب تأخر استجابة دعاء المسلمين على إسرائيل في برنامجه «نور الدين والدنيا»، التى دارت حول الدعاء، وشروط استجابته.
وأجاب الشيخ علي جمعة مفتي الجمهورية الأسبق، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، عن سبب عدم استجابة الله لدعاء العرب والمسلمين بوقف الحرب على غزة، مؤكدا أن المسلمين حول العالم ظنوا أن أحداث 7 أكتوبر 2023 ستنتهي خلال أيام معدودة، لكنهم فوجئوا باستمرارها لمدة تزيد عن العام.
وأضاف علي جمعة : كل هذا الدعاء لم يأتِ وقته بعد، لأن كثيرًا من الناس وهي تدعي لا تتحقق بشروط استجابة الدعاء الفوري، والأهم من كل هذا: ليقضي الله أمرًا كان مفعولا ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة.
وأشار عضو هيئة كبار العلماء، إلى أن الله - سبحانه وتعالى - كتب على هؤلاء الشرذمة من الصهاينة أن تلوث أيديهم بدماء الأبرياء كما كتب على هتلر الذي كان في انتصارات متتالية ثم هُزم، وكذلك نابليون والشيوعية وغيرهم، ثم ينقلبون إلى ربهم فيحاسبهم حسابًا عسيرًا بما يدخل هؤلاء النار.
وأكد أن تأخر الاستجابة لا يعني عدم الاستجابة، بل يعني أنه يأتي في وقت يريده الله - سبحانه وتعالى - ليشفي صدور قوم مؤمنين ويذهب غيظ قلوبهم.
وتابع الشيخ علي جمعة : لا بد أن نستمر في الدعاء لأننا نعرف حقيقة الدنيا، ونعرف حقيقة الزمان، ونعرف أن الأمر كله بيد الله - سبحانه وتعالى.
أسباب استجابة الدعاء
وأضاف علي جمعة : ربنا سبحانه وتعالى، يقول: وقال ربكم ادعوني أستجب لكم، ويقول سيدنا النبي، صلى الله عليه وسلم، فيما أخرجه الأربعة: الدعاء هو العبادة، وهناك رواية أخرى، أقل صحة، تقول: الدعاء مخ العبادة، أي من أعظم الأشياء، وهو رأس العبادة.
ويسأل الناس كثيرا: إننا ندعوا فلا يستجاب لنا، فما شروط استجابة الدعاء، وما الأحوال التي تتأخر فيها الاستجابة، وما حقيقة الكون التي أخبرنا الله، سبحانه وتعالى، عنها، وكيف نتعامل مع هذه المسألة.
كثير من الناس يعتقد أنه لابد أن يقسم على الله، فيبره في التو واللحظة، وهناك من عباد الله من هو كذلك، ومن عباده من لو إذا أقسم على الله لأبره، لكن كيف يكون الدعاء مستجابا؟
أولا: يقول رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم: أطب مطعمك تكن مستجاب الدعاء، لابد أن يطيب الإنسان مطعمه، وطيب الطعام على جهتين؛ أولا: أن يكون من حلال، وثانيا: أن يكون حلالا.. كلمة «من حلال» يعني أن من سرق السرقة حرام، لكن من دخل في جيبه هو رزق من عند الله، لكنه حرام، فالرزق منه حلال ومنه حرام.. ثم ذهب يأكل بها فهذا حرام، وليس من حلال.. أما الذي يعمل ويكد ثم يأخذ أجر ما عمل فهذا من حلال، لكن إذا كان الرزق من حرام، أو من حلال فإنه لو أكل الخنزير، أو شرب الخمر، يكون قد أكل الحرام، ولو أكل الطيبات يكون قد أكل الحلال.
العدوان في الدعاء
وكذلك نهانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، عن العدوان في الدعاء، ومثَّل العلماء كيف يكون الإنسان معتديا.. فيكون معتديا في الدعاء عندما يطلب من الله ما هو خارج عن سُنته، فشخص يدعو الله، سبحانه وتعالى، أن يصيَّره قطة.. يارب أصبح ألاقي روحي قطة.. طيب ما هو ربنا سبحانه وتعالى خلقك إنسانا، فلِمَ تفعل في نفسك هذا، وتصبح أقل درجة من الإنسانية التي وهبك الله إياها.. ضربوا مثالا بأن نقول مثلا: يارب ارزقني مليار دولار أمريكي، بكرة الصبح.. هذا اعتداء في الدعاء؛ لأنه خارج السُّنة التي جرى عليها الناس، إنه مبلغ مثل هذا ليس من جريان العادة الإلهية والسُنَّة الإلهية إنه يتوفر كل يوم الصبح، إنِّي ألاقي حد يتصل بيا، ويقول لي: ليك عندنا مليون دولار.. مثل هذه الأدعية لا يستجيب الله لها؛ لما فيها من عدوان.
أيضا حقيقة الكون أن الله جعل فيه نسبية الزمان: تعرجُ الملائكةُ والروحُ إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، فاصبر صبرا جميلا، إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا.. اليوم عند الله بخمسين ألف سنة هنا، فكم تكون الساعة؟ 50 ألف على 24 ساعة، يعني أكثر من 2000، يعني لو مضت ساعة في الملأ الأعلى، يبقى هنا فات 2000 سنة، يعني سيدنا عيسى من ساعة، وسيدنا محمد من ثلاثة أرباع ساعة.. يبقى الدقيقة بكام؟ 2000 على 60 دقيقة، تطلع 34 سنة، يعني واحد عنده 68 سنة يبقى قعد عند ربنا دقيقتين.. واحد عنده 100 سنة يبقى قعد عند ربنا 3 دقائق.
وعلى جانب آخر، سأل طالب: هل الكافرين دعاؤهم مستجاب؟ وأجابه الشيخ على جمعة : الكافر يستجيب الله له إذا كان مظلوما، لكن لا يستجيب الله لدعائه إذا كان ظالما.