و الأخيرة

رئيس التحرير
محمود الضبع

تحليل نفسي لشخصية "مجرم حرب"

الدكتور خليل فاضل لـ "الصفحة الأولى": نتنياهو شخصية معقدة ميكيافلية ومتعطشة للدماء

موقع الصفحة الأولى

وضع شخصية القادة والزعماء ورؤساء الدول تحت المجهر النفسي أمر في غاية الأهمية، خاصة أن كانت تلك الشخصية لها قرارات تؤثر على الوضع الداخلي في بلاده أو على المدى الإقليمي والدولي، ومن بين الشخصيات المثيرة للجدل هو شخصية بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي. 

وفي هذا الإطار يرى الدكتور خليل فاضل، أستاذ الطب النفسي وزميل الكلية الملكية للطب النفسي بلندن وله عدة أبحاث في علم النفس السياسي، أن شخصية بنيامين نتنياهو، شخصية مركبة ومعقدة تنتهج الطريقة الميكافيلية للوصول لأهدافه سواء في علاقاته الشخصية أو من خلال العلاقات بالعالم الخارجي . 

وقال فاضل في تصريحات خاصة لـ "الصفحة الأولى" : لا شك أن نتنياهو بنشأته العسكرية في بيت يهودي وجده الحاخام الاكبر المتشدد خلق منه شخصية متعطشة للدماء ولا يعبأ بالمشاهد القاسية، بالإضافة إلى عوامل أخرى مثل الظروف المجتمعية والأيديولوجيات السياسية، وسمات الشخصية الفردية كان لها دور مهم للغاية فى تكوين "مجرم الحرب" مثل حالة نتنياهو . 

وأضاف فاضل: لقد رأيت حديثا لـ بنتسي نتنياهو، والد رئيس وزراء دولة الاحتلال يكعس مدى الشخصية النفسيه لإبنه، فلقد قال بنتسي: "بيبي لا يؤيد حل الدولتين لقد وضع شروطاً لا يمكن للعرب قبولها وهذه بلاد اليهود ولا مكان للعرب فيها" وكانت الشروط أن يعترف الفلسطينيون بإسرائيل دولة للشعب اليهودي، وتكون الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح، وأن تحل قضية اللاجئين خارج تخوم إسرائيل".

وأكد فاضل أن من بين ملامح شخصية نتنياهو هو حبه الجم لجمع الأموال وتضخيم ثرواته، فرأس ماله الحالي يقدر بمئات الملايين من الدولارات، وهذه الصفة ورطته في العديد من قضايا الفساد، مشيرا إلى أن نتنياهو يعلم جيدا أن قضايا الفساد تترقبه كل لحظة، ولذلك تمسكه بالحكم هي مسألة حياة أو موت بالاضافة إلى الدعاوى الدولية التي تطارده باعتباره مجرم حرب .

وأضاف فاضل: كلنا رأينا كيفية وظريقة جلوس نتنياهو أمام ترامب حليفه الاستراتيجي وقد ظهر وهو يجلس على طرف كرسيه مضموم الكفين وهو ما عكس حالة اضطرابه وقلقه بهدف وصوله للأهداف التي أعلنها ترامب واحلامه الخيالية واحتماء نتنياهو به . 

الالتفاف حول الذات 

وتابع فاضل : نتنياهو  يعاني من مسألة "الالتفاف حول الذات"، بمعنى أنه يرى النجاح الشخصي أكثر أهمية بالنسبة إليه من الأيديولوجيا التي يقول إنه يسعى إلى تحقيقها ولا يتردد في استغلال الآخرين، بما في ذلك زملاؤه، من أجل تحقيق النجاح الشخصي، وفي هذا السياق فإنه يعتبر نفسه أكثر فهما للأمور من الآخرين، وبالتالي فإنه يرى مَن لا يتفقون معه على أنهم لا يفهمون السياقات التاريخية أو السياسية فهما صحيحا وظهر ذلك من خلال ادعاء نتنياهو إنه يميز العمليات التاريخية التي لا يميزها الآخرون.

وأكد أن شخصية نتنياهو الميكيافلية ومرضه بـ "الالتفاف حول الذات" جعلته يحقق درجات عالية في مقياس الطموح والإصرار وهو ما يعني سعيه المستمر للوصول إلى القمة مهما كان الثمن والتنازلات والتجاوزات التي يمكن أن يقدمها للوصول إلى هدفه وإزاحة المنافسين له، وهو ما قد يفسر استمراره لأطول فترة في رئاسة وزراء دولة الاحتلال .

تم نسخ الرابط