تلفزيون سوريا نقل الخبر..
هل يحضر أحمد الشرع القمة العربية المرتقبة؟.. خبير: فرصة لعلاقات أعمق

قد تكون هي الفرصة السانحة أمام الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع لفتح علاقات أقوى وأعمق مع مصر خلال زيارته إلى القاهرة، أكدت مصادر دبلوماسية أن الجامعة العربية تعتزم دعوة الشرع، للمشاركة في القمة الطارئة التي تستضيفها القاهرة في 27 فبراير الجاري، لبحث الأوضاع في غزة ومواجهة الخطط الإسرائيلية- الأمريكية لتهجير الفلسطينيين.
ونقل الموقع الرسمي لتليفزيون سوريا عن مصادر أن مصر تلقت إشارات تفيد بأن الرئيس السوري أحمد الشرع سيحضر الاجتماع لتمثيل سوريا، مضيفة أن دوائر سيادية تعكف في الوقت الحالي على ترتيب لقاء على هامش القمة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والشرع".
ووفقاً لذات المصادر استضافت العاصمة التركية أنقرة في وقت سابق لقاءً غير معلن بين وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ونظيره المصري بدر عبد العاطي، بحضور وزير الخارجية التركي هاكان فيدان.
وأوضحت أن الشيباني وعبد العاطي اتفقا خلال اللقاء على "مراعاة كافة الملاحظات والمخاوف المصرية إزاء الوضع في سوريا، وضمان عدم تحولها إلى منصة تهديد لدول الجوار، أو استخدام أراضيها كقاعدة لأي نوع من الهجمات ضد مصر".
وكان وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، أكد على وجود شواغل وهواجس لدى الدول العربية، وبشكل خاص لدى بلاده، بشأن الأوضاع في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.
وأوضح عبد العاطي أن هذه الشواغل تنحصر في أمرين رئيسيين؛ أولهما ضرورة إطلاق عملية سياسية شاملة لا تُقصي أي طرف، وتضمن توفير الأمن والحماية لجميع الأقليات، وتعكس التنوع والتعدد في المجتمع السوري.
وأوضح عبد العاطي أن الأمر الثاني يتمثل في ضرورة ألا تتحول سوريا إلى مركز لـ"التنظيمات الإرهابية" أو مأوى لأي عناصر متطرفة، مؤكداً أن هذا الموقف يحظى بتوافق عربي ودولي واسع.
وتابع: "نقلنا هذا الموقف خلال اجتماع الرياض، وشاركتنا العديد من الدول هذا الرأي، وقد أوصلناه بوضوح بحضور الطرف الآخر (في إشارة إلى وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني). ونأمل أن تكون الرسائل قد وصلت بوضوح، وأن تتحول الأقوال إلى أفعال على أرض الواقع".
فرصة قوية للشرع
من جانبه يرى السفير نبيل فهمي وزير الخارجية الأسبق، أن فكرة دعوة الرئيس السوري أحمد الشرع لحضور القمة العربية المرتقبة فرصة قوية وسانحة للشرع وستعطيه قدرا كبيرا من الزخم والدعم العربي وفتح آفاق ارحب للتعاون مع النظام السوري الجديد بعد انهيار نظام بشار الأسد.
وقال في تصريحات خاصة لـ "الصفحة الأولى": يجب التفرقة بين أمرين هامين أن دعوة الشرع لحضور القمة العربية قد تكون موجهة من قبل الأمانة العامة للجامعة العربية وليست دعوة رسمية من الرئاسة المصرية، وقد يحدث ترتيبات على هامش القمة تسفر عن لقاءات بين الرئيسان السوري والمصري، لكن في كل الأحوال في حال حضور الشرع سيكون هناك فرص أكبر لفتح مجال للعلاقات الثنائية بشكل أكبر .
وأوضح فهمي لـ الصفحة الأولى ، أن مصر لعبت دورا هاما في تقديم الدعم والمساعدة الإنسانية، ودعت لإقامة دولة المؤسسات، وترجمت القرارات الانتقالية السورية تلك الرغبة المصرية، التي تعد تحولاً مهماً، وخطوة مشجعة لمضي دمشق في إقامة دولة المؤسسات.
وتوقع أن تكون العلاقات بين مصر وسوريا مهيأة لانطلاقة طيبة حال استمرت سوريا في مسار تأسيس دولة المؤسسات، وأجابت عن شواغل القاهرة في ملفات عديدة.
وجدير بالذكر أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، قد وجه تهنئة للشرع بمناسبة توليه منصب الرئيس، متمنياً له "النجاح في تحقيق تطلعات الشعب السوري".

ونقل بيان للرئاسة المصرية على منصة "إكس" عن السيسي قوله: "أتوجّه بالتهنئة للسيد أحمد الشرع لتولّيه منصب رئاسة الجمهورية العربية السورية خلال المرحلة الانتقالية"، مضيفاً: "تمنياتي له بالنجاح في تحقيق تطلّعات الشعب السوري نحو مزيد من التقدم والازدهار".
تواصل سابق للجامعة العربية
وفي نهاية شهر يناير الماضي أجرى وفد من الجامعة العربية برئاسة حسام زكي الأمين العام المساعد للجامعة، السبت، زيارة إلى سوريا لأول مرة منذ سقوط نظام الرئيس السابق، بشار الأسد، التقى خلالها قائد أحمد الشرع، ووزير الخارجية، أسعد الشيباني.
وقال الشيباني خلال مؤتمر صحفي مع حسام زكي: "نتطلع لتعزيز العمل المشترك مع أعضاء الجامعة العربية في مختلف المجالات، كما نتطلع لعودة سوريا إلى مقعدها في الجامعة وحضورها جميع الفعاليات لتمثل صوت الشعب السوري الحر، ونثمن التزام الدول العربية الثابت بوحدة الأراضي السورية"، حسبما أوردت وكالة الأنباء السورية "سانا".
وأضاف الوزير السوري: "الإدارة السورية الجديدة تسعى بكل السبل لتوفير بيئة مناسبة لعودة جميع السوريين، وتوفير كل ما يحتاجونه حتى يعيشوا حياة كريمة في بلدهم سوريا، وندعو أشقاءنا العرب وأعضاء جامعة الدول العربية للمساهمة في إعادة الإعمار خاصة في مجال الطاقة والبنية التحتية، ومستعدون لتقديم كافة التسهيلات أمام الاستثمارات العربية بما يسهم في بناء الاقتصاد وتحسين مستوى المعيشة للشعب السوري".