بعد إطلاق إسرائيل عملية "السور الحديدي"..
مصطفى البرغوثي لـ "الصفحة الأولى": نتنياهو انسحب من غزة لابتلاع الضفة الغربية
أكد المحلل الفلسطيني الدكتور مصطفى البرغوثي - الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية- أن الاحتلال الإسرائيلي لا يستطيع العيش دون ممارسة العدوان على الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أن نتنياهو بمجرد انسحابه من الجنوب اللبناني وخروجه من غزة بفشل سياسي وعسكري في تحقيق الأهداف التي أعلنها للحرب حتى حول وجهة عدوانه نحو الضفة الغربية.
وقال البرغوثي في تصريحات لـ "الصفحة الأولى": أن انسحاب إسرائيل من قطاع غزة بعد الفشل كان يهدف إلى ابتلاع الضفة الغربية خاصة أن نتنياهو جاء إلى توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في غزة صاغرا تحت ضغط نتنياهو والضغط الداخلي في المجتمع الإسرائيلي لتحقيق صفقة تبادل الأسرى.
وأكد البرغوثي ان تحركات نتنياهو وعدوانه في الضفة الغربية جاء بضوء أخضر من إدارة ترامب، موضحا ان هناك معايير مزدوجة في الفكر الأمريكي، فالعنف من جانب إسرائيل مسموح به، لكن إذا دافع الفلسطينيون عن أنفسهم يصبح إرهابا، مضيفا: لا يجوز اتهام المناضلين بالخروج عن القانون لأن المناضل لا يخرج إلا عن قوانين الاحتلال.
انفجار المقاومة في الضفة
وأضاف البرغوثي، أن الشعب الفلسطيني أمام حكومة إسرائيلية فاشية لا تبغي سوى الضم والتطهير العرقي، مشيرا إلى أن الانتهاكات في الضفة الغربية ستؤدي إلى انفجار وتصاعد المقاومة، مشيرا إلى أن تصاعد العمليات العسكرية الاسرائيلية في الضفة الغربية قد يتسبب في نسف اتفاق وقف اطلاق النار في غزة، مشددا على ضرورة تحرك الدول الراعية للاتفاق للجم الإحتلال ووقف عدوانه.
وأوضح أن إسرائيل تمارس ثلاثة أنواع من الانتهاكات في الضفة الغربية، أولها استخدام القوة العسكرية ضد الشعب الفلسطيني الذي يعيش تحت الاحتلال، بما في ذلك استخدام الطائرات لقصف المدنيين العزل.
وتابع أن الاحتلال يمارس سياسة الخنق الاقتصادي للضفة الغربية، من خلال منع الفلسطينيين من العمل واستمرار الاستيلاء على أموال الضرائب الفلسطينية، مضيفا أن الأمر الأخطر يتمثل في إطلاق يد المستوطنين في الاعتداء على الفلسطينيين تحت حماية جيش الاحتلال.
واعتبر أن ما يحدث في الضفة الغربية ينبع من إيديولوجيا سياسية لحكومة صهيونية تؤمن بما قاله الوزير الفاشي سموتريتش، من أن الهدف الإسرائيلي هو نشر المستوطنات في كل الضفة الغربية، بحيث يفقد الفلسطينيون أي أمل في دولة مستقلة، ولا يكون أمامهم سوى واحد من ثلاثة خيارات إما التطهير العرقي، أو نظام الأبرتهايد العنصري، أو الموت.
رأب الصدع لحكومة تنتياهو
وأشار البرغوثي ان ما يقوم به نتنياهو في الضفة الغربية هو محاولة منه لراب الصدع في حكومته اليمينية التي مررت الموافقة على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة مقابل إطلاق اليد الصهيونية في الضفة الغربية.
وأضاف البرغوثي : لقد راينا ما تفعله إسرائيل من عدوان غاشم خلال اليومين الماضيين في مخيم جنين فهي تعلم انها من معاقل الصمود الفلسطيني وتسعى إلى تحويله الى بؤرة حرب جديدة مثلما دار في غزة، مشيراً إلى استمرارها في إرسال التعزيزات العسكرية إلى المدينة ومحيط المخيم، مشيرا إلى أن إسرائيل تريد إحراج السلطة الفلسطينية أمام العالم بأنها غير قادرة على حفظ الأمن في الضفة الغربية.
وأوضح أن الجانب الإسرائيلي يريد تصدير صورة للعالم بأن الأوضاع في الضفة غير مستقرة، وهناك عنف، وفق زعمه، تدخله لبسط الأمن وهي طريقة لاستمرار الاحتلال واتساع رقعة احتلال الأرض الفلسطينية.
وأعرب البرغوثي عن تمنيه باستمرار تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار في غزة وتطبيق مراحله الثلاثة، مضيفا: شعب غزة صمد صمودا بطوليا وآن الأوان ليرتاح الآن وأن تنتهي معاناته، مستدركا أنه لا يثق بالجانب، ووصف نتنياهو بأنه "نصاب ومتلاعب.
وقال البرغوثي إن العوامل التي جعلت إسرائيل توافق على الصفقة هي نفسها التي ستجعلها تلتزم بتنفيذها، وتتمثل في الخسائر الاقتصادية والبشرية التي مني بها الاحتلال جراء حرب غزة، وبفشله في تحقيق أهداف الحرب، فضلا عن العزلة الدولية التي وضع نفسه فيها.
وكانت إسرائيل أطلقت عملية عسكرية واسعة في جنين، شمال الضفة الغربية، في بداية تحرك قد يكون أوسع نطاقا، بعد إدراج الضفة على "قائمة أهداف الحرب".
وأعلن الجيش الإسرائيلي "الثلاثاء الماضي" أنه بدأ مع "جهاز الأمن العام (الشاباك)"، عملية عسكرية واسعة في مدينة جنين لـ"إحباط الأنشطة الإرهابية". وأطلق عليها اسم "السور الحديدي"، في تذكير واضح بالعملية الواسعة التي شنتها إسرائيل في الضفة عام 2002 خلال الانتفاضة الثانية، وأطلقت عليها اسم "السور الواقي" واجتاحت معها كل الضفة الغربية.
وبدأت العملية بهجوم جوي نفذته طائرات مسيّرة على بنى تحتية عدة هناك، قبل أن تقتحم الوحدات الخاصة و"الشاباك" والشرطة العسكرية مناطق واسعة في جنين، ثم ينفذ الطيران غارات أخرى.