و الأخيرة

رئيس التحرير
محمود الضبع

ردا على جنون ترامب

اقتراح بتحويل غزة إلى سنغافورة جديدة: ردم البحر بمخلفات الحرب وأنقاض المنازل

موقع الصفحة الأولى

أصبح قطاع غزة القضية الأولى على مستوى الاهتمام العالمي، ليس فقط بعد حرب الإبادة الإسرائيلية التي استمرت أكثر من 15 شهرا، ولكن أيضا بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الداعية إلى تهجير الفلسطينيين من القطاع إلى الدول المجاورة، وتهديده بالسيطرة عليه لتحويله إلى ما وصفه بريفيرا الشرق الأوسط، وأخيرا ابداء رغبته في شراء غزة وامتلاكها وإعطاء أجزاء منها إلى دول أخرى لبنائها وتعميرها، بحجة أن القطاع أصبح مكانا لا يصلح للعيش، وأن أمريكا ستتولى ستسيطر عليه لتنفيذ خطط إعادة الإعمار وتفكيك الألغام.

من جانبه، قدم خبير في الجيولوجيا اقتراحا جديدا لحل أزمة غزة، من خلال ردم جزء من البحر المتوسط عند شواطئ القطاع، باستخدام الركام الموجود هناك بعد تدمير معظم المباني، وهو ما يزيد من مساحة غزة، ويساعد في بناء حوالي 200 ألف وحدة سكنية.  

وشرح الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا في جامعة القاهرة فكرته، قائلا إن قطاع غزة يسكن فيه حوالي 2 مليون فلسطيني، في مساح ضيقة حوالي 365 كم2، على طول 40 كم على البحر المتوسط، ومتوسط عرض 9 كم، ونتيجة للعدوان الإسرائيلي عليه، فقد تعرض أكثر من 170 ألف مبنى للتدمير، ونتج عن ذلك كمية ركام بين 35 إلى 50 مليون متر مكعب، والتي تعتبر في مقدمة تحديات إعادة الإعمار.

وأضاف "شراقي" أنه يمكن استخدام كميات الركام بعد التكسير والطحن في إعادة بالبناء بتكاليف كبيرة، ولكن الحل الأفضل يتمثل في التخلص منها عن طريق ردم أجزاء من البحر المتوسط على طول الشريط الساحلي، عبر طريقة هندسية تحفظ الشاطئ الحالي، على أن تكون المياه بين الأحياء كما حدث فى مارينا المصرية.

ركام غزة

ولفت أستاذ الجيولوجيا إلى أن كمية الركام تكفي لردم بين 200 إلى 300 متر داخل البحر بطول شاطئ غزة، على مساحة حوالي 10 كيلو متر مربع، وهو ما يكفي لإنشاء أكثر من 200 ألف وحدة سكنية يمكنها أن تستوعب مليون نسمة في المتوسط.

وقال إنه يمكن استخدام المساحة الجديدة في إنشاء مشروعات سياحية وتجارية وموانئ للاستفادة من الموقع الجغرافي داخل البحر، مع بناء المساكن بالداخل، مع ملاحظة توافر مواد البناء من طفلة ورمال وحصى وحجر جيري في مناطق القطاع خاصة في وادي غزة، وتلك المواد متوفرة أيضا في سيناء المجاورة، مع وجود مصانع الأسمنت.

وأشار "شراقي" إلى أن غزة جرى تدميرها بشكل غير مسبوق، كما أن هناك حوالي 100 ألف طن من المتفجرات تم استخدامها خلال 467 يوما، وهي كمية تعادل ضعف قنبلة هيروشيما، وكمية الطاقة الناتجة عنها توازي زلزالا بقوة 6.5 درجة على مقياس ريختر، وهي تشبه قوة زلزال المغرب المدمر في سبتمبر 2023، كما أدى ذلك إلى تبوير معظم الأراضي الزراعية في القطاعية، كما يظهر من صور الأقمار الصناعية.

ودلل أستاذ الجيولوجيا على إمكانية نجاح فكرته، بقوله إن هناك دول لجأت إلى ردم أجزاء من البحر للتوسع الأفقى فى المجتمعات العمرانية، وأبرزها سنغافورة التي زادت مساحتها بنسبة الربع تقريبا، من 578 إلى 719 كيلو متر مربع، وأيضا اليابان، وفي الوقت الحالي مصر التى بنت مدينة أبو قير الجديدة بالكامل داخل البحر المتوسط بعد ردمها عن طريق شفط رمال من قاع البحر، وأنشأت مشروعات استثمارية وميناء من المتوقع أن يكون الأكبر في حوض البحر المتوسط.

تم نسخ الرابط