و الأخيرة

رئيس التحرير
محمود الضبع

وشهد شاهد منهم

رئيس وزراء إسرائيل الأسبق : غزة أرض فلسطينية.. والأمريكان: ترامب فقد عقله

موقع الصفحة الأولى

لازالت أصداء تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وشريكه الإسرائيلي تلقي بظلالها على المشهد العالمي، خاصة مع تجدد تصريحاتهما المثيرة للجدل، والتي جمعت الأصدقاء والأعداء، من خارج وداخل الولايات المتحدة وإسرائيل على طاولة الرفض لمقترح تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه وتوطينه في وطن بديل. 

فقد أعلن رئيس وزراء إسرائيل السابق إيهود أولمرت، رفضه لاقتراح ترامب بالسيطرة على غزة، مؤكداً أن الخطة غير قابلة للتطبيق لأن غزة أرض فلسطينية،وليست إسرائيلية حتى نمنحها لأحد، مشدداً على ضرورة انسحاب إسرائيل من غزة بعد إعادة كل الرهائن.. ورحب أولمرت في تصريحات إعلامية تناقلتها وسائل الإعلام العالمية عن ترحيبه بإعادة إعمار قطاع غزة، إلا أنه يرى ضرورة أن يتم ذلك تحت إشراف الفلسطينيين ومن أجلهم.

خطة الوعود الفارغة 

فيما هاجم رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك هاجم خطة ترامب لتهجير الفلسطينيين من غزة،ووصفها بأنها خيال وغير قابلة للتنفيذ.. وقال إنها تهدف لإنقاذ نتنياهو من أزمته السياسية.. وأن ترامب يطرح سيناريوهات صعبة لتحفيز الدول العربية على تقديم مقترحات أفضل، وأشار إلى أنه من المحتمل أن تقترح الدول العربية المعتدلة في المنطقة نهجا أفضل من خطة ترامب غير المدروسة.. مقترحا تولي جامعة الدول العربية قيادة جهود إعادة إعمار غزة وإزالة حماس من المؤسسات الحاكمة في القطاع، ودعا الحكومة الإسرائيلية للتركيز على تنفيذ مراحل وقف إطلاق واستعادة جميع المحتجزين. 

ومن جانبه قال الصحفي الإسرائيلي رفيف دروكر، إن خطة تهجير الفلسطينيين تشبه كل الوعود الفارغة التي يطلقها هذا الرئيس الغريب الأطوار، من تخفيض الأسعار الدراماتيكي الذي وعد به بنسبة 50٪، إلى وقف جميع الحروب، ونزع السلاح النووي من كوريا الشمالية، وخطة القرن لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وغيرها من الوعود التي لم تتحقق.. وتوقع دروكر أن يؤدي المخطط إلى زعزعة العلاقات الأمريكية مع الدول العربية، خاصة الأردن ومصر، اللتين لا تستطيعان ولا ترغبان في استقبال أعداد كبيرة من الفلسطينيين.

 ونقلت قناة كان التابعة لهيئة البث الإسرائيلية عن مصدر سياسي إسرائيلي لم تسميه بوجود علامات استفهام حول مدى نجاح خطوات الحل المبتكر لترامب ومدى تطبيقها على الأرض.. ويعتقد أنها جزء من تهديد حماس، والسماح لنتنياهو بتنفيذ ما تعهد به وهو أن الحرب لا يمكن أن تنتهي في وقت ستبقى فيه حماس بالحكم.. وعلقت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية على الخطة الترامبية بأنها غير واقعية وخطيرة، وسيدفع ثمنها الأسرى الإسرائيليون، وترامب يحاول تقديم نفسه كشخص يطرح حلولاً جذرية، لكنه هذه المرة ذهب في طموحه إلى ما لا نهاية، ونتنياهو يهمه استقرار حكومته فقط.

 هراء ترمب جريمة حرب 

فكرة سيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة، وإقامة ريفييرا الشرق الأوسط، والتي قال ترامب أنها نالت إعجاب كل من عرضت عليهم.. وصفتها المقررة الأممية المعنية بحقوق الإنسان في فلسطين، "فرانشيسكا ألبانيز" بأنها مجرد هراء ومنافية للقانون الدولي وغير أخلاقية وغير مسؤولة على الإطلاق، وستزيد الوضع سوءاً.

 وأكدت منظمة "هيومن رايتس ووتش" سيطرة الولايات المتحدة على غزة وتهجير الفلسطينيين بأنه عملاً شنيعاً لا أخلاقياً، يتنافى مع القانون الإنساني الدولي الذي يحظر التهجير القسري لسكان الأراضي المحتلة. وعندما يكون هذا التهجير القسري واسع النطاق، ويرقى إلى جريمة حرب. 

الديمقراطيون: ترامب فقد عقله

طاولة الرفض لسيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة وتهجير سكانه وتوطينهم بدول أخرى وصلت للداخل الأمريكي.. فقد اعتبر السناتور الديمقراطي كريس ميرفي، أن ترامب "فقد عقله". وقال في منشور على إكس "لقد فقد عقله تماما... سيؤدي غزو الولايات المتحدة لغزة إلى مذبحة لآلاف الجنود الأميركيين وحرب في الشرق الأوسط لعقود. إنها مزحة رديئة".

 ووصف عضو مجلس النواب الديمقراطي جيك أوشينكلوس، تصريحات ترامب بالمتهورة. وقال في تصريحات لقناة نيوز نيشن التلفزيونية "إن الاقتراح متهور وغير معقول، ويمكن أن يفسد المرحلة الثانية لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس". وأضاف "علينا أن ننظر إلى دوافع ترامب فمقترحاته دائماً مرتبطة بالمحسوبية وخدمة الذات".. مشيراً إلى أن ترامب وصهره جاريد كوشنر، يريدان تحويل هذا المكان إلى منتجعات. 

ويبقى السؤال هل سينجح ترامب وصهره ونتنياهو في تنفيذ مخططهم، أم كما قال أسامة حمدان أحد قيادات حركة حماس أمريكا التي فشلت في بناء ميناء على ساحل غزة .. ولم تنجح هي وإسرائيل في تهجير الشعب الفلسطيني على مدى 15 شهراً ، هل ستنجح في تهجير الشعب وبناء ريفييرا الشرق الأوسط؟ سؤال أجابت عليه عضوة الكونجرس الأميركي، رشيدة طليب "الفلسطينيون لن يذهبوا إلى أي مكان ولا يستطيع هذا الرئيس أن ينشر هذا الهراء المتعصب إلا بسبب الدعم الحزبي في الكونجرس لتمويل الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، لقد حان الوقت لكي يتحدث زملائي عن حل الدولتين".

تم نسخ الرابط