بدأت منذ نصف قرن
مخططات التهجير من «إيجال آلون» إلى «دونالد ترامب» بضاعة أفسدها المصريون والعرب
عرف الفلسطينيون التهجير القسري عن وطنهم عام 1948، وهو المخطط الذى تحاول دولة الاحتلال فرضه منذ ذلك الحين وحتى اليوم، فلم يكن مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتهجير الشعب الفلسطيني الأول ولن يكون الأخير فى إطار هذه مخططات
وتعددت مخططات التهجير ومشاريع توطين الفلسطينيين في الأقطار العربية منذ عقود طويلة، لا سيما بداية من عام 1953، بما عرف حينها بـ«خطة سيناء» فى مصر، وكذلك «مشروع الجزيرة» فى سوريا، لتوطين اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وسوريا والعراق، و«مشروع جونسون» لتوطين الفلسطينيين فى الأردن.
ووفقا للمراجع التاريخية، شهد عام 1953 طرح ما يعرف بـ «خطة سيناء»، التي دعمتها الولايات المتحدة فى ذلك الوقت، وتشمل تهجير الفلسطينيين إلى شبه جزيرة سيناء، وهي الخطة التى تبناها إيجال ألون عام 1967 على مجلس الوزراء الإسرائيلي لترحيل الفلسطينيين إلى الأردن ومصر، وهو المخطط الذى أحبطه المصريون والعرب فى حينه.
مشروع إيجال ألون
واستهدف مشروع إيجال ألون تحقيق ثلاثة أهداف مركزية، هى إقامة حدود أمنية لإسرائيل بينها وبين الأردن، ووقف سيطرة إسرائيل على شريحة سكانية عربية، وذلك للحفاظ على صبغة يهودية وديمقراطية للدولة، وكذلك تحقيق مزاعم الحق التاريخي لإسرائيل لإى الأرض العربية.
وحدد المشروع منطقة غور الأردن من نهر الأردن وحتى المنحدرات الشرقية لجبال نابلس وجنين لتبقى تحت السيادة الإسرائيلية، وهكذا أيضاً بالنسبة لمنطقة القدس وضواحيها ومنطقة الخليل.
أما بقية أراضي الضفة الغربية فتعاد إلى السلطة الأردنية مع فصل تام بينها، وإقامة معبر بين هذه الأراضي وبين الأردن بواسطة لسان في ضواحي مدينة أريحا. أما الأجزاء الأخرى من مشروع ألون فتطرقت إلى ضم قطاع غزة بأكمله إلى إسرائيل وتوطين اللاجئين خارج القطاع، وإعادة سيناء إلى مصر مع الاحتفاظ بالساحل الجنوبي الشرقي لسيناء من إيلات وحتى شرم الشيخ تحت السيطرة الإسرائيلية. وأثار المشروع معارضة شديدة من قبل قطاعات واسعة بما فيها الحكومة.
ووفقا لمعظم الآراء، فقد دأب حزب العمل الإسرائيلي على إدراج مشروع التهجير كجزء من رؤيته السياسية لحل الصراع الاسرائيلي العربي - الفلسطيني.
مخطط غزة وسيناء
وفي عام 1970، تبنى قائد المنطقة الجنوبية بالجيش الإسرائيلي، أرئيل شارون، الذي أصبح لاحقاً رئيساً للوزراء، خطة لتفريغ قطاع غزة من سكانه، ونقلهم إلى مدينة العريش فى شمال سيناء، ولم تنجح هذه الخطة أيضا التى عرفت بخطة التهجير، رغم أن غزة وسيناء كانتا تحت الاحتلال الإسرائيلي وقتها.
ولم تتوقف مخططات تهجير الفلسطينيين من ارضهم ففي عام 2000، مع قدم القائد العسكري الإسرائيلي، جيورا أيلاند، مشروعاً يتضمن تقديم القاهرة تنازلات عن أراض في سيناء لصالح إقامة دولة فلسطينية مقترحة، مقابل امتيازات لمصر، وهو ما رفضته الدولة المصرية جملة وتفصيلا.
وفى عام 2004 تكرر نفس المشروع على يد الرئيس السابق للجامعة العبرية بالقدس، يوشع بن آريه، ولم يخرج من حيز النقاش للتنفيذ أيضاً.
وفي ولاية دونالد ترامب الأولى وتحديدا عام 2018، بدأ الحديث إعلامياً عن خطة أميركية لتهجير الفلسطينيين تحت ما سمي بـ«صفقة القرن»، وهو ما رفضته مصر والأردن حيث أعلنت القاهرة موقفها الثابت بحل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس.
وفى 2020 كشف ترمب عن الصفقة رسمياً، تحت عنوان «السلام على طريق الازدهار»، ولاقت رفضاً عربياً صريحاً، ولم تتحقق مع خسارة الرئيس الأميركي آنذاك الانتخابات الرئاسية أمام منافسه جو بايدن.
ومع العدوان الإسرائيلي الاخير على قطاع غزة، عاد مخطط التهجير الإسرائيلي للظهور بقوة بدعوة الفلسطينيين للخروج إلى مصر والأردن، وهو المخطط الذى تواجهه مصر الدول العربية حاليا بكل قوة.