و الأخيرة

رئيس التحرير
محمود الضبع

إسرائيل تؤكد أن القادم أسوأ على يد هذا الرجل..

"رجل الظل".. من يخلف محمد الضيف في قيادة كتائب القسام المرحلة المقبلة؟

موقع الصفحة الأولى

لم يكن الإعلان عن استشهاد محمد الضيف القائد العام لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس وليد الأيام الماضية فقط، فقد استشهد منذ شهور خلال معركة طوفان الأقصى في غزة، وهو ما أكدته كافة التقارير السابقة سواء الصادرة عن الاستخبارات الإسرائيلية أو حتى التقارير الأجنبية .
لكن بقي السؤل الأبرز الذي يؤرق مضاجع الإسرائيليين وهو ماذا بعد محمد الضيف؟ من سيخلف الضيف في قيادة القسام؟، ولعله السؤال الذي حار فيه كافة أجهزة الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية والأجنبية، لكن كافة التقارير أكدت أن محمد السنوار ، الشقيق الأصغر لقائد حماس السابق يحي السنوار ، هو الأسم الأبرز الذي يقود الكتائب منذ شهور وهو المهندس لصفقة الاسرى ضمن اتفاق وقف اطلاق النار في غزة.
أعلنت هيئة البث الإسرائيلية، في نوفمبر 2024 ،أن محمد محمد السنوار، بات زعيماً فعلياً للجناح العسكري لـ«حماس» في غزة، إلى جانب مجلس صغير من كبار القادة.
وحسب الهيئة، لم يكن هناك تعيين رسمي لمحمد السنوار من قِبل «حماس»، التي لم تؤكّد بعدُ وفاة رئيس جناحها العسكري السابق محمد الضيف الذي تقول إسرائيل إنها قتلته بغارة جوية في يوليو، وفق ما نقلته صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» الإسرائيلية.  
كما أعلنت هيئة البث الإسرائيلية، الأربعاء 15 يناير، عن موافقة محمد السنوار على صفقة تبادل الأسرى.
لكن الهيئة أفادت بأن محمد السنوار، "أظهر مواقف أكثر تشدداً مقارنة بشقيقه الراحل يحيى السنوار"، واصفة السنوار الصغير بأنه أشد صلابة وأكثر عنفا وأحد ذكءا من شقيقه الأكبر، ويميل إلى العمل في الظل ويتميز بالغموض والسرية .


الأكثر عنفا وغموضا 


ومن جانب أخر، ذكرت الصحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أن حركة حماس تعرضت لضربة قوية في الخريف الماضي بعد اغتيال يحيى السنوار، لكن اغتيال يحيى السنوار ومحمد الضيف جلب الخراب على اسرائيل بصعود محمد السنوار الأكثر عنفا.
وأشارت الصحيفة أن محمد السنوار أعاد تشكل حملة التجنيد والقتال المستمر تحت قيادته،  هو ما شكل تحديا جديدا لإسرائيل، مشيرة إلى أن وتيرة إعادة بناء حماس لقدراتها أسرع من وتيرة القضاء عليها من قبل الجيش الإسرائيلي، حسب اللواء الإسرائيلي المتقاعد عامير عفيفي.


وأكد عفيفي أن محمد السنوار "يدير كل شيء" وأنه "محور جهود إحياء حماس"، وقال إنه بعد اغتيال يحيى السنوار، قرر مسؤولو الحركة في الخارج "تشكيل مجلس قيادة جماعية بدلا من تعيين رئيس جديد، لكن مقاتلي حماس في غزة لم يمتثلوا، ويعملون الآن بشكل مستقل تحت قيادة السنوار الأصغر"، وفقا لوسطاء عرب شاركوا في محادثات وقف إطلاق النار مع إسرائيل
وقالت الصحيفة: على عكس شقيقه، الذي سجن أكثر من عقدين في إسرائيل، لم يقض محمد فترة طويلة في سجون الاحتلال وهو أكثر غموضا لدى إسرائيل، وعمل في الغالب خلف الكواليس، مما أكسبه لقب "رجل الظل".
وقال مسؤول إسرائيلي كبير من القيادة الجنوبية لجيش الاحتلال "نحن نعمل بجد للعثور عليه"، في حين نقلت الصحيفة -عن محللين سياسيين- أن محمد السنوار المقرب من محمد الضيف أصبح الآن القائد العسكري الأعلى لحماس في غزة، إلى جانب عز الدين حداد، القائد العسكري في شمال غزة.
ووفقا لمسؤولين إسرائيليين، كان محمد السنوار من بين المسؤولين عن اختطاف جندي إسرائيلي عام 2006، الأمر الذي أدى في النهاية إلى إطلاق سراح شقيقه في صفقة تبادل للأسرى بعد 5 سنوات.
وقبل بدء العدوان، رجحت إسرائيل أن يكون لحماس ما يصل إلى 30 ألف مقاتل موزعين على 24 كتيبة في هيكل يشبه الجيش النظامي استطاع السنوار الصغير تجنيدهم وتنظيمهم. 
وتتهم إسرائيل محمد السنوار بالتخطيط بشكلٍ وثيق ومباشر لعملية طوفان الأقصى التي بدأت في 7 أكتوبر 2023، فتقول إسرائيل بأنه أحد "العقول الرئيسية" للعملية، وبهذا الخصوص يقول رئيس سابق لمكافحة الإرهاب في جهاز الموساد الإسرائيلي لصحيفة "التليجراف": "أن مجموعة تتكون 4 أشخاص تقف وراء الهجوم المميت (طوفان الأقصى)؛ بنسبة 100% كان محمد السنوار أحد هؤلاء الأربعة".


رجل الظل
 

محمد السنوار الذي يُعرف بألقاب "رجل الظل" و"الميت الحي" يكاد لا أحد يعرف ملامحه، ولم يظهر إلا في تسجيل نادر بثته كتائب القسام عقب الانسحاب الإسرائيلي من غزة عام 2005، ثم ظهر إعلاميًا لأول مرة وذلك في 27 مايو 2022 خلال برنامج "ما خفي أعظم" على قناة الجزيرة، كما أنه لم يشارك في تشييع جنازة والده الذي تُوفي في 12 يناير 2022.


التحق محمد السنوار بصفوف حركة حماس منذ نشأتها عام 1987، وشارك في الانتفاضة الفلسطينية الأولى، وانضم لكتائب عز الدين القسام، فاعتقلته حينها إسرائيل في سجونها لنشاطه في حركة حماس، كما اعتقلته السلطة الوطنية الفلسطينية في التسعينيات على ذات الخلفية ضمن حملات الاعتقال السياسي، وبعد اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000 ببضعة شهور فقد نجح في الهرب من سجون السلطة الفلسطينية في رام الله.
تدرج في مواقع تنظيمية في حركة حماس وفي ذراعها العسكري، وتولى مُنذ عام 2005 منصب قائد "لواء خان يونس" في كتائب عز الدين القسام لسنواتٍ، وأصبح عضوًا بارزًا في هيئة أركان كتائب القسام "المجلس العسكري".
وتتهمه إسرائيل بأنه "العقل المدبر" لعدد كبير جدًا من العمليات الهجومية الفلسطينية، لا سيما "عملية الوهم المتبدد" في 25 يونيو 2006 والتي استهدفت موقعًا عسكريًا إسرائيليًا على الحدود الشرقية لمدينة رفح وأُسر فيها الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط وصولًا لصفقة التبادل عام 2011 التي تولى الإشراف عليها بشكل مباشر، ويقول الرئيس السابق للاستخبارات المضادة في جهاز الموساد الإسرائيلي: "كان محمد دائمًا أكثر أهمية من أخيه يحيى".

تم نسخ الرابط