في انتظار الإعلان الرسمي عن رئاسة الجمهورية..
البرلمان اللبناني يحسم الأصوات لـ"القاضي" نواف سلام رئيسا لحكومة جوزيف عون
حسمت منذ قليل، جولات الاستشارات النيابية التي يجريها رئيس لبنان جوزيف عون لتسمية الرئيس المكلف بتأليف الحكومة، التصويت لصالح الرئيس الحالي لمحكمة العدل الدولية نواف سلام حيث حصل على دعم عدد كافٍ من النواب اللبنانيين لاختياره لمنصب رئيس الوزراء.
وكانت الجولة الأولى من الاستشارات النيابية الملزمة التي يجريها رئيس الجمهورية اللبنانية لتسمية الرئيس المكلف بتأليف الحكومة،قد انتهت بحصيلة 12 صوتاً لسلام، بينما حصل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي على 8 أصوات إذا ما احتسب صوت النائب جميل السيد.
وقال السيد إنه "إذا تساوت الأصوات بين الرئيس ميقاتي والمرشح نواف سلام فإن صوتي للرئيس ميقاتي"، فيما أعلن نائب رئيس مجلس النواب إلياس بوصعب، أنه لم يسم أحداً لتشكيل الحكومة الجديدة.
وبدأت المرحلة الثانية والأخيرة، وفي غضون ساعتين، وصل عدد المؤيدين لسلام إلى 68 نائباً، وبالتالي صار عمليا رئيس الوزراء المكلف في انتظار الإعلان الرسمي الذي سيصدر عن رئاسة الجمهورية من قبل جوزيف عون.
وكان الرئيس اللبناني جوزيف عون، بدأ صباح اليوم، استشارات مع الكتل النيابية، تمهيدا لتسمية شخصية سيعهد إليها مهمة تشكيل حكومة جديدة.
وبعد إعلان مرشحين عدة استعدادَهم لتولي المنصب الذي يعود إلى الطائفة السنية في لبنان، انحصرت المنافسة بشكل رئيس بين مرشحين هما رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، والدبلوماسي المخضرم نواف سلام الذي يرأس حالياً محكمة العدل الدولية في لاهاي، وجدير بالذكر أنه مدعوم من القوى السياسية المعارضة لـ"حزب الله".
كواليس صعود سلام
وبعدما كانت قوى معارضة تضم كتلة القوات اللبنانية وكتلا أخرى صغيرة أعلنت، السبت، قرارها تسمية النائب فؤاد مخزومي لرئاسة الحكومة، أعلن نواب معارضون ومستقلون دعْمهم ترشيح القاضي نواف سلام؛ وهو دبلوماسي مخضرم يحظى باحترام في لبنان، ويطرح اسمه عند كل استشارات نيابية.
وبعد اجتماعات واتصالات استمرت حتى وقت متأخر ليل الأحد، أعلن مخزومي، صباح الاثنين، انسحابه من الترشح لرئاسة الحكومة، انطلاقاً من أن وجود أكثر من مرشح معارِض سيؤدي حكما إلى خسارة الجميع وضرورة إفساح المجال للتوافق على سلام.
وأعلن النائب المعارض إبراهيم منيمنة كذلك سحب ترشيحه لصالح سلام.
ولم تعلن كل الكتل هوية المرشح الذي تدعمه، ويفوز المرشح الذي يحظى بالعدد الأكبر من الأصوات بين المتنافسين.
ووفق الدستور اللبناني، يسمي رئيس الجمهورية رئيس الحكومة المكلف، بالتشاور مع رئيس البرلمان، بعد إطلاعه على نتائج الاستشارات النيابية.
وقد يستغرق تشكيل الحكومة في لبنان وقتا كبيرا تمتد إلى أسابيع أو شهور بسبب الانقسامات السياسية والشروط والشروط المضادة في بلد يقوم نظامه على مبدأ المحاصصة.
وتنتظر الحكومة المقبلة عدة تحديات أبرزها الإعمار بعد الحرب الأخيرة التي دمرت أجزاء في جنوب البلاد وشرقها وفي الضاحية الجنوبية لبيروت، وتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار الذي ينص على انسحاب إسرائيل من المناطق التي دخلتها في الجنوب، ويشمل الالتزام بقرار مجلس الأمن الدولي 1701 الصادر في عام 2006 والذي من بنوده ابتعاد "حزب الله" عن الحدود، ونزع سلاح كل المجموعات المسلَّحة في لبنان وحصره بالقوى الشرعية دون سواها، فضلا عن تنفيذ إصلاحات ملحة للدفع بعجلة الاقتصاد بعد أكثر من خمس سنوات من انهيار غير مسبوق.
من هو نواف سلام ؟
نوّاف سلام وُلد عام 1953 وهو يرأس محكمة العدل الدولية منذ فبراير2024، نال شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية من معهد الدراسات السياسية في باريس عام 1992، وشهادة الماجستير في القانون من كلية الحقوق في جامعة هارفارد، وشهادة الدكتوراه في التاريخ من جامعة السوربون.
عمل محاضراً في جامعة السوربون، إلى جانب ممارسته لمهنة المحاماة. شغل سلام منصب سفير ومندوب دائم للبنان في الأمم المتحدة في نيويورك من عام 2007 إلى 2017.
شهدت ولاية سلام في الأمم المتحدة مداخلات متكررة في مجلس الأمن داعياً إلى احترام سيادة لبنان، وتعزيز سياسة النأي بالنفس عن النزاع السوري والسعي إلى إنهاء الإفلات من العقاب من خلال إنشاء المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في قضية اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري.