5 أيام وإدارة بايدن عاجزة عن إخمادها..
حرائق أمريكا.. الاستعانة بالسجناء في الإطفاء وحظر التجوال بالمنطاق المنكوبة
5 أيام ولم تنطفئ حرائق أمريكا، وتشهد ولاياتها عمليات اتساع هائلة في اشتعال النيران، ولا يزال جنة لوس انجلوس وكالفورنيا التي كان يحلم العالم بزيارتها تتحول إلى ألسنة مشتعلة من النيران أصابها إعصار فيه نار فاحترقت ..
واتّسع نطاق الحرائق الكثيرة المستعرة في لوس أنجلوس منذ 5 أيام، التي أسفرت عن سقوط ما لا يقل عن 16 قتيلاً، لتطول مناطق كانت بمنأى من النيران.
ونشر الطبيب الشرعي في مقاطعة لوس أنجلوس لائحة بالقتلى، دون ذكر تفاصيل عن هوياتهم. وجاء في الوثيقة أنه عُثِر على 5 من القتلى في منطقة حرائق باليساديس، و11 في منطقة حرائق إيتون، وفقاً لـ"وكالة الصحافة الفرنسية".
وأتت هذه الحرائق على أجزاء كاملة من ثاني كبرى المدن الأمريكية، مدمّرة أكثر من 12 ألف وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن، خلال اجتماع في البيت الأبيض، إن المشهد “أشبه بساحة حرب وعمليات قصف”.
ورغم الأعداد الكبيرة للإطفائيين المشاركين في احتواء الحرائق، صدرت أوامر إخلاء طالت الجزء الشرقي من باسيفيك باليسايدس في منطقة تضمّ خصوصاً "مركز غيتي" وتُعرض في هذا المتحف الشهير، المشيّد في جزء منه بحجر مقاوم للنيران، 125 ألف تحفة فنية.
ووُجّهت انتقادات إلى السلطات على خلفية مدى جهوزيتها وطريقة استجابتها، رغم أنه من المبكّر معرفة سبب الحرائق.
وقالت مسؤولة فرق الإطفاء كريستين كراولي، لمحطة «كاي تي تي في» التابعة لـ«فوكس نيوز»، إن "ثمة نقصاً متواصلاً في الطواقم والموارد والأموال" .
الاستعانة بالسجناء
ومع استمرار عجز إدارة بايدن عن إخماد الحرائق المشتعلة ، لم تجد أمامها سوى تجنيد السجناء لديها في عمليات الإطفاء ، حيث تم نشر 939 سجينًا من قبل إدارة الإصلاح والتأهيل في كاليفورنيا (CDCR) للمساعدة في احتواء الحرائق، وفقًا لشبكة سي بي إس نيوز.
وتم دمج أطقم رجال الإطفاء المسجونين مع إدارة الغابات والحماية من الحرائق في كاليفورنيا لمساعدة ما يقرب من 4700 رجل إطفاء في عمليات اخماد حرائق أمريكا.
وتدير إدارة الإصلاح والتأهيل في كاليفورنيا 35 معسكرًا من معسكرات الإطفاء في 25 مقاطعة مختلفة، وتوظف حوالي 1870 سجينًا، اثنان من المعسكرات مخصصة للنساء السجينات.
المشاركة في المعسكرات طوعية، ويجب أن يكون من ينضمون لائقين بدنيًا وعقليًا، بالإضافة إلى ذلك، يجب ألا يتبقى لهم أكثر من ثماني سنوات من عقوبتهم، ولكن الإدانة بالاغتصاب وغيرها من الجرائم الجنسية، وكذلك القتل والحرق العمد وبعض الجرائم الخطيرة الأخرى، تحرم النزيل من المشاركة.
تحذيرات صحية
من جهة أخرى، مع استمرار حرائق أمريكا حذرت السلطات الصحية في لوس أنجلوس السكان من المخاطر الصحية الناجمة من دخان حرائق الغابات الواسعة التي دمرت مساحات شاسعة من المدينة الواقعة في كاليفورنيا وحضتهم على ملازمة منازلهم.
وقال أنيش ماهاجان من إدارة الصحة العامة في مقاطعة لوس أنجلوس في مؤتمر "نحن جميعا نواجه دخان حرائق الغابات وهو مزيج من الجسيمات الصغيرة والغازات وأبخرة الماء".
وأضاف: "إنها جسيمات صغيرة تدخل إلى الأنف والحلق وتسبب التهاب الحلق والصداع". وتابع: "في المناطق التي يكون فيها الدخان مرئيا أو تكون هناك رائحة دخان، وحتى في الأماكن التي لا يمكنكم رؤية (الدخان) فيها، نحن نعلم أن جودة الهواء رديئة، لذا يجب عليكم الحد من تعرضكم للهواء الطلق قدر الإمكان".
ووفقا لماهاجان، يتوجب أيضا على الأشخاص الذين يتمتعون بصحة جيدة البقاء داخل المنازل قدر الإمكان واستخدام نظام لتنقية الهواء. وأوصى من يضطرون للعمل في الهواء الطلق بوضع كمامة للوقاية من الجسيمات الدقيقة ، أما الشباب وكبار السن والمرضى فيجب عليهم خصوصا توخي الحذر.
وأوضح أن الحرائق المتعددة أتت على مساحات شاسعة من المناطق، وحوّلت منازل وشركات وسيارات ونباتات إلى رماد. وخلال اندلاع هذه الحرائق، احترقت مواد بلاستيكية وكيميائية ووقود ومواد بناء، ما أدى إلى انتشار جسيمات سامة في هواء المنطقة المكتظة بالسكان.
وأعلنت المكسيك، السبت، إرسال تعزيزات للمساعدة في مكافحة الحرائق بلوس أنجلوس.
في ظل عمليات النهب التي تكثر في المناطق المنكوبة أو التي أُخلِيَت من سكانها، فرضت السلطات حظر تجول صارماً يسري بين الساعة السادسة مساء والسادسة صباحاً، في منطقتي باسيفيك باليسايدس والتادينا الأكثر تضرراً.
إزاء حجم الأضرار، طلب حاكم كاليفورنيا "مراجعة مستقلة شاملة" لأجهزة توزيع المياه في المدينة، واصفا نقص إمدادات المياه وفقدان الضغط في صنابير الإطفاء في اللحظات الأولى، بأنه "مقلق جداً"، وهو الأمر الذي تسبب باتساع رقعة الحرائق.
وكتب في رسالة مفتوحة: "نحن بحاجة إلى إجابات لمعرفة ما حدث".
هاريس تحت خط النار
أصبحت منطقة برينتوود في مدينة لوس أنجلوس، التي تقطنها نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، مهددة مرة أخرى، بعد أن اندلع حريق غابات جديد وضخم بسرعة ليلة أمس السبت، بحسب "نيوزويك".
وأسرعت خدمات الطوارئ في محاولة لاحتواء الحريق، بعد أن غيَّر حريق منطقة باليساديس الأكبر، اتجاهه بسرعة ليلة الجمعة، وتقدم نحو برينتوود التي تقيم فيها هاريس، والمعروف بحي الأثرياء والمشاهير.
واقتربت النيران من منزل هاريس الذي تقدر قيمته بـ5 ملايين دولار، بعدما توسع حريق باليساديس شرقًا ليلة الجمعة، ما تسبب في صدور أوامر إخلاء جديد لمعظم المجتمع الثري.
وتعيش هاريس، إلى جانب العديد من المشاهير، بما في ذلك نجم كرة السلة ليبرون جيمس والممثل وحاكم كاليفورنيا السابق أرنولد شوارزنيجر، في منطقة برينتوود.