هل يزاحم الروبوت الطبيب في غرفة العمليات؟
مصير الأطباء بعد خطة الحكومة للتوسع في الجراحة الروبوتية.. الجراحون يكشفون
"الجراحة الروبوتية" هو تكنيك ليس بجديد، لكن تسعى الحكومة إلى التوسع فيه لتطوير المنظومة الصحية في مصر بالتعاون مع احدى الشركات الطبية الصينية، حيث اجتمع الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، بالأمس مع ممثلي شركة (MEDBOT) الصينية الرائدة في مجال الروبوتات الجراحية، لبحث آفاق التوسع في استخدام الذكاء الاصطناعي والروبوتات الجراحية بمستشفيات وزارة الصحة، ويأتي هذا الاجتماع في إطار استراتيجية الدولة لتعزيز جودة المنظومة الصحية عبر تبني أحدث التقنيات العالمية وتقديم خدمات طبية متطورة للمواطنين.
وأوضح الدكتور حسام عبدالغفار، أن وزير الصحة شدد على الأهمية المتزايدة لتقنيات الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك الجراحة الروبوتية، الذي أثبت فاعليتها في إجراء العمليات بمختلف أنواعها، سواء التقليدية أو الدقيقة، وأشاد الوزير بالدور الذي يلعبه الروبوت الجراحي في تحسين نتائج العمليات وتعزيز كفاءتها التشغيلية، كما اطلع على الأنشطة العالمية لشركة (MEDBOT)، بما في ذلك عدد العمليات الناجحة التي تم تنفيذها باستخدام الروبوتات، إلى جانب جهود الشركة في تدريب الفرق الطبية على استخدام هذه التكنولوجيا المتطورة.
وأشار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، إلى أن تقنية الجراحة عن بُعد تمثل طفرة في مجال العمليات الجراحية، حيث تمكن الجراحين من تنفيذ العمليات عبر مسافات طويلة بفضل سرعة نقل البيانات والتواصل الفوري،موضحًا أن هذه التقنية تُعد حلاً مبتكرًا لتوسيع نطاق الرعاية الجراحية، خاصة في المناطق النائية والمحرومة من الخدمات الصحية المتخصصة، لافتًا أن الجراحة عن بُعد لا تسهم فقط في سد فجوات الوصول إلى الخدمات الطبية، بل تضمن كذلك تقديم أعلى مستويات الرعاية الصحية للمرضى في تلك المناطق.
التطوير الذي سعت إليه الحكومة في مجال المنظومة الصحية ليس بجديد في مصر فقد سبق أن أعلن رئيس جامعة القاهرة السابق الدكتور محمد عثمان الخشت منذ عامين تقريبا، عن بدء قسم جراحة المسالك البولية بكلية طب قصر العيني؛ استخدام الروبوت الجراحي بوحدة علاج القصور الكلوي وجراحته، حيث يتم استخدام الروبوت في إجراء الجراحات المتقدمة بالمجان وذلك بدعم من البنك المركزي المصري.
وقال الخشت، إن إدخال نظم الجراحة الروبوتية ضمن المنظومة الصحية لمستشفيات جامعة القاهرة يتماشى مع الطفرة التي يشهدها القطاع الطبي في السنوات الأخيرة، لافتًا إلى أن تكلفة جهاز الروبوت الجراحي تقدر بنحو 45 مليون جنيه مصري، وهو يعد جهازًا فريدًا من نوعه ويعتبر الجهاز الثالث المتواجد في مصر، والأول في تقديم خدماته مجانًا في سبق جديد لمستشفيات جامعة القاهرة.
لكن التساؤلات الجماهيرية مازالت مطروحة حول ان كان الروبوت سيكون بديلا عن الطبيب الجراح ، ومصير ألاف الأطباء الجراحين والمتخرجين من كلية الطب، وهل يثق المرضى في الروبوت كبديل للجراح الانسان، وما ابرز التحديات التي تواجه تلك التقنية في المنظومة الصحية ..
مميزات الجراحة الروبوتية
الصفحة الأولى طرحت التساؤلات على أحد الأطباء المصريين المتواجدين في ألمانيا، الدكتور عبدالله جريشة كبير أطباء قسم النساء بمستشفى نويمونستر، والمتخصص في الجراحة الروبوتية بقسم النساء ، فقال: جرراحات الروبوت بدأت في أمريكا منذ عام 200 وخضعت للعديد من التجارب للوصول لأعلى درجات الدقة في الجراحة، مشيرا إلى أن تلك الطريقة لا يتقنها سوى عدد محدود من الأطباء في بعض الدول منها أمريكا وألمانيا وفرنسا وبريطانيا ومؤخرا في مصر والإمارات.
وأشار إلى أن تاريخ الجراحات بدأ بالجراحات الكلاسيكيه التي يتم من خلاله شق البطن وإجراء الجراحة المطلوبة لكنها كانت طريقة صعبة على المريض بسبب تأثير الجرح وألام الخياطة فضلا حدوث أي تلوث خلال الجراحة أو التمرض، ثم تطورت الجراحة الى جراحة المناظير من خلال إدخال أنابيب المناظير والمتابعة عبر الشاشة “المونتور” لكن أبرز عيوب المناظير هي صعوبة حركة أدوات الجراحة داخل بطن المريض عكس حركة يد الطبيب في الجراحات الكلاسيكية
وأكد جريشة أن أبرز مميزات في الجراحة الروبوتية أنها تجمع بين الأمرين فلا تحتاج إلى شق البطن للوصول منطقة الجراحة فضلا عن سهولة حركة الأدوات داخل بطن المريض، مشيرا إلى أن الكاميرا التي تدخل عبر الروبوت تمكنك من رؤية الأماكن الدقيقة في جسم الإنسان، ومؤكدا أن جراحة الروبوت تعد طفرة جراحية غير طبيعية في عالم الجراحة بالعالم.
وعن مميزات الجراحة الروبوتية، أضاف أن تلك الوسيلة المستحدثة تحد من الألم ومن نزيف الدم وتسبب ندوباً أقل وتقلص مدة التعافي وتقلل خطر العدوى وتقلل احتمال حدوث المضاعفات المرتبطة بالجراحة، وغالباً ما تحقق نتائج سريرية أفضل.
وأكد أن جراحت الروبوت لا يمكن أن تقضي على دور الطبيب نهائيا، مشيرا إلى أن الروبوت ما هو إلى وسيلة مساعدة للطبيب لتحقيق نتائج جراحية أفضل وأن الطبيب هو المخول بإعطاء الأوامر للربوت لتنفيذها، داعيا شباب الأطباء إلى تعلم التكنيك الجديد في الجراحة.
وأكد جريشة أن جراحة الروبوت سيكون لها روجا مستقبليا وسيمكن من خلالها إجراء العمليات عن بعد عبر الانترنت، بحيث يكون المريض في دولة والطبيب في دولة آخرى ويقوم باجراء العملية مع متابعة من أحد الأطباء مع المريض خلال الجراحة، وبذلك نوفر استقدام الأطباء من الخارج ، أو سفر المريض لإجراء العمليات الجراحية بالخارج.
قصر العيني سابق في التطوير
من جانبه قال الدكتور حسام صلاح، عميد كلية طب القصر العيني، لـ الصفحة الأولى إن الجراحة بالروبوت تعتبر فرصة لمئات الآلاف من المرضى الذين يعانون من الأورام خاصة أن علاج الأورام لا يحتمل الانتظار، لافتة إلى أنه أصبح من الضرورى توافر هذه التقنية الحديثة بمستشفيات قصر العينى باعتباره منارة العلوم الطبية في الشرق الأوسط والكلية الأقدم في العالم.
وأكد صلاح أن الجراحة الروبوتية متواجدة في مصر منذ بضع سنوات ويتم استخدامها في المستشفيات الجامعية بشكل محدود ، مشيرا إلى أن خطوة توسع الحكومة فيها هي خطوة ايجابية ومهمة .
وأشار إلى أن مستشفى قصر العيني يحرص على مواكبة التطور في علاج الأورام والعمليات الجراحية المتقدمة بدخول تقنية الروبوت الجراحي التي انتشرت في كل المراكز الطبية المتطورة على مستوى العالم، مشيرًا إلى أن مستشفى قصر العيني يعالج أكثر من ألف مريض سرطان مثانة وبروستاتا وأورام الكلى سنويًا بالجراحة التقليدية والمناظير الجراحية، مؤكدا ان الجراحة الروبوتية ستساهم بشكل كبير في استيعاب حجم الجراحات في قصر العيني .
وأوضح أن الروبوت الجراحي يتميز بأنه أداة متطورة لمساعدة الجراحين على تقديم رعاية جراحية عالية الجودة للمرضى بالإضافة إلى تزويد الجراحين بأداة معيارية متعددة الاستخدامات لتلبية الاحتياجات المعقدة وميزة تحسين الدقة والتحكم.