و الأخيرة

رئيس التحرير
محمود الضبع

من الحرب الباردة للتبادل بالاتهامات

قائمة خناقات حزب الوفد من سعد زغلول ويكن حتى يمامة و البدوى

موقع الصفحة الأولى

رغم عراقته التاريخية وأصالته السياسية، إلا أن حزب الوفد من أكثر الاحزاب التي شهدت صراعا داخليا على مدار 100 عام من إنشائه ، والصراع امتد في بعض الاوقات من الخلاف السياسي بين قادته إلى حد الاشباك بالايدي واطلاق النار .

الصراعات داخل حزب الوفد كان اخرها منذ أيام ، حين أصدر الدكتور عبد السند يمامة، رئيس حزب الوفد، قرارًا بفصل الدكتور السيد البدوي شحاتة من الحزب وجميع تشكيلاته.

وجاء القرار، الذي حمل رقم (1) لسنة 2025 بتاريخ 5 يناير 2025، استنادًا إلى لائحة النظام الأساسي للحزب والمادة الخامسة منها، بالإضافة إلى مذكرة تضمنت حيثيات وأسباب اتخاذ هذا القرار.

وأوضح يمامة في قراره، سريان تنفيذه اعتبارًا من تاريخ صدوره، مع إلغاء أي قرارات سابقة تخالفه.

وكان البدوي، رئيس حزب الوفد الأسبق، قد انتقد خلال استضافته ببرنامج "على مسؤوليتي" مع الإعلامي أحمد موسى، أمس السبت، حزب الوفد وقال إن الحزب حاليا لا هو أغلبية ولا معارضة ويعد بلا شكل.

وذكر البدوي، أن انعدام وجوده أفقد المعارضة قيمتها، حيث كان له دور بارز في المعارضة من أجل الوفد قديما.

جدير بالذكر أن مصادر داخل حزب الوفد كشفت عن اجتماع مرتقب للهيئة العليا لحزب الوفد للاجتماع لبحث إلغاء قرار الدكتور عبد السند يمامة رئيس حزب الوفد بفصل السيد البدوي من حزب الوفد، مشيرة الى إلى أن هذا القرار غير لائحي و لم يعرض على الهيئة العليا لحزب الوفد ، حيث أن قرار فصل أى أحد من أعضاء الهيئة الوفدية يستوجب موافقة الهيئة العليا والمثل للتحقيق.

تاريخ الصراع 

وبالعودة الى التاريخ الحديث لرصد محطات الخلاف والصراع السياسي داخل حزب الوفد نرى من أبرز تلك المحطات : 

  • خلاف نعمان جمعة ومحمود أباظة عام 2006 دخل حزب الوفد في دوامة صراع بين رئيس الحزب نعمان جمعة ومعارضيه، وعلى رأسهم محمود أباظة، حيث تفاقمت الأزمة مع اقتحام مُعارضين لمقر الحزب، واتهامات باستخدام البلطجية واطلاق النار، وانتهت الأزمة بإقالة نعمان من رئاسة الحزب، وتعيين أباظة رئيسًا مؤقتًا.
  • أزمة السيد البدوي وفؤاد بدراوي في 2015 حيث واجه السيد البدوي، رئيس الوفد انذاك، ثورة داخلية قادها فؤاد بدراوي و8 من قيادات الحزب، اعتراضًا على سياسات البدوي وإهدار أموال الحزب، تطوّر الأمر إلى فصل بدراوي والقيادات من الحزب، بينما رد تيار الإصلاح باقتحام مقر الحزب وإغلاقه بالجنازير.
  • كما شهدت رئاسة المستشار بهاء أبو شقة في 2018، أزمة مع النائب محمد فؤاد، بسبب مقال ينتقد أبو شقة، أدى الخلاف إلى فصل فؤاد من الحزب، وسط محاولات فاشلة للصلح من قيادات بارزة مثل عمرو موسى، لتنتهي الأزمة بانفصال فؤاد نهائيًا عن الوفد.
  • ومن بين الازمات الشهيرة أزمة عبد السند يمامة والانتخابات الرئاسية في 2023  حين أثار قراره  بالترشح للانتخابات الرئاسية جدلًا واسعًا، بعد تحقيقه نتائج ضعيفة، التي على إثرها طالب عدد من قيادات الحزب بسحب الثقة منه، مُعتبرين أن ترشحه أضر بسمعة الحزب العريق.
  • وفي عام 2024 حدثت فضيحة مدوية، بعد تسريب مقطع فيديو لقيادات تُفاوض على بيع آثار داخل الحزب، وهو ما اعتبره رئيس الجزب الحالي عبد السند يمامة بأنه مُكايدة، كما شهد العام الماضي شهد تورط النائبة نشوى رائف في واقعة غش جامعي واعتداء على أستاذة جامعية، ما أثار جدلًا خاصة بعد تأكيد جامعة بني سويف ما بدر من النائبة سواء غش أو اعتداء.

الصراعات داخل حزب الوفد لم تقتصر على التاريخ الحديث فثت بل امتدت الى زعمائه والمؤسسين قبل 100 عام 

  • ففي عام 1921 شهد الحزب حيث خلاف بين سعد زغلول وعدلي يكن، حول شروط مشاركة الوفد في المفاوضات مع البريطانيين.
  • كما تصّاعد الخلاف بين مصطفى النحاس ومحمود النقراشي خلال حكومة الوفد الثالثة، حيث اعتبر النحاس معاهدة 1936 مكسبا وطنيا، بينما وصفها النقراشي بأنها مجرد خطوة لتجميل الاحتلال البريطاني، وانتهى الخلاف بفصل النقراشي من الحزب
  • وفي عام 1942 تحوّل مكرم عبيد، سكرتير الوفد، إلى أشد مُعارضي مصطفى النحاس، بسبب اتهامات بالفساد وتدخل زوجة النحاس في شؤون الحزب، وأطلق مكرم الكتاب الأسود، الذي فضح فيه مخالفات الحزب، وانتهى الخلاف بفصل مكرم.
  • بينما شهد عام 1989 حرب باردة بين ياسين سراج الدين، شقيق فؤاد سراج الدين، ونعمان جمعة حول رئاسة الحزب.
تم نسخ الرابط