فشل إسرائيلي جديد
سقوط جواسيس الموساد في تركيا وإحباط عمليات اغتيال مروعة
اليد الطولى لإسرائيل، والذي يستخدمه الاحتلال لتنفيذ عملياته الخبيثة في جميع أنحاء العالم، بحجة الحفاظ على أمن الكيان وحمايته، إنه الموساد الذي تأسس مع قيام الكيان الصهيوني، والذي يستمر في تنفيذ عمليات التجسس في الدول المعادية والصديقة على حد سواء، ولكنه يواجه الفشل في كثير من الأحيان، وآخرها سقوط شبكة كبيرة تابعة للمخابرات الإسرائيلية في تركيا، والتي تمثل فضية سياسية وأمنية، ستكون لها انعكاساتها على العلاقات بين أنقرة وتل أبيب.
سقوط شبكة تجسس للموساد
وآخر تلك العمليات، شبكة التجسس الكبيرة التي سقطت في أيدي الجهات الأمنية التركية، بعد إلقاء القبض على 33 شخصا، في اتهامات بالتجسس لصالح الموساد، والتخطيط لاغتيال واختطاف مواطنين أجانب، أبزهم من قادة حركة حماس.
ويبدو من الواضح أن تلك الشبكة أكبر من العدد المقبوض عليه، بعد إصدار المدعي العام في إسطنبول، أوامر اعتقال لـ 46 مشتبها بهم، حيث تبحث قوات الأمن التركية عن 13 مشتبها بهم آخرين، بعد 33 شخصا في ثماني مناطق، من خلال 57 مداهمة نفذتها قوات الأمن في مواقع مختلفة في سائر أنحاء البلاد، ما يكشف عن الانتشار الواسع لشبكة الموساد.
اغتيال واختطاف قيادات حماس
وكشفت التحقيقات عن أن الموساد خطط لاغتيال واعتقال مجموعات من الأجانب الذين يقيمون في تركيا، عبر تحديد موقع مواطنين أجانب ومتابعتهم ومحاولة اغتيالهم أو اختطافهم، في إطار عملية التجسس الدولية.
وحذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مرارا من أن المحاولات الإسرائيلية لاستهداف قادة حماس على الأراضي التركية ستؤدي إلى عواقب وخيمة، وقال: "على من يفكر في فعل مثل هذا الأمر ألا ينسى أن عواقبه ستكون وخيمة، وليس في العالم من لا يدرك ما حققته أجهزة الاستخبارات والأمن في تركيا من إنجازات، وتركيا ليست دولة تأسست أمس، وعلى الجميع ألا ينسى ذلك".
وكان رئيس جهاز الأمن الداخلي الصهيوني "الشاباك" رونين بار، توعد باستهداف قادة حماس في أي مكان في العالم، بعد هجمات 7 أكتوبر.
تاريخ عمليات التجسس الإسرائيلية
وبرغم العلاقات القوية والاستراتيجية بين تركيا وإسرائيل، والتي تورت في الفترة الأخيرة بسبب الحرب على غزة، فإن شبكة التجسس الإسرائيلية، ليست الأولى التي يعلن عن سقوطها في تركيا، بعدما ضبطت السلطات هناك العديد من خلايا التجسس الصهيونية، واعتقلت العديد من الأشخاص الذين يعملون لصالح الموساد، سواء في أنشطة التجسس، أو التخطيط لاغتيال واختطاف الفلسطينيين، ففي شهر نوفمبر الماضي، بدأت في إسطنبول محاكمة 57 متهما بالتجسس لصالح الموساد.
وقبلها في مايو الماضي، سقط المحقق التركي سلجوق كوجوكايا و17 آخرين في قبضة السلطات التركية، بتهمة العمل لصالح الموساد، وكشف معلومات ضارة بالأمن القومي التركي، ومراقبة شخصيات فلسطينية تعيش في تركيا.
واسس كوجوكايا شبكة تتكون من أتراك وأجانب داخل تركيا، بالتعاون مع الموساد، مقابل تلقيهم أموالا باستخدام أساليب استخباراتية.
وكذلك في يوليو 2023، نجحت المخابرات التركية في تفكيك خلية تابعة للموساد في مدينة إسطنبول، وتكونت من مواطنين عرب وأتراك.
وعملت خلية الموساد على التجسس وجمع المعلومات عن مؤسسات عربية ومعارضين عرب يعيشون في إسطنبول، عبر متابعة وتصوير اللقاءات الثنائية للأشخاص المستهدفين واختراق هواتفهم.
كما كشفت التحقيقات وقتها عن أن جهاز الموساد استخدم أساليب معقدة لتدريب أفراد الخلية لتجنب السقوط في أيدي المخابرات التركية، ولكنهم سقطوا في النهاية.
وشهد ديسمبر 2022، سقوط 44 شخصا يعملون مع الموساد داخل تركيا، بعد ضبطهم وهم يجرون تحريات خاصة وسرية تحت اسم شركات استشارية، عن أفراد ومنظمات غير حكومية فلسطينية في تركيا.