تسريح 600 ألف سيدة
«أمراء الحرب الأفغان» يتفاخرون بإنجازات طالبان بتدمير الألات الموسيقية وغلق مراكز الكمبيوتر
في إطار ما وصفته بالإنجازات، أعلنت حكومة حركة طالبان في أفغانستان عن تدمير أكثر من 21 ألف آلة موسيقية وغلق 25 ألف مركز للكمبيوتر، وتسريح نحو 600 ألف سيدة من أعمالهن خاصة في الوظائف الحكومية خلال عام واحد فقط.
ووفقًا لتقارير إعلامية، ناقش مسؤولو وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في أفغانستان، أداءهم السنوي في مؤتمر بالعاصمة كابل، بعد يوم واحد من قيام حكومة حركة طالبان علنا بحرق مئات الآلات الموسيقية في مقاطعة بروان.
وعدد رئيس التخطيط والتشريع في وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، محب الله مخلص، إنجازات الوزارة خلال عام واحد، مشيرًا إلى جمعها وحرقها الآلات الموسيقية، كونها تعتبر من المحرمات والمعاصي.
ووصف القيود المفروضة على وسائل الإعلام على أنها إصلاحات، مشيرا إلي إصلاح 90% من وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمطبوعة، وأن موظفي الوزارة قاموا خلال عمليات تفتيش الكمبيوترات في الأسواق بإيقاف نشاط أكثر من 25 ألف مركز كمبيوتر كانت تنشر فيديوهات غير أخلاقية خلال عام واحد، حيث تعتبر طالبان بأن الفيديوهات الموسيقية والتي بها نساء غير أخلاقية.
صوت المرأة عورة
وحثت إدارة شرطة الأخلاق السكان على عدم استخدام الآلات الموسيقية في حفلات الزفاف والاحتفالات الأخرى، مشددة علي أن صوت المراة عورة أمام الرجال في مختلف التجمعات.
وأعلن رئيس التخطيط والتشريع في وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، عن قرب صدور قانون الحجاب الخاص بالنساء خلال وقت قريب، بعد الموافقة عليه من زعيم طالبان الملا هبة الله آخوندزاده، ومن المقرر أن يتم نشره وتطبيقه قريبًا.
ومنعت حركة طالبان النساء من دخول الحدائق والملاهي والنوادي الرياضية والحمامات العامة، وأغلقت المدارس الثانوية للفتيات، كما حظرت على النساء العمل في محطات الإذاعة والتلفزيون، وكذلك حظر عرض الأعمال الدرامية التي تشارك فيها ممثلات.
ووفقا لمقرر الأمم المتحدة الخاص لحقوق الإنسان في أفغانستان، فقد وصف معاملة حركة طالبان للنساء في أفغانستان بأنه يمكن ان ترقى لجرائم ضد الإنسانية .
أمراء الحرب الأفغان
نشأت حركة طالبان في ولاية قندهار، على يد الملا محمد عمر مجاهد، بدعوي القضاء على مظاهر الفساد الأخلاقي، وإعادة أجواء الأمن والاستقرار إلى أفغانستان، وساعده على ذلك طلبة المدارس الدينية الذين بايعوه أميرا لهم عام 1994. وعاشت أفغانستان حقبة طويلة من الحروب الأهلية فيما عرفت بفترة أمراء الحرب في البلاد.
وكان يوم 11 سبتمبر 2001 يوما فاصلا في تاريخ حركة طالبان حيث اعتبرت الولايات المتحدة، أفغانستان وحركة طالبان هدفا أوليا لانتقامها، بعد رفض الحركة تسليم زعيم تنظيم القاعدة آنذاك أسامة بن لادن، وقالت إن واشنطن لم تقدم الأدلة التي تثبت تورطه في هجمات سبتمبر.
وفي 7 أكتوبر 2001، غزت الولايات المتحدة مدعومة من دول أخرى أفغانستان، وبعد سنوات من المعارك أدت إلى إسقاط حكم طالبان. وبعد 20 عاما من الإطاحة بها، عادت حركة طالبان إلى المشهد السياسي، مع رحيل قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة لأفغانستان.
وفي تحول نوعي، أعلنت الحركة في 15 أغسطس 2021، انتهاء الحرب على أفغانستان بعد سيطرتها على القصر الرئاسي في كابل، ومسارعة الدول الغربية لإجلاء مواطنيها.
ومنذ سيطرة حركة طالبان على البلاد في أغسطس 2021، فرضت الحركة عدة قيود تستهدف الفتيات والنساء الأفغانيات، بما في ذلك منع الفتيات من الذهاب إلى المدرسة بعد الصف السادس، ومنع النساء الأفغانيات من العمل في الوظائف المحلية وقمع وسائل الإعلام ما أثار غضبا دوليا.