بلاغ للمحامي العام
هدم طابية الدخيلة الأثرية ونقل مدافع الخديوي إسماعيل لمخازن الإسكندرية
أثار هدم طابية الدخيلة الأثرية ومنطقة آثار الحوض الجاف بمدينة الإسكندرية، التى تعود للعصر المملوكي، جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي.
فيما تلقي المحامي العام لنيابات الإسكندرية بلاغا حول جريمة هدم طابية الدخيلة واختفاء المدفعين الأثريين الموجودين بها .
ووفقا لمصادر بوزارة الأثار، قامت منطقة آثار الإسكندرية بنقل المدفعين الأثريين من طابية الدخيلة إلى منطقة كوم الناضورة الأثرية التابعة لإدارة آثار غرب.
ويعود تاريخ هذين المدفعين إلى حوالي 128 عامًا، ويأتي هذا ضمن جهود وزارة السياحة والآثار للحفاظ على القطع الأثرية المسجلة.
أشرفت لجنة من قطاع الآثار الإسلامية والقبطية في محافظة الإسكندرية، بالتعاون مع الجهات المعنية، على عملية النقل باستخدام شاحنة ثقيلة مجهزة خصيصًا لهذا الغرض، نظرًا لثقل المدافع، حيث يزن كل مدفع حوالي 9 أطنان.
وتمت عملية النقل بعد الحصول على موافقة اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية، مع إعداد خطة عمل وتأمين كامل من شرطة السياحة والآثار، وفقًا للإجراءات المتبعة في المجلس الأعلى للآثار.
المدفعان اللذان تم نقلهما من منطقة شاطئ الدخيلة مسجلان في وزارة الآثار بسبب قيمتهما التاريخية وفقًا لقانون حماية الآثار رقم 117 لسنة 1983 وتعديلاته، وتعود تلك المدافع الأثرية في محافظة الإسكندرية إلى عصر محمد علي باشا وأخرى إلى عهد الخديوي إسماعيل.
حصن للدفاع عن الإسكندرية
وبحسب بيانات الموقع، كان الحوض الجاف مرسى لإصلاح وبناء سفن القنايات، وهي نوع صغير من السفن يستخدم في حفر وتطهير الخليج الناصري، وتم تسجيل الحوض الجاف، المعروف أيضاً بمرسى القناطر أو القنايات، كأثر إسلامي بقرار من وزير الثقافة والإرشاد القومي برقم 214 لسنة 1964.
وتقع طابية الدخيلة الأثرية شمال البرج، وتتكون من مبنى مستطيل محاط بالأسوار٬ وقد تبقى منها أجزاء من السور الخارجي في الجهة الشمالية والجهة الغربية، وأجزاء من السور الداخلي من الجهتين الجنوبية والشمالية.
والمدخل الرئيسي للطابية يقع في الجهة الجنوبية، ويؤدي إلى فناء مكشوف تفتح عليه مجموعة من الحواصل المستطيلة.
وفي الركن الجنوبي من الفناء، يوجد ممر مستطيل معقود بعقد نصف دائري، يفتح على عدة حواصل بها فتحات مزاغل، أما الركن الجنوبي الغربيفيوجد به فتحة مدخل مستطيل معقود بعقد نصف دائري، تؤدي إلى السرادب التي تمتد إلى مساحة مستطيلة وتؤدي إلى مدخل آخر في الركن الشمالي الغربي.
وقد أُنشئت هذه التحصينات العسكرية بهدف تأمين حدود المدينة من الاتجاهات الغربية والشرقية، خاصة في المناطق التي كانت تفتقر إلى الأسوار والأبراج الدفاعية خلال العصور الوسطى.
المنطقة الأثرية بالدخيلة
من جانبها أصدرت حملة الدفاع عن الحضارة المصرية، حول ما أثير على مواقع التواصل الاجتماعي عن أعمال هدم بالمنطقة الأثرية بالدخيلة، وأكدت أنها تنتظر بيانا رسميا من وزارة السياحة والآثار.
وأوضح الدكتور عبد الرحيم ريحان رئيس الحملة، أن الحوض المجاور لطابية الدخيلة مسجل أثر بالقرار رقم 214 لسنة 1964، ويقع الأثر على شاطئ بحيرة الدخيلة مباشرة، ويعد الحوض من العمارة الدفاعية في العصر المملوكى وأعيد استخدامه في عصر محمد على باشا وخلفاؤه منارًا لإرشاد السفن أثناء دخولها لميناء الدخيلة أو إلى مرسى القناطر.
وعن الحالة المعمارية للحوض أوضح أنه تأثر بالنوات البحرية في فصل الشتاء ومخلفات البحر علاوة على تجميع شبكة الصرف الصحي على بيارة واحدة رئيسية تقع أمام واجهة الحوض مباشرة، وعند انسدادها تنتشر مياه الصرف حول البيارة وإلى داخل الحوض.
وأشار إلي إجراء أعمال دراسات للحوض بمعرفة قسم هندسة الآثار والبيئة بكلية الهندسة جامعة القاهرة تمهيدًا لعمل مشروع لترميم الحوض ولم تجرى أي أعمال ترميم به.
مدفع طراز أرمسترونج
فيما وصف الدكتور سعيد منتصر، الباحث الأثري في وزارة الآثار بالإسكندرية، طابية الدخيلة الأثرية ، بأنها أهم الطوابي الموجودة بالثغر، حيث كانت تعتبر قديما حصنا حربيا لصد هجمات الغزاة وقت الحروب، مشيرا إلى أنه في عهد الخديوي إسماعيل أعاد تحصينها وقام بمدها بمدفعين ضمن 200 مدفع طراز أرمسترونج.
ويضيف منتصر أن تلك المنطقة الأثرية تعود للعصر العثماني الذي أخذت الاسكندرية منه الكثير من البصمات، موضحا أن تلك المنطقة كانت مرسى للمراكب الحربية ومنارة لإرشاد السفن في البحر، ومحاطة بمجموعة مدافع حربية خاصة بالحملة الإنجليزية على مصر، ومع التوسعات التي جرت بميناء الإسكندرية تم الاستغناء عن طابية الدخيلة الإثرية .
من جانبه أكد الدكتور جميل عبد الوهاب، الخبير الأثري بالإسكندرية، أن هذا الأثر العظيم ضربه الإهمال وسرقت أجزاء كبيرة منه دون معرفة قيمتها، مشيرا إلى أن الطامة الكبرى هي أن طابية الدخيلة الأثرية غير مسجلة كأثر، وإن كان الحوض الجاف المجاور لها مسجلا في الآثار الرومانية والآثار لم تحرك ساكنا لإنقاذه من الإهمال.