فرضيات جديدة لانهيار السد
23 مليار دولار خسائر مصر الأولية جراء الملء الخامس لـ سد النهضة
كشف استاذ الجيولوجيا وخبير المياه الدكتور عباس شراقي، الأضرار المائية والاقتصادية للتخزين الخامس في سد النهضة على مصر والسودان وإثيوبيا، مؤكدا أن الخسائر الأولية تصل إلي 23 مليار دولار.
وقال عباس شراقي، إن هذا التخزين يهدف الوصول إلى المنسوب النهائي للممر الأوسط 640 متر فوق سطح البحر، بإجمالي تخزين حوالى 64 مليار متر مكعب فى منتصف سبتمبر القادم فى حالة الاستمرار فى التخزين، لافتا غلي أن متوسط الإيراد اليومى عند سد النهضة فى أغسطس حوالى 500-600 مليون متر مكعب في اليوم، بينما ما يتم إمراره من خلال التوربينات حوالى 50 ـ 70 مليون متر مكعب في اليوم بنسبة 10%.
وأوضح خبير المياه، الأضرار الناجمة عن تحركات إثيوبيا، مشيرا إلي أن هناك أضرار مائية واقتصادية، حيث أن أي كمية مياه تخزن في سد النهضة قليلة أو كبيرة، هي مياه كانت في طريقها إلى السودان ومصر وتقدر هذا العام بحوالي 23 مليار متر مكعب.
وقال شراقي أن هذه الخسارة الأولى المباشرة، والتي لو استغلت في الزراعة لجاءت بعائد اقتصادي قدره مليار دولار لكل مليار متر مكعب، وهو ما يعني أن خسائر مصر والسودان تقدر بـ 23 مليار دولار جراء الملء الخامس لـ سد النهضة الإثيوبي.
تحديد مساحة الأرز
ووفقا لتصريحات عباس شراقي، فإن الخسائر جراء الملء الخامس لـ سد المهضة تشمل ايضا تحديد مساحة الأرز بحوالي 1.1 مليون فدان، والتكاليف الباهظة بعشرات المليارات من الجنيهات في إنشاء محطات معالجة مياه الصرف الزراعي لإعادة استخدام المياه، وتبطين الترع وتطوير الري الحقلي والتوسع في الصوب الزراعية، وحفر آلاف آبار المياه الجوفية، واستنزاف جزء من احتياطي السد العالي وغيرها.
وحول الخسائر السوداني، أضار إلي ان هناك ارتباك فى تشغيل السدود، وكذلك التوقف عن زراعة الجروف على جانبي النيل الأزرق "الزراعة الفيضية" والتي يعتمد فيها المزارعون على فيضان النهر للعام الثاني، وكذلك قلة الإنتاجية الزراعية نتيجة حجز الطمي في سد النهضة ، وارتفاع منسوب المياه الجوفية، وزيادة التكلفة الانتاجية للمحاصيل الزراعية للتوسع في استخدام الأسمدة.
وأكد خبير المياه أن الخسائر نفسها طالت إثيوبيا، من خلال غرق مزيد من الأراضي القابلة للزراعية، وعدم زراعة قيراط واحد حتى الآن رغم وجود بحيرة للعام الخامس، وغرق بعض المناطق التعدينية، وعدم القدرة على تشغيل التوربينات الـ13 الخاصة بانتاج الكهرباء ، حيث اقتصر التشغيل على توربينين فقط وبشكل محدود.
كسر في سد النهضة
الخسائر التى تعرضت لها إثيوبيا بحسب الدكتور عباس شراقي لا تذكر بالقياس بما كشفت عنه الدكتورة هايدي فاروق، مستشارة ترسيم الحدود وقضايا السيادة الدولية، عن احتمالية حدوث انهيار لـ سد النهضة الإثيوبي.
ووفقا لدراسة من مركز أبحاث أمريكي تشير إلى احتمالية حدوث كسر في سد النهضة ، بسبب الصدوع الجيولوجية التي يمر بها السد وعدم استقرار التربة في موقعه.
الدراسة الأمريكية تشير إلي أن السد يقع فوق صفيحة تكتونية رئيسية وقد سجلت إثيوبيا نحو 15 ألف زلزال حول الصدع، مما يعزز فرضية حدوث أضرار جسيمة قد تؤدي إلى انهيار السد.
وحذرت هايدي فاروق من أن عدم الاستقرار في التربة المحيطة بـ سد النهضة وسد السرج المكمل له يزيد من خطر انهيار السد، خاصة في ظل وجود نظام كبير من الصدوع وكسور الإجهاد بجوار السد. وأشارت إلى أن الدراسات السابقة قد أهملت تقييم الأضرار المحتملة أسفل السد، مركزين فقط على سلامة الجزء العلوي.
وفي نفس السياق، أكد الدكتور رشاد حامد، مستشار منظمة اليونسيف لتحليل البيانات، أن هناك عوامل عدة قد تؤثر في إمكانية انهيار سد النهضة بما في ذلك ضغط المياه المخزنة، وتشققات الخرسانة، وتسرب المياه من هيكل السد.
وأوضح أن سد النهضة لم يخضع لدراسات سيزمية كافية، مما يعزز احتمال حدوث الانزلاق أو التشققات في حالة حدوث زلزال قوي.