ملاذ الفارين من جحيم الثانوية العامة
هروب جماعي من المدارس للتعليم الأزهري والمعاهد تدرس تطوير النظام
شهدت المناطق الأزهرية خلال الأيام القليلة الماضية، زحاما من أولياء الأمور الراغبين في التحويل لأبنائهم من مدارس التربية والتعليم إلي التعليم الأزهري ، هروبا من حجيم الثانوية العامة.
ويقتصر التحويل على مرحلة التعليم الأساسي، لطلاب الصف الثاني الابتدائي وحتى الصف الثالث الإعدادي، خلال الفترة من الرابع من أغسطس الجاري وحتي الثالث من سبتمبر المقبل.
وخلال السنوات القليلة الماضية، شهد المعاهد الأزهرية تحويل عشرات الآلاف من التلاميذ من مدارس التربية والتعليم، في الوقت الذي تسير فيه وزارة التربية والتعليم في إجراءات ما يعرف بخطة تطوير التعليم التي بدأها الوزير السابق، الدكتور طارق شوقي.
زيادة مضطردة في التقديم
وفي قراءة للنشرة السنوية للتعليم قبل الجامعي الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء للعام الدراسي 2019 ـ 2020 والعام الدراسي 2020 ـ 2021، وبيان قطاع المعاهد الأزهرية الإحصائي عن المحولين منه وإليه خلال عام 2020 ـ 2021، تبين التغيرات في خريطة التعليم المصري، زيادة واضحة في أعداد تلاميذ المعاهد الأزهرية.
فخلال عام 2019 و2020، زادت نسبة التلاميذ بالأزهر الشريف، من مليون و747 ألف و150 تلميذ، إلي مليون و777 ألف و755 تلميذ بنسبة 1.75%.
وخلال عام 2020 و2021 ، ارتفع عدد تلاميذ الأزهر الشريف من مليون و777 ألف و755 تلميذ، إلي مليون و901 ألف و986 تلميذ بنسبة زيادة 7%.
وتكشف بيانات التقديم لأول مرحلة دراسية بين أعوام 2018 و 2020 ، زيادة المقيدين في التعليم قبل الابتدائي في الأزهر من 90314 تلميذ إلى 110562 بنسبة 22%.
وحلال عام 2020 -2021، زاد إجمالي المقيدين في التعليم قبل الابتدائي بالأزهر من 110562 إلى 132738 بنسبة 20% وهي نسبة قريبة من العام السابق.
زيادة 50 % بنسبة التحويلات
ما بشأن التحويلات من مدارس التربية والتعليم إلي المعاهد الأزهرية، فقد حثت زيادة يصفها البعض بالجنونية، فقبل بداية العام الدراسي 2020-2021 حدثت زيادة في نسب تحويلات الطلاب من مدارس التربية والتعليم إلى المعاهد الأزهرية، وبلغ إجمالي عدد الطلاب المحولين من مدارس التربية والتعليم إلى المعاهد الأزهرية 25010 طالبا، بزيادة بلغت 11592 طالب عن العام السابق بنسبة زيادة 46.3%.
وبحسب بيان الأزهر فقد تقلصت أعداد الطلاب المحولين هذا العام من المعاهد الأزهرية إلى مدارس التربية والتعليم بشكل ملحوظ بمقدار 11027 طالب عن العام السابق.
وفي تصريحات لمصادر مسؤولة بقطاع المعاهد الأزهرية نقلتها تقارير إعلامية في نوفمبر 2021 بعد بدء العام الدراسي 2021-2022 قيل إن عدد المحولين وصل إلى 60 ألف، وعليه فقد وصلت الزيادة إلى 58.3%، أي أن معدل الزيادة السنوية حوالي 12%، أي أن متوسط نسبة الزيادة تصل لـ 52%.
وتشير ظاهرة الزحام داخل المناطق الأزهرية علي مستوي الجمهورية لأولياء الأمور طالبي التحويل، خلال العام الحالي إلي استمرار الزيادة المضطردة للتحويلات للمعاد الأزهرية.
البوكليت في الثانوية الأزهرية
التطوير في الأزهر الشريف شهد خطوات موازية للتربية والتعليم لكنه يسير بخطى ثابتة، وبنظام متميز في عقد الامتحانات، لم يتغير منذ أكثر من 7 سنوات، وفقا لتصريحات للشيخ أيمن عبد الغني، رئيس قطاع المعاهد الأزهرية.
امتحانات الثانوية الأزهرية يتم عقدها بنظام "البوكليت"، لكنه لا يعتمد علي نظام التابلت، كما أن تصحيح الأسئلة يتم بشكل يدوي، بما يتيح نوع من إحكام السيطرة على الاختيار وكيفية التصحيح.
كما استحدث قطاع المعاهد الأزهرية وللمرة الأولى لجنة لمراجعة التصحيح بعد المصحح، وذلك قبل ذهاب ورقة الإجابة إلى الكنترول، مما أدى إلى الارتقاء بمستوى التصحيح، وإعلاء مصلحة الطالب الأزهري، من حيث الحصول على درجاته المستحقة.
وإذا كانت نسبة النجاح في المعاهد الأزهرية منخفضة، لكنها في الواقع ليست كذلك، نظراً لأن العديد من الطلاب يقومون بتقسيم المواد الدراسية على مراحل متعددة خلال أكثر من سنة.
ويحافظ الأزهر الشريف علي عملية التطوير لمواكبة المستجدات ودائمًا ما ينظر فى مناهجه ويراجعها ويطورها بشكل مستمر، ويزودها بالأنشطة التدريبية العصرية، لما لذلك من أهمية كبيرة فى تحسين عملية التعليم فى الأزهر.
تطور التعليم الأزهري
انتشرت المعاهد الأزهرية فى أنحاء مصر سنة 1908 فى عهد الشيخ حسونة النواوى، وصدر القانون رقم 1 لسنة 1908، الذى قسم التعليم الأزهرى إلى ثلاثة مراحل هي التعليم الأولى والثانوى والعالى.
وأوجب هذا القانون تدريس العلوم الحديثة بالأزهر، ما أثار ثائرة رجال الأزهر، فعادت هذه العلوم الحديثة لتصبح اختيارية لمن شاء من الطلاب بمقتضى قانون 1896.
وتوالت القوانين لتنظيم التعليم الأزهرى، بدءاً من عام 1911 إلى أن استقر الأمر بصدور القانون رقم 49 لسنة 1930، الذى حدد مراحل الدراسة بالأزهر بالمرحلة الابتدائية ثم الثانوية بدرجتيها ثم التخصصية، وأُنشئت الكليات الأزهرية الثلاث وهى الشريعة وأصول الدين واللغة العربية.
وفي عام 1936 صدر قانون الأزهر رقم 26 الخاص بإعادة تنظيم الجامع الأزهر وتعديلاته والتي تقضي بتنظيم الدراسة بالأزهر على غرار التعليم الحديث والأجنبي.
و أصبحت مدة الدراسة في المرحلة الابتدائية 4 سنوات وتدرس فيها مواد الفقه، والتوحيد، والسيرة النبوية، وسيرة الصحابة، والإنشاء، والصرف، والإملاء، والتاريخ والجغرافيا، والرياضيات، وتدبير الصحة، والرسم، والخط، وتجويد القرآن، والمطالعة والمحفوظات.
وأصبحت مدة الدراسة في المرحلة الثانوية خمس سنوات، وتدرس فيها مواد، الفقه، والتفسير، والحديث، والتوحيد، والنحو والصرف، والبلاغة، والمنطق، وأدب البحث، والطبيعة، والكيمياء، وعلم الحياة، والتاريخ والجغرافيا.
وجاء التعديل الأخير الذى جعل الدراسة في المعاهد الأزهرية موزعة بين ثلاث مراحل هي الإبتدائية والإعدادية والثانوية.