الأولى و الأخيرة

بدأ 208 جرام ووصل لـ 90

قصة حياة رغيف العيش من 2 مليم حتى 5 قروش لمدة 36 عاما

موقع الصفحة الأولى

قصة حياة رغيف العيش من 2 مليم للرغيف وحتى 36 عاما من الثبات علي 5 قروش

لم يعرف العالم شعبا أكثر استهلاكا للخبز من المصريين، فهم الذين أطلقوا عليه إسم رغيف العيش تلخيصا لكونه يمثل المعيشة والحياة.

ويعتبر رغيف العيش الطبق الرئيسي للكثير من الأسر المصرية وعلي كل الموائد، يسد جوع الفقير، ويستكمل به رقيق الحال وجبته، ولا يستغني عنه الميسورون أيضا في طعامهم.

فمنذ أقدم العصور الفرعونية كان المصري القديم يعتبر الخبز طعاما أساسيا تقوم عليه الحياة، ولذلك احتل رغيف العيش المكانة الرئيسية على موائد الطعام اليومي لقدماء المصريين بحسب النقوش والبرديات المختلفة. 

لكل هذا وأكثر ظل رغيف العيش حاضرا في الحياة السياسية ، فقد تمكن بشعبيته من إقالة حكومات، وإشعال ثورات، وهدم أنظمة .

الرغيف عبر التاريخ

الزيادة الأخيرة في سعر الخبز تعتبر هي الزيادة السادسة في التاريخ المعاصر، وتحديدا من عام 1942 وحتي اليوم، حيث بدأ تسعير رغيف العيش أثناء الحرب العالمية لأول مرة بقيمة 2 مليم للرغيف وزن 206 جرام.

وفي عام 1948 تم رفع السعر إلي 5 مليمات بالتزامن مع حرب فلسطين واحتياج الدولة إلي مؤن تجهيز الجيش، ثم ارتفع سعر الرغيف مرة أخري، إلي واحد قرش عام 1968 بعد نكسة يوليو لنفس السبب تقريبا.

وفى سبتمبر 1984 زاد سعر الرغيف الى 20 مليما - قرشين - ، وظل السعر لمدة ثلاث سنوات حتى زاد سعره الى خمسة قروش فى سبتمبر 1988 وهو السعر السائد منذ ذلك الوقت حتى الآن لمدة 36 عاما.

ورغم تغيير سعر الخبز البلدى ثلاث مرات فقط خلال ستين عاما، فلم يكن تغيير السعر فى كل مرة يتم بشكل فجائي، ولكن يتم بطريقة تهدف لامتصاص الغضب الجماهيري، ففي المرة الأولى حين زاد من نصف قرش الى قرش، تم الإبقاء على رغيف صغير بنصف قرش بوزن من 104 – 107 جرام، وظهور رغيف بلدى أكبر بالوزن بوزن مابين 208 – 214 جرام بقرش، وهكذا لفترة حتى تم توحيد السعر بوزن أقل .

وتكرر ذلك مع رفع السعر الى قرشين حيث إحتاج الأمر عاما لتوحيد سعر القرشين، وفى الرفع الثالث للوصول لخمسة قروش تم إنتاج خبز بلدى من دقيق فاخر استخراج 72 % بسعر 5 قروش كبير الحجم بوزن 160 جرام، مع انتاج خبز ملدن طباقى بسعر خمسة قروش بوزن 135 جراما بدقق استخراج 82 %، وتطلب الأمر عامين حتى تم توحيد السعر فى سبتمبر 1990 بوزن أقل.

الزيادة بخفض الوزن

الحكومات المتعاقبة لجأت الى وسيلة أساسية لرفع سعر الخبز البلدى عن طريق خفض وزنه، ففي عام 1945 كان وزن الرغيف بالدرهم، وهو ما يعادل 206 جرامات للرغيف حسب المناطق الجغرافية المختلفة، حيث يزيد الوزن بمحافظات الصعيد ويقل بالمحافظات الصحراوية وكان الوزن للرغيف في القاهرة والجيزة 187 جراما .

وفى عام 1953 إنخفض الوزن الى ما بين 159 جراما إلى 187 جراما حسب المناطق المختلفة مع تمييز الصعيد بالوزن الأكبر وكان بالقاهرة 171 جراما، وفى عام 1955 إنخفض الوزن الى ما بين 154 الى 176 جراما، وفى عام 1956 إنخفض الى ما بين 130 الى 166 جراما، وفى عام 1965 إنخفض الى ما بين 134 جراما الى 153 جراما..

ومنذ 1988 أصبح الوزن للرغيف 135 جراما ثم 130 جراما، وفى 2014 أصبح الوزن للرغيف 120 جراما، وفى 2016 انخفض الى 110 جرامات ثم فى أغسطس 2020 أصبح وزنه 90 جراما، وهكذا يكون الوزن للرغيف البلدى قد إنخفض من 206 جرامات قبل 76 عاما الى 90 جراما حاليا .

نصيب الفرد من الخبز

وتشير البيانات الرسمية إلى أن زيادة نصيب الفرد من الخبز البلدي المدعم 28.6%، حيث وصل لـ 3.6 رغيف يوميا عام 2020، مقارنة بنحو 2.8 رغيف يوميا في عام 2019. فيما سجل إجمالي مخصصات دعم السلع التموينية ورغيف الخبز في موازنة العام المالي 2020 / 2021 نحو 84.5 مليار جنيه. وارتفع هذا الرقم إلى نحو 87.5 مليار جنيه في موازنة العام الحالي 2021 / 2022.

وفيما تبلغ الأسر المصرية التي تم تغطيتها ببطاقات التموين خلال العام المالي 2019 / 2020 نحو 84%، فإن عدد المستفيدين من البطاقات التموينية لصرف الخبز المدعم بلغ 71.9 مليون مواطن مستفيد من خلال 21.5 مليون بطاقة، وعدد من البطاقات التموينية لصرف السلع التموينية وصل إلى 64.3 مليون مواطن مستفيد، من خلال 21.4 مليون بطاقة.

وتشير إحصاءات وزارة التموين إلى إنتاج 250 مليوناً إلى 270 مليون رغيف يومياً، من خلال 30 ألف مخبز بلدي، منتشرة على مستوى المحافظات المصرية، ويستفيد من منظومة الخبز المدعم ما يقرب من 72 مليون مواطن، من خلال بطاقات التموين بمعدل 150 رغيفاً شهرياً لكل فرد مقيد ببطاقة التموين.

تم نسخ الرابط