الأولى و الأخيرة

موقع الصفحة الأولى

 

هذا ما سُمح بنشره وللحديث بقية، كانت هذه هي العبارة التى أنهت بها المقاومة الفلسطينية تقريرها المصور حول أسر مجموعة جديدة من عناصر جيش الاحتلال، في عملية نوعية هي الأقوي والأخطر منذ بداية العدوان الإسرائيلي علي قطاع غزة، وانطلاق عملية طوفان الأقصى.
اكتفي فيديو كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، كما اكتفي بيان منتصف الليل لأبي عبيدة المتحدث العسكري، بالإعلان عن أسر وجرح وقتل مجموعة من الجنود الإسرائيليين في عملية مركبة جرت في مخيم جباليا شرقي قطاع غزة، دون الخوض في تفاصيل حول هوية الجنود ولا أرقامهم العسكرية ولا حتي إظهار وجوههم رغم قدرتهم على ذلك.
كان الهدف الأسمي لإعلان أبو عبيدة ، وفيديو كتائب القسام، هو تصدير بعضا من التوتر والاضطراب من قطاع غزة إلي تل أبيب وتأجيج الداخل الإسرائيلي المشتعل ضد بنيامين نتنياهو وحكومته التى فشلت في تحرير الأسري علي مدي ما يقرب من ثمانية شهور متصلة، من القصف والقتل والتدمير.

نجح الجهاز الإعلامي للمقاومة تماما في حربه النفسية وتحقيق الهدف، فلم يعد أهالي الأسري المعروفين منذ السابع من أكتوبر الماضي، هم المعنيون فقط بمجابهة نتنياهو وفريقه عبر تظاهرات شبه يومية، وإنما دخلت كل الأسر الإسرائيلية علي خط الاضطربات والتوترات، فالجميع اليوم يسعي للاطمئنان علي أبنائهم، الجميع يريد أن يعرف هل إبنه ضمن الأسرى الجدد أم لا ؟
الهيستيريا التى أصابت المجتمع اليهودي، دفعت جيش الاحتلال الإسرائيلي إلي التعليق بشكل فوري، علي بيان أبو عبيدة وفيديو كتائب القسام، ونفي ما أعلنته حماس بخصوص أسر مقاتلي الحركة لجنود إسرائيليين أثناء القتال في جباليا، لكنه لم يقنع أحدا من مواطنيه.

أزمة ثقة في إسرائيل


أزمة ثقة في الحكومة الإسرائيلية، هذا كل ما في الأمر، فبيان الجانب الاسرائيلي بالنفي، استدعي وقائع الكذب والتدليس في واقعة الجندي شاؤول آرون، الذى وقع في الأسر قبل نحو عشر سنوات، ورفض الاحتلال الاعتراف بوجوده حتي أجبرته المقاومة علي التراجع.
ففي 20 يوليو من عام 2014، أعلنت المقاومة الفلسطينية، عن أسر الجندي شاؤول آرون، وقامت بنشر رقمه العسكري، ورغم ذلك نفي الاحتلال هذا الأمر.
كان آرون ضمن قوة للجيش في حي التفاح شرق قطاع غزة، تم استدراجها إلى حقل ألغام معد سلفا وتم تفجيره بالآليات الإسرائيلية، ثم تقدم عناصر المقاومة نحو ناقلتي الجند وتم الإجهاز على كل من فيها من الجنود.
وأسفرت هذه العملية النوعية وقتها عن مقتل 14 جنديا إسرائيليا ووقوع آرون أسيرا في يد المقاومة.
هذا الإعلان المختصر للمقاومة والنفي الإسرائيلي، عكسا بوضوح أزمة الثقة التى يعاني منها إعلام جيش الاحتلال، كما أثارا موجة من السخرية من جيش الاحتلال، الذي يبحث عن نافذة للخروج من أتون هذه الحرب التى استخدم فيها كل أسلحته عل مدى شهور دون تحقيق نصر واحد بخلاف تدمير قطاع غزة، وارتكاب القتل العشوائي والتورط في جريمة إبادة جماعية لن يفلت منها مهما طال الزمن.
نجحت المقاومة الفلسطينية في إحياء قضيتها، وأجبرت العالم علي احترامها، تماما مثلما نجحت في إدارة المعركة الإعلامية باحترافية عالية وبذات المقدرة والاحترافية التي تدير بها معركتها الحربية.
وأثق في أن ما سُمح بنشره من البطولات النادرة التي تسطرها المقاومة الفلسطينية في مختلف جبهات القتال، رغم عظمته، إلا أنه يمثل القيل منها لاعتبارات أمنية، كما أن هذه البطولات لا يضاهيها عظمة، إلا حالة الصمود الأسطورية للشعب الفلسطيني في مواجهة المجازر اليومية وحرب الإبادة التي يشنها العدو الصهيوني بدعم كامل من حلف الناتو والولايات المتحدة الأمريكية.

تم نسخ الرابط