و الأخيرة

رئيس التحرير
محمود الضبع

النيابة وجهت للطبيب تهمة الإهمال

« جزار طنطا » يتسبب فى بتر ساق مواطن ألماني بمستشفي خاص

موقع الصفحة الأولى

حبس طبيب لمدة عامين تسبب في بتر ساق مواطن ألماني داخل مستشفي خاص في مدينة طنطا .

قضت محكمة طنطا الجزئية في القضية رقم ۸۹۹ لسنة ٢٠٢٤، بالحبس لمدة سنتين، علي طبيب أخصائي جراحة عامة فيالمستشفى الأمريكي بطنطا بعد بتر ساق مريض ألماني بالخطأ.
وأسندت النيابة العامة للطبيب المتهم " وجيه. ح" تهمة التسبب في إصابة المجني عليه أيمن سعيد أحمد رمضان، ألماني الجنسية من أصول مصرية، بعاهة مستديمة، بعد بتر ساقه اليمني.
وقالت النيابة أن الإصابة كانت ناشئة عن إهمال الطبيب ورعونته وعدم احترازه وعدم مراعاة القوانين واللوائح والأنظمة، وإخلاله إخلالا جسيما بما تفرضه عليه أصول مهنته، ونشأ عن تلك الإصابة عاهة مستديمة وهي بتر الطرف السفلي الأيمن له مما يعتبر عاهة مستديمة قدرت ٦٠٪؜ علي النحو المبين في التحقيقات، وتقرير الطب الشرعي.
وقيدت النيابة العامة أوراق القضية كجنحة وفقا للمادة ٢٤٤ من قانون العقوبات، وقدمت المتهم للمحاكمة في جلسة ١٥ مايو.
وتشير بعض الشهادات الميدانية، إلي أن الطبيب المتهم معروف في الأوساط الطبية باسم جزار طنطا ، نظرا لوجود شكوي عامة منه.

 


تقرير الطب الشرعي

وأثبت تقرير الطب الشرعي في القضية رقم ۸۹۹ لسنة ٢٠٢٤ اداري ثان طنطا ، وجود خطأ طبي جسيم متمثل في إجراء عملية بتر فوق الركبة للمريض ايمن سعيد أحمد رمضان دون الاستناد إلى أساس طبي سليم، كما لم يجري الطبيب "وجيه . ح" للمريض أشعة دوبلكس علي شرايين أوردة الطرف السفلي الأيمن قبل العملية، يستطيع من خلالها الطبيب تقييم الدورة الدموية للطرف السفلي الأيمن قبل إجراء عملية البتر، مشيرا إلي أنه لا يوجد في التحاليل المجراه للمريض قبل العملية مباشرة ثمة ما يشير إلى وجود صدمة تسممية.
وأشار تقرير الطب الشرعي إلي أن الطبيب لم يستعن بأي من أطباء جراحة العظام وجراحة الأوعية الدموية للاستئناس برأيهم قبل إجراء عملية البتر.
وأكد التقرير علي ما جاء في مذكرة النيابة العامة من إهمال، وما أقره المجني عليه أيمن سعيد ، بمحضر الشرطه المؤرخ في ٢ يناير ٢٠٢٤ وكذلك بأقواله في تحقيقات النيابة العامة، مقدرا العجز الناتج عن البتر فوق الركبة بنسبة ٦٠ %.


إصابة في ألمانيا


من جانبه أكد المجني عليه أنه تعرض لحادث عمل في رجله اليمني منذ حوالى سنتين بدوله ألمانيا ونتج عنه شرخ، في الهلال الغضروفي وتم خياطته وبعد حوالي أربعة أشهر تم إزالته، وعقب ذلك بدأ في التحرك بجهاز تثبيت للركبة.
وبحسب التقارير الطبية، فمن مضاعفات إزالة الهلال الغضروفى أن يتم حدوث إحتكاكات في عظام الركبة وقد ينتج عنه تكوين مياه في الركبة ومن المحتمل أن ينتج عن إحتكاك العظام حدوث تأكل وفجوه في الركبة وهو ما حدث بالفعل مع المجني عليه.
وبدأ المجني عليه يتحرك بالجهاز الخاص بتثبيت الركبة وباستخدام عصا وكان يشعر بوجود لخلخه بالرجل مع شعوره أنها غير ثابتة.
وفي ديسمبر الماضي، قرر أيمن سعيد الذهاب الى مستشفى الأمريكان في طنطا ليستشير طبيب عن حالة رجله، وقام بمقابلة "وجيه . ح" أخصائي الجراحة العامة المتواجد بالمستشفي، وقام بشرح حالته والإجراءات التي تمت بألمانيا قبل عودته إلي مصر، فطلب منه بعض التحاليل، وتم إجرائها داخل المستشفى وبعد ظهور النتائج، أخبره بوجود قرح وتسمم تسبب في حدوث غرغرينه، وهو ما يستدعي إجراء عملية بتر للرجل اليمني من أعلى الركبة فورا.
وتم حجز المجني عليه فى المستشفى ودخوله إلي غرفة العمليات وتم افاقته من البنج حوالي الساعه ٣ عصرا بذات اليوم عقب اجراء عملية بتر الرجل وتم حجزه يومان في المستشفى وتم الخروج يوم ۲۰۲۳/۱۲/۷ واخبره بضرورة المتابعه بعد حوالي ١٠ أيام وذلك لفك الخيط وبالفعل ذهب اليه وتم فك نصف الخياطة والمتابعة عقب اسبوع لفك باقى الخيط ووصف له علاج وعقب ذلك أخبره بأن الوضع جيد.
بعدها بأسابيع ذهب الي مستشفى الكنانة في طنطا لإجراء تحاليل والاطمئنان علي حالته الصحية، وبعد إطلاع الأطباء علي التحاليل قبل وبعد إجراء العملية أخبروه بعدم ضرورة إجراء عملية البتر لعدم وجود سموم أو غرغرينه. 


أقوال الطبيب المتهم


من جانبه أقر الطبيب "وجيه . ح"  أخصائي الجراحة بمستشفي الأمريكان في طنطا، أن المريض حضر للمستشفى ومعه اشعه دوبلار على الأوعيه الدمويه للطرف السفلى الأيمن، وتبين له من خلال الإطلاع ليها وجود انسداد بالشريان المغذى للساق الأيمن وتبين له من التشخيص الأكلينيكى أن نبض الشريان المغذى للقدم غير محسوس مع وجود غرغرينه متقيحه بالقدم اليمنى وبدايه إلتهاب نيكروزى بالعظام، ووجود التهاب نيكروزى بالأنسجه نتيجه وجود قرح متقيحه بأنسجه الساق وتبين من الإطلاع على التحاليل ارتفاع عدد كرات الدم البيضاء وهذا يتوافق مع الغرغرينه المتقيحه مما يدل على بدايه تسمم بالدم.
كما أقر الطبيب بأنه قام بالإطلاع على تلك الأشعة وردها للمريض مرة أخرى ولم يقم بالإحتفاظ بها بحوزته ولا بالملف الخاص بالمريض بالمستشفى حيث أن المريض قام بإجراء تلك الأشعه خارج المستشفى، كما أقر بأنه لم يقم بإجراء ثمه اشعات للمريض قبل قيامه بالتدخل الجراحى بالبتر، وتم الإكتفاء بالأشعه التي كانت بحوزة المريض والاكتفاء بما تبين له من الفحص الأكلينيكى.
وأكد أنه متى ثبت له من خلال الفحص الأكلينيكى وجود غرغرينه متقيحه بالقدم والساق فليس من الضروري إجراء مثل تلك الأشعات - دوبلكس على الشرايين أو أورده الطرف السفلى أو أشعه على الأوعيه الدموية - ويتم التدخل الجراحي بالبتر دون الحاجه لإجراء تلك الآشعات، كما أقر بأن المريض كان يعانى من غرغرينه بالقدم اليمني وقرح متقيحه بالساق حتى مفصل الركبه فكان الأفضل أن يتم البتر من أعلى الركبة.
وبعد تداول القضية، أصدرت محكمة ثان طنطا الجزئية، في جلستها بتاريخ ٢٠١٤/٥/١٥، بمعاقبة المتهم بالحبس لمدة عامين، مؤكدة أن الخطأ هو الركن المميز لهذه الجريمة، وأوضحت أن تصرف الطبيب لا يتفق مع الحيطة والحذر اللازمين.

تم نسخ الرابط