118 سنة مضت على حادث دنشواى المعروف تاريخياً ومحفور فى وجدان المصريين ..ولم ينسى أحد خطيئة "الهلباوى" جلاد دنشواى دنشوى.. ورغم أنها كانت الخطيئة الأولى فى حياته إلا أنها كانت المشنقة لتاريخه حتى مات ظل هائماً على وجهه مثل سيزيف يكافح 34 سنة أملا فى أن يغفر الشعب المصرى خطيئته ولكن دون جدوى..
والهلباوى لمن لا يعرفه .. هو إبراهيم بك الهلباوى أشهر محامى فى عصره وهو أول نقيب للمحامين بمصر وبراعته وصلت لامتداحه من قبل العقاد وعقب اندلاع أحداث دنشواى كان من المفترض ان يكون وكيلا عن الفلاحيين وتوجه بالفعل الى محطة القطار للسفر اليهم ليحضر التحقيق مع الفلاحيين الابرياء وفى محطة القاهرة قابله الياور الخاص برئيس الوزراء مصطفى فهمي باشا والذى اصطحبه لمكتبه لأمرٍ مهم. ثم التقى الهلباوي بمحمد محمود بك السكرتير الخاص لمستشار وزير الداخلية الإنجليزي "المستر" ميتشل، الذي سأله عما إذا كان أحد من المتهمين في حادثة دنشواي قد وكله للدفاع عنه.
جلاد دنشواى
فلما نفى ذلك أخطره بأن الحكومة قد اختارته ليمثلها في إثبات التهمة ضد فلاحى دنشواى فلم يتردد فى القبول بل وخفض أتعابه من 500 جنية الى 300 فقط .. واستغل الهلباوى براعته القانونية ليحول فلاحي دنشواى الى قتله ومخربين وتسببت اسانيده الملفقة التى سردها لاصدار حكم باعدام 4 فلاحين وجلد الباقين 50 جلدة لكل منهم ووصفه حافظ ابراهيم فى قصيدة هجاء " بالناعق " الذى ادمى اكباد وقلوب المصريين ولقبوه بجلاد دنشواى وفشل فى الحصول على مغفرة المصريين لدرجة أنه طلب الترافع عن الصيدلى المصرى ابراهيم الودانى الذى لم يتردد ان يضحى بمستقبله مقابل الانتقام بقتل قاضى محكمة دنشواى بطرس غالى عميل الانجليز ... الهلباوى
حاول بكل الطرق ان يكون محامى الوردانى فى هذه القضية لكفر عن خطيئته ويسترد نظرة شرف من الشعب المصرى الا ان كل مساعيه بائت بالفشل وانتهت برفض اسرة الوردانى لطلبه وظل يحمل عاره حتى مات.. وأمام ما يحدث فى غزة من مجازر تركع الانسانية أمامها بعد أن تتشح بالسواد باحثة عن هلباوى جديد تلبسه وشاح العار.