استقالة 13 طبيبا يوميا
مقترح برلماني بإلزام شباب الأطباء بدفع تكاليف التعليم قبل الهجرة للخارج

أثارت تصريحات الدكتور أسامة عبد الحي، نقيب الأطباء حول هجرة أكثر من 7 آلاف طبيب مصري شاب للعمل في الخارج خلال عام واحد فقط، حالة من الجدل ومطالب بالبحث عن حلول عاجلة للأزمة المتفاقمة.
وأرجع نقيب الأطباء، هجرة شباب المهنة للخارج فور التخرج من الجامعات المصرية إلى ضعف الرواتب وتدهور بيئة العمل في مصر، بالإضافة إلى عوامل الجذب المغرية في الخارج.
وكشف تقرير إحصائي لنقابة الأطباء، أن عدد الأطباء والطبيبات الذين تقدموا إلى النقابة خلال عام 2022 بما يفيد استقالاتهم من قطاع الصحة في مصر، وقدموا طلبات لاستخراج شهادة «طبيب حر»، كان 4261 طبيباً وطبيبة بمعدل يومي 12 طبيباً وطبيبة، وإذا جرى استبعاد أيام العطلات يصبح المعدل اليومي 13.5 طبيب وطبيبة فى اليوم الواحد.
وأشارت النقابة إلى أن هذا العدد من المتقدمين بمستندات استقالاتهم من الحكومة هو الأكثر خلال الأعوام السبعة الماضية، فخلال عام 2016 كان العدد 1044، وعام 2017 كان 2549، وفي عام 2018 كان العدد 2612، وعام 2019 كان 3507، وعام 2020 كان العدد 2968، أما في عام 2021 فكان العدد 4127 طبيباً وطبيبة، وهو العدد الذى يتزايد سنويا بشكل مضطرد منذ جائحة كورونا التى أصابت العالم وزادت من الطلب على الاطباء والأطقم الطبية فى الولايات المتحدة واوروبا التى تجذب الخريجين المصريين.
منع الأطباء من السفر
ورغم أن أحدا لا تستطيع منع الأطباء من السفر، إلا أن هناك عدة مقترحات تطالب بتغريم الخريج مقابل دراسته وتدريبه فى الجامعات والمستشفيات المصرية، أو إلزامه بعدم السفر لعدة سنوات تتراوح بين 3 إلى 5 سنوات على الأقل قبل السفر للخارج.
النائب رفعت شكيب عضو مجلس النواب، قدم مقترحا لحل أزمة هجرة الأطباء للخارج، ومواجهة نقص الكوادر الطبية داخل المستشفيات الحكومية لا سيما في القرى والنجوع، موضحاً أن الهدف ليس تقييد حرية الأطباء مثلما يروج البعض، ولكن منح الدولة حقها بعد إنفاقها مبالغ كبيرة على تعليمهم، من ثم يجب ضمان استمرارهم في خدمة المنظومة الصحية داخل مصر لفترة لا تقل عن خمسة أعوام بعد التخرج قبل السماح لهم بالسفر والعمل في الخارج، مؤكداً أن هذا حق الدولة ولا يجب التفريط فيه.
وتساءل النائب: هل من المقبول أن الدولة تدرب وتؤهل الأطباء ثم يرحلون عنها ويتركونها من أجل العمل بالخارج؟ وهل يعقل استقدام أطباء أجانب من الخارج ولدينا خبرات وكفاءات طبية في مصر؟ وهل من المنطقي أن يكون لدينا مستشفيات على أعلى مستوى وبكلفة مالية باهظة ولا يوجد بها أطباء لتشغيلها؟
وأثار مقترح النائب رفعت شكيب، ردود فعل متباينة، فقد رأى البعض انه طريقة لحل أزمة نقص الأطباء داخل المستشفيات الحكومية، ويعالج هجرتهم للخارج، فيما رأى آخرون أنه يخالف نصوص القانون والدستور، وسيؤدى إلى تقييد حرية الأطباء وإجبارهم على ترك المهنة.
رسالة عمرو أديب
وفى تعليق جديد، وجه الإعلامي عمرو أديب رسالة للأطباء بعد أزمة تعليقه بشأن كون الأطباء يحصلون على تعليمهم وتدريبهم مجانا في المستشفيات المصرية ثم يهاجرون للعمل بالخارج.
وكتب أديب عبر حسابه على منصة إكس: بعتذر لكل الأطباء، سافروا عندما تريدون حتى لو كنتم في الجامعة، ومسألة علاج الناس في مصر ليست من الأهمية بمكان، يمكن أن نستعين بخريجي كليات التجارة، أعدادهم كبيرة وليس لهم فرص عمل في الداخل أو الخارج.
وقال: موضوع أن الطب رسالة وأنك ترد بعض جميل التعليم المجاني مسألة بصراحة أفلاطونية - في أمريكا كده - ولا مجال لعمل أي حلول أو توازنات، المهم يا ابني مصلحتك ولا تهتم بمريض أو بوطن، أما الفئة الساذجة المستمرة في البلد التي تواصل الليل بالنهار لتنجد المواطن المصري الغلبان، هؤلاء جزاؤهم عند المولى عز وجل.
وأضاف عمرو أديب: وبالنسبة للحكومة فأصبحت أشك أن الأمر مزعج بالنسبة لهم، يجب أن تقدموا حلولًا للأطباء: مرتبات أفضل، مزايا تعليمية، حماية أمنية في المستشفيات، لأنه من الواضح أن موضوع التعليم المجاني لم يعد كافيًا، وبما أن الجميع يقول إن الأهل تصرف دم قلبها - وهو صحيح - فيجب إعادة النظر في المجانية، فليست مفيدة للطالب أو للبلد، ومرة أخرى
وختم رسالته قائلا: أعتذر عن محاولة وجود حل لمشكلة لا يجب تجاهلها أبدًا، علمتونا أن المسكنات لا تجدي ويجب البحث عن السبب الرئيسي للمرض ولكل من يقول المصلحة أولًا أقول: ربنا يستر عالبلد، بصراحة عندي قناعة أن الدكتور المصري هو الأفضل، وعندي اطمئنان مستمر أنه في أي لحظة أذهب لأي مستشفى سأجد الحد الكافي من العناية، فلنتحرك قبل أن تنهار المنظومة بين مصلحة الطبيب ومصلحة البلد، ويبدو أنه اختيار أصبح صعبًا.