مخزون البحيرة ثابت عند 628 متر
ورطة سد النهضة.. غلق المفيض العلوي وتوقف توربينات توليد الكهرباء

تواجه الحكومة الإثيوبية أزمة بسبب غلق المفيض العلوي لـ سد النهضة، وتوقف توربينات توليد الكهرباء عن العمل، رغم إعلان أديس ابابا من قبل أنها جاهزة للتشغيل، في الوقت الذي تؤكد فيه القياسات الأخيرة ثبات منسوب بحيرة السد عند منسوب 628 مترا، منذ شهر سبتمبر الماضي، نتيجة عدم التشغيل الفعلي للتوربينات، وعدم تركيب أي توربين جديد حتى الآن.
وكشف الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا في جامعة القاهرة، عن سبب غلق المفيض العلوي لسد النهضة وتوقف التوربينات، وهو عدم إنشاء شبكة نقل الكهرباء داخل إثيوبيا، بعد توليدها من التوربينات، بعدما كانت حكومة أديس أبابا تأمل في بيع الكهرباء المولدة من توربينات السد إلى دول الجوار، ولكنها حتى الآن لم تدخل في أي اتفاقيات تعاون مع الدول المجاورة لتصدير الطاقة الكهربائية.
ودلل "شراقي" على صحة كلامه بقوله إن التوربين الواحد في سد النهضة يحتاج تشغيله إلى 50 مليون متر مكعب من المياه بشكل يومي، في الوقت الذي نجد فيه ان كمية المياه المسربة من السد لا تتجاوز 20 مليون متر مكعب، وهو ما يكشف عن ثبات وتوقف التوربينات عن العمل.
وكشف أستاذ الجيولوجيا في جامعة القاهرة، عن أن إثيوبيا ستجبر على فتح بوابة المفيض العلوي في الثلث الأخير من شهر مايو 2025 بحد أقصى، مع بداية موسم الأمطار، لتصريف المياه، حتى لا تضغط على جسم السد وتسبب خطورة على الانشاءات.
موسم الجفاف الإثيوبي
ولفت "شراقي" إلى أن أثيوبيا تشهد موسم الجفاف وبشكل خاص في منطقة حوض النيل الأزرق، ومصدر المياه الرئيسي حاليا هو التصريف من بحيرة تانا بمقدار 10 – 15 مليون متر مكعب في اليوم، مع بعض الروافد الأخرى، ومتوسط الإيراد اليومي يبلغ خلال شهر فبراير حوالي 20 مليون متر مكعب، والذي ينخفض إلى 16 مليون متر مكعب في مارس المقبل، وتلك المياه لا تكفي لتشغيل التوربينات.
وأكد أن تشغيل التوربينات الأربعة يحتاج إلى استخدام جزء من المخزون، في الوقت الذي أكدت فيه القياسات الأخيرة أن مخزون البحيرة بلغ 60 مليار متر مكعب وتوقف عند منسوب 628 مترا، منذ 5 سبتمبر الماضي، ولم ينقص حتى الآن بسبب عدم التشغيل الفعلي للتوربينات، إضافة إلى عدم تركيب أي توربين جديد حتى الآن.
وكان رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد، أعلن في 24 أغسطس 2024، اكتمال سد النهضة من الناحية الإنشائية، كاشفا عن وجود 4 توربينات لإنتاج الكهرباء، مع استهداف تركيب 3 توربينات أخرى في ديسمبر 2024، وهو ما يلقي الكثير من الشكوك في مدى مصداقية هذه التصريحات.
وفي يناير الماضي، أجبرت سلسلة الزلازل التي ضربت إثيوبيا، والنشاط البركاني الناتج عنها، أكثر من 80 ألف شخص في مناطق عفار وأوروميا وأمهرة على النزوح، خاصة مع الإبلاغ عن 10 زلازل تعرضت لها البلاد، ومنها ما شعر به سكان العاصمة أديس أبابا، مع تحذير الخبراء من تأثير هذه الزلازل على سد النهضة.
ويؤكد الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية في جامعة القاهرة، أن ما حدث من زلازل في الحيشة خلال 15 يوما لم يحدث خلال العشر سنوات الماضية، وفي حال وقوع وزلازل أكبر فإنها ستشكل خطرا على سد النهضة، وقال "شراقي" إلى أن إثيوبيا دولة زلزالية بطبيعتها، بسبب وقوعها عند الأخدود الإفريقي الذي يمر بهضبة الحبشة، كما أن النشاط الزلزالي زاد في المنطقة في الفترة الحالية، ووصلت إلى 10 زلازل في اليوم الواحد.